شارك المقال
  • تم النسخ

لمواجهة الجفاف المستمر.. المغرب يخطط لزيادة واردات القمح الصلب وبناء المزيد من محطات تحلية المياه

يحظى قطاع الفلاحة بأهمية كبيرة في الاقتصاد المغربي حيث يمثل 12% من الناتج المحلي الإجمالي (GDP) المغربي حاليا، وتسبب الجفاف المستمر منذ خمس سنوات في استنفاد مخزون العديد من هذه الخزانات، مما جعل المملكة تخطط لزيادة واردات القمح.

وتأثرت الإمدادات المغربية بشدة بسبب نقص الموارد المائية، وقد أثر ذلك على القطاع الخاص، مع فرض قيود على استخدام المياه، حيث قام المغرب بتقييد استخدام المزارعين للمياه لأغراض الري في بعض المناطق بسبب حالة الجفاف التي تواجهها البلاد، كما أفاد مؤخرا رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحين والتنمية القروية (COMADER)، رشيد بن علي.

ويستعد المغرب لاحتمال انخفاض المحاصيل بسبب الجفاف الناجم عن تغير المناخ والظروف المناخية القاسية في شمال إفريقيا، وكما صرح رشيد بن علي، فإن الدولة ستحتاج إلى زيادة وارداتها من القمح للتعويض عن الانخفاض الكبير في إنتاجية المحاصيل هذا العام.

وسلط بنعلي الضوء على التأثير السلبي للجفاف الطويل وأكد أن البلاد شهدت نقصا في الأمطار خلال موسم الخريف الحاسم، وهو موسم يتوقع دائما هطول المزيد من الأمطار والذي لم يكن له هذه المرة التأثير المتوقع على المغرب وبقية البلدان في منطقة شمال أفريقيا.

ويسلط العجز المطري الضوء على محصول القمح الذي من المتوقع أن يكون “أقل بكثير” من 4 ملايين طن في العام السابق، علاوة على ذلك، من المتوقع أن يكون محصول الحبوب أقل بكثير من 7.5 مليون طن التي قدرها المدير التنفيذي لعزيز أخنوش، كما أكد بنعلي نفسه.

ويمر المغرب بمرحلة مهمة من التنمية الصناعية واستقطاب الموارد الاستثمارية لتطوير كافة أنواع القطاعات إلى الحد الأقصى، في ظل التخطيط الملكي، الذي رتب لعملية تحديث البلاد منذ اعتلائه العرش عام 1999، والتي وقد بدأت تؤتي ثمارها في السنوات الأخيرة، مما وضع المملكة المغربية في مكانة مهمة على الساحة الدولية.

وفي هذه المرحلة، لا تزال الزراعة تتمتع بوزن مهم على الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة لزيادة تنويع النشاط الاقتصادي، ولذلك، لا يزال الجفاف وقلة الأمطار يؤثران على قطاع الزراعة، مما أدى إلى خسائر اقتصادية في المناطق القروية، وأيضا انخفاض الوظائف الزراعية، مما ساعد على ارتفاع معدل البطالة إلى 13% هذا العام.

وتمتد تحديات الزراعة إلى ما هو أبعد من القمح لتشمل محاصيل حيوية أخرى مثل الحبوب والسكر، مما يؤدي إلى تفاقم المشاكل الزراعية التي تواجه البلاد، كما أوضح بن علي نفسه.

في غضون ذلك، يواصل المغرب محاربة الجفاف بعدة مشاريع مهمة مثل تنفيذ المزيد من محطات تحلية المياه لإعادة استخدام مياه البحر والطرق المائية لربط مختلف الأحواض، والربط بين نهر سبو وحوض أبي رقراق، وسد المخزن مع ميناء البوغاز لتوفير المزيد من المياه للكثافة السكانية ومساعدة المناطق الأكثر تضررا.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي