شارك المقال
  • تم النسخ

النيجر ومالي ترسلان تحذيرات شديدة اللهجة إلى الجزائر عبر موسكو وتهددان بقطع العلاقات وإدراج النظام العسكري في القائمة السوداء

دخلت روسيا في أزمة دبلوماسية معقدة للغاية وضعت مالي والنيجر في مواجهة الجزائر لعدة أسابيع، وهي أزمة تخللتها عدة قمم من التوتر والانتقادات الشديدة التي وجهتها باماكو ونيامي إلى الجزائر.

ووفقا لما أوردته صحيفة “مغرب أنتليجنس” في تقرير لها ليومه (الأحد) فقد وجهت كل من مالي والنيجر انتقادات حادة للنظام العسكري الجزائري في عدة قضايا حساسة مثل مكافحة الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية وغيرها.

وهذه المرة، فضلت السلطات الانتقالية في النيجر ومالي نقل رسالة مباشرة وصريحة إلى قيادات النظام الجزائري عبر روسيا، القوة العالمية التي تربطها علاقات تاريخية قوية بالقوة الجزائرية، وتتلخص هذه الرسالة في تحذير شديد اللهجة طلبت حكومتا مالي والنيجر من موسكو نقله وشرحه للجزائر.

وهو تحذير، حسب المصادر ذاتها، مرتبط بالمواقف الجزائرية المثيرة للجدل لصالح الحركات الانفصالية والمسلحة وبعض الشخصيات السياسية المتطرفة التي تهدد استقرار منطقتي الساحل المهمتين. “الرسالة واضحة وواضحة ودقيقة.

ويمكن تلخيص ذلك على النحو التالي: لا تفعلوا مثل فرنسا، ولا تتدخلوا في شؤوننا الداخلية مرة أخرى، وتوقفوا عن دعم الحركات المتطرفة التي تهدد أمننا، ولا تقيموا أي اتصال مع خصومنا الوطنيين، وإلا فإنكم ستواجهون نفس مصير فرنسا”.

وهذا ما صرح به مصدر دبلوماسي مهم ومقرب جدا من هذه القضية التي كانت موضوع نقاشات مكثفة خلال أشغال الدورة الثانية للمشاورات السياسية الجزائرية الروسية التي انعقدت بالجزائر العاصمة 14 أبريل بحضور الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف.

وأوضح الجانب الروسي بعبارات واضحة توقعات السلطات الانتقالية في النيجر ومالي، الشريكين الرئيسيين الجديدين لروسيا في منطقة الساحل.

وأوضح المحاورون الروس للقادة الجزائريين أن الجزائر تتعرض اليوم لشيطنة خطيرة وازدراء في النيجر ومالي بسبب السلوك “الإمبريالي” الذي يشبه نسخة باهتة من السلوك الأبوي المتغطرس لفرنسا مع هذين البلدين الأفريقيين.

ولم يعد قادة مالي والنيجر يتسامحون مع أي تدخل في بلديهم من الجزائر العاصمة ويرفضون بشكل قاطع أن تتعامل السلطات الجزائرية مع الشخصيات الوطنية المعارضة لهم كما يفعل نظام تبون على سبيل المثال مع الإمام المالي الراديكالي المثير للجدل الإمام محمود ديكو، الشخصية المركزية في الثورة، والمعارضة للسلطات الانتقالية في باماكو.

علاوة على ذلك، يطالب زعيما النيجر ومالي الجزائر بالتوقف عن تعزيز أي تقرب من الحركات المسلحة أو الانفصالية أو الإرهابية التي تجوب المنطقة، وفي حال عدم تلبية هذه المطالب، فقد أوضحت الأنظمة الجديدة الحاكمة في باماكو ونيامي أنها لن تتردد في قطع العلاقات مع الجزائر وإدراجها في القائمة السوداء إلى الأبد.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي