شارك المقال
  • تم النسخ

تُلقّب بـ”سبعة رجال”.. حكاياتٌ وأساطير تحيط “ثمزّوخت” أعلى قمة في جبال كبدانة

يُطلق عليها السكان المحليون اسم “ثمزوخت”.. وتسمى أيضا بـ”سبعة رجال”، هي أعلى قمة في جبال كبدانة بإقليم الناظور، تُطلّ على البحر الأبيض المتوسط، تقع جنوب الطريق الوطنية رقم 16، الرابط بين جماعتي أركمان ورأس الماء، عند منطقة ثيخوباي، تُحيطها العديد من الحكايات والأساطير التي تناقلتها أسلن المواطنين في المنطقة.

ويقع الجبل، الذي يرتفع عن سطح البحر بحوالي 923 متراً، وهو بذلك الأعلى في إقليم الناظور، في نفوذ قبيلة كبدانة بالريف الشرقيّ شمال المغرب، حيث يُطل على شاطئ رأس الماء، المعروف في الجهة الشرقية باسم “قابوياوا”، كما يمكن رؤية ساحل قرية أركمان والناظور، وبحيرية مارتشيكا، إلى جانب أن الوصول لقمته تجعل الشخص يرى مدناً مثل الناظور وبركان.

ويقصد هواة السياحة الجبيلة المكان، قادمين من جماعة البركانيين، أو أركمان، عبر الطريق الترابية الخاصة بحرس الغابات، والقناصة، حيث يتواجد بالنواحي، وفي الغابات الصغيرة المجاورة والمساحات الكبيرة لنبتة الحلفاء، حيوان الخنزير، الذي يُعتبر أبرز الوحيش التي تستوطن المنطقة، والهدف المفضل لهواة القنص الذين يتوافدون كلّ أحدٍ خلال موسم القنص.

ويظهر جبل “ثمزوخت”، أو “سبعة رجال”، من الناظور، وشرقِ زايو، وبعض مناطق بركان، غير أن رؤيتها من المدينة الأولى، تجعله شبيهاً برأس رجل نائمٍ، وكان الإسبان خلال مرحلة احتلالهم للمنطقة، بين سنة 1912 و1956، يسمونه بـ”رجلِ الهنود الحمر”، لأنه شبيهٌ بشخص من القبائل المذكورة، وهو مستلقٍ على ظهره ويضع يداه على صدره ويوجه رأسه للأعلى.

يعود أصل تسمية سبع رجال، حسب ما تحكيه بعض الروايات الشفهية التي توارثها سكان المنطقة ونواحيها، إلى الرجال السبع الأمازيغ، الذي يحكى أنهم توجهوا إلى شبه الجزيرة العربية لملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث دخلوا الإسلام وقرروا نشره في شمال إفريقيا، حتى قبل مرحلة “الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا”.

وتحكي بعض الروايات الشفهية أيضا، أن قمة جبل “سبعة رجال”، تضم عيناً لا تُخرج الماء إلا للأشخاص الذين لديهم قلوبٌ طيبة، حيث يحكي محمد، وهو رجل في السبعين من عمره، من الزخانين، القريبة من “ثمزوخت”، بأن هذه العين، إن رأيتها وأخرجت الماء، فأنت طيب، وإن لم تفعل، فإن قلبك أسود ولابد من أن تعيد تأهيله قبل العودة من جديد.

وبالرغم من أن المرويات الشفهية تكادُ تنقرض، نظراً لمغادرة أغلب السكان الذين كانوا يقطنون في سفح الجبل، أو في المناطق القريبة منه، إلا أن بعض قاطني مدنٍ مثل، زايو، وأركمان، وقابوياوا، ممن ينحدرون من القرى والمداشر المحيطة بسبعة رجال، ما يزالون يحتفظون ببعض من المرويات والأساطير التي كانت تحكى عنه، من بينها ما هو متعلقٌ بالشفاء والطيبة وأيضا بالرعب.

وتتداول بعضُ الألسن، وفق ما أفاد به أشخاص من كبدانة لـ”بناصا”، حكايةً ترويها (أو تفاصيل شبيهة بها) العديد من القبائل عن بعض الجبال والأماكن، في مختلف مناطق المغرب، من بينها ما يُقال عن صخرةٍ في جبل “تدغين” ضواحي تارجيست، _ تتداول _ أن هناكَ صخرةً في يمكنها أن تشفي من الأمراض العظام وآلام المفاصل والظهر.

ويتناقل بعضٌ الأشخاص، حسب ما استقته “بناصا”، بعض المرويات التي تتحدث عن وجود وحشٍ في الصغرة الكبيرة التي تعتلي جبل سبعة رجال، وكان الناس قديماً يخشون التوجه إليه، فيما تذهب أقاويل أخرى بعيداً، وتقول إن الصغرة التي تتواجد في قمة “ثمزوخت”، سقطت من الفضاء الخارجي، لأنها، حسبهم، تُشبه إلى حد كبير، صخرة موضوعة، لا متكونةً.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي