شارك المقال
  • تم النسخ

عمال النظافة بالمغرب في زمن كورونا وبعدها .. خط دفاع أمامي مسحوق

 أبانت الجائحة تجند عمال النظافة في خط الدفاع الأمامي، لمواجهة الوباء ولحماية المواطنين، ويقتنع المغاربة بكونهم أهم حلقة بالمجتمع، لما تقوم به من جهود دون توقف، ورغم ذلك فهذه الفئة تعاني من تهميش واسع يضعهم في أدنى السلم الاجتماعي، بينما لا تتجاوز رواتبهم الحدّ الأدنى للأجور ناهيك عن إشكالات أخرى مادية ومعنوية.

ظروف مزرية

لا يزال المغرب، ودول العالم الثالث، ينظرون بالكثير من الغبن والنظرة الدونية لمهنة عامل النظافة، لكونها مهنة مهمشة في أعين الكثيرين، في حين  أنها مهنة مهمة جداً ومحترمة في البلدان المتحضرة، حيث يقدّر عامل النظافة، وينال أجرا لائقا.

وتتحد جميع الظروف ضد عامل النظافة في المغرب، فهو لا ينال راتباً كافياً يؤمّن له العيش الكريم، وكذلك لا يحظى بشروط مناسبة للعمل، فلا ملابس لائقة، ولا وقاية من الأمراض وينضاف إلى كلّ ذلك نظرة الناس إليه كأنه شخص غير مرغوب فيه بينما لو غاب عمال النظافة أياماً قليلة لامتلأت مدننا بالنفايات والروائح الكريهة.

ويعد عامل النظافة آخر من تهتم به الدولة، رغم أهمية هذه المهنة التي تتوقف عليها نظافة المدينة وشكلها، فإن العناية بعامل النظافة شبه غائبة براتب لا يتجاوز الحد الأدنى للأجور والذي لا يكاد يفي بالحاجيات الحياتية من إيجار ومصاريف الأكل والشرب والتطبيب.

وكثيراً ما يتعرض العامل للمرض، بسبب مكوثه ساعات طويلة وسط الروائح الكريهة، تؤدي لتعرضه لمشاكل صحية في النظر والشم، ناهيك عن المشاكل النفسية والاجتماعية التي  ترتبط أساسا بنظرة الكثيرين السلبية إلى عامل النظافة، وهو ما يزيد من تردي وضعيتهم.

خلال الأزمة

تجند هؤلاء العمال ليلا ونهارا مسلحين في الجبهة الأولى، خائضين لمعركة حماية الصحة العمومية، جنبا إلى جنب مع الطواقم الطبية.. لمحاربة وباء كورونا.

وقاموا بحملات تطهير واسعة النطاق، من خلال تعقيم الهواء والتنظيف بالمبيدات الصحية، شملت مختلف المرافق العمومية والأسواق والحاويات والأزقة والساحات… صامدين وصابرين ومرابطين في مختلف النقط لتأمين نظافة أحياء مغرب يمر بظروف عصيبة جراء تفشي فيروس “كورونا” الذي يختبر صبر المواطنين المغاربة في التعامل مع هذه المرحلة الحساسة التي تعيشها مختلف دول العالم..

ورغم مآسي نساء ورجال القطاع، وظروفهم، فقد قدموا تضحيات، واشتغلوا، في كل مكان يعقمون، ينظفون، ويجمعون النفايات المكدسة، ويرفعون أطنانا من الحاويات والحجارة والتراب، تحت أشعة الشمس الحارقة أوالبرد القارس طيلة الفترة التي قضاها معظم الناس ببيوتهم في الحجر الصحي.

بعد الجائحة

يأمل عمال وعاملات النظافة بعد هذه الأزمة التي ضحوا من خلالها بكل جهودهم، من السلطات المختصة النظر في مجموعة من الملفات الاجتماعية المتعلقة بأوضاعهم المهنية كهزالة رواتبهم، وعدد ساعات العمل، وشروط الاشتغال الصحية.

والتي أعلنوا عنها في الكثير من المرات في برامج نضالية طويلة المدى، للضغط على شركات التدبير المفوض بخصوص ملفاتهم المطلبية، غير أن ضميرهم المهني سرعان ما يؤنبهم عندما يطالعون صورا لتراكم الأزبال بشوارع ودروب المدن المغربية التي يضربون بها، قبل أن يستأنفوا عملهم حتى وإن لم تحل مشاكلهم.

ثم إن شركات النظافة بالمغرب مطالبة اليوم، بتوفير جميع المستلزمات التي تحمي هذه الفئة الهشة بالإضافة للنظر في مطالبهم وعدم الضغط عليهم بأي شكل من الأشكال للتنازل عن حقوقهم الأساسية والمشروعة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي