شارك المقال
  • تم النسخ

صفعةُ رجل سلطة لمُمرض تثير الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب

أثارت صفعةٌ، وجهها رجل سلطة، لممرضٍ، أثناء مطالبة هذه الفئة، بتحسين ظروف اشتغالها في مواجهة فيروس كرونا المستجد، الجدلَ، في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث صبَّ المغاربةُ، جامَ غضبهم على المسؤول، مطالبين بضرورة تحرك وزارة الداخلية لمعاقبته على هذا التصرف المرفوض.

ونشرت صفحة أخبار الصحة، المهتمة بمستجداتِ هذا القطاع، صورةً، تُظهر رجل سلطة، مرفوقاً بعددٍ من رجالِ الأمن، وهو يوجهُ، ما قالت إنه صفعةُ لممرضٍ، أثناء مطالبته بتحسين ظروف اشتغاله، معتبرةً أن هذه اللقطة، ستبقى “وصمة عارٍ، إلى الأبد، على جبين كل ممرض أو عامل بالصحة، في حال سكتوا على هذه الإهانة”.

وكتبت الصفحة في تدوينةٌ علقت بها على الصورة: “باش هاذ (وصف قذحي) يصرفق ممرض بهاد الطريقة الحيوانية، حيث طالب بتحسين ظروف اشتغاله، بعدما ضحى شبه سنة مع هاذ الوباء، تاتبقى وصمة عار. إلى الأبد.. على جبين كل ممرض أو عامل بالصحة، إلا سكتوا على هاذ الإهانة.. فض الوقفات ليس بهذه الطريقة مهما كانت الظروف..”.

وفي سياق الضجة التي أثارتها الصورة، نشر الكاتب الصحفي يونس دافقير، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تدوينةً، موجهةً إلى عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، جاء فيها: “لا يمكن أن يأتي من عندك بوهدوز ليهدم كل ما نبنيه”، في إشارة إلى القيام بعمل انفرادي يخدش أو يشوه سمعة الدولة التي تحاول تطبيق القانون من دون تجاوزات.

وأضاف دافقير في التدوينة نفسها: “لا يمكن أن نتقاتل من أجل شرعية ومشروعية أعمال السلطة، ويأتي بحال هذا الأخ ويطلعنا دراري صغار قدام اللي يسوا واللي ما يسواش. أنا واحد ممن يحاولون بناء صورة جميلة لبلدهم، لذلك أعتبر نفسي متضررا من هذا السلوك الهمجي”.

ومن جهته، علّق المحلل السياسي عمر الشرقاوي، على الأمر، بالقول إن “هذه الصورة غير مقبولة بتاتا، صفع مواطن لا يدخل ضمن إنفاذ القانون. والسيء في الصورة أن المصفوع ممرض ينتمي لرجال ونساء ضحوا ومازالوا بحياتهم لإنقاذ المرضى من مخالب كوفيد”.

وتابع أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء: “ما هكذا ينبغي مجازاة الممرضين والممرضات، كان الأولى أن يقوم وزير الصحة بالرفع من أجورهم لا دفعهم للاحتجاج في ظرف حساس”، متمنياً “من المسؤولين ولدي أمل كبير في ذلك أن تتم مساءلة صاحب الفعلة”.

وتعليقاً على الصورة، أوضح الصحافي جمال العبيد، بأنه: “سواء كانت صفعة أو دفعة.. فهي غير مقبولة ومرفوضة بأشد عبارات الرفض.. وأتمنى أن تتدخل الجهات المعنية في أقرب وقت لترتيب المسؤوليات حتى يفهم رجل السلطة بالزي الرسمي الأخضر أن مثل هذه التصرفات الحاطة من الكرامة الإنسانية تسيء إلى الإصلاحات المتواضعة التي باشرها المغرب في مجال حقوق الإنسان.. من باب التذكير ليس إلا..”.

وتفاعل مجموعة من النشطاء الفيسبوكيين، بغضبٍ مع الصورة، حيث قال حساب يضع اسم “الحاقد على الفساد”، إن “صفع ممرض أثناء احتجاج سلمي ردة حقوقية خطيرة وإساءة لصورة المغرب دولة ومؤسسات، وتستدعي وقفة حازمة لكل القوى الديمقراطية في هذا البلد تجاه هذا السلوك غير المبرر”.

ونبه ناشط آخر يدعى “رضوان”، إلى أن هذه الصورة “تقشعر لها الأبدان، صراحةً هذا رجل سلطة جبان لا يمثلني كمغربي، كيف يعقل أننا مازلنا نحتفظ بهذا النوع من الموظفين في مؤسساتنا، هذا نموذج للتسلط والقهر والحكرة، كيف يعقل أن يتم صفع ممرض بهذه الطريقة”.

وتساءل الشخص ذاته: “هل هذا جزاء من هم في مواجهة و محاربة أقوى الفيروسات معرضين أنفسهم لخطر الموت، ومنهم من قتله الفيروس دفاعا على صحة المواطنين رغم الإمكانيات الضعيفة، وفي الأخير يظهر لنا رجل سلطة متسلط يستعمل العنف علانية ضد الأطر الصحية التي يقف لها كل العالم احتراما وإجلالا على الدور الذي يلعبونه في الحفاظ على الأمن الصحي للبشرية !”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي