شارك المقال
  • تم النسخ

ياسمين حسناوي لـ”بناصا”: يد عصابة “البوليساريو” ملطخة بنصف قرن من الانتهاكات والتهجير والتجنيد والتعذيب في حق النساء

ما يزال قادة جبهة البوليساريو الإنفصالية يستغلون ويسيئون استخدام سلطتهم في علاقاتهم مع النساء والفتيات، وسط غض طرف كامل من البلد المضيف الجزائر، حيث تتعرض النساء والفتيات لشتى ألوان الانتهاكات والخروقات.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة المغربية ياسمين حسناوي، المتخصصة في حل النزاعات وشؤون المغرب العربي، إن “النساء بالمخيمات يتعرضن للاحتجاز ويذقن جميع أنواع التعذيب وسوء المعاملة في وضعية احتجاز غير قانوني بدون أي تدخل من البلد المضيف لتوفير الشروط القانونية، بما فيها الحصول على التطبيب أو محام”.

وأوضحت حسناوي، في حديث مع جريدة “بناصا”، أن “مخيمات العار تشهد على العديد من القصص المرعبة وتحت أعين الدولة المضيفة الجزائر وكذلك المجتمع الدولي، حيث تم توجيه العديد من النداءات إلى المجتمع الدولي، ولكن لم يتم بذل سوى القليل من الجهود لإنقاذ هؤلاء النساء الأبرياء وكذلك أطفالهن من جحيم البوليساريو”.

وأشارت إلى أن “العديد من التقارير الصادرة عن المنظمات غير الحكومية الشهيرة والشهادات التي جمعتها خلال عملي الميداني وتلك التي نددت بها النساء الصحراويات اللاتي تمكنن من الفرار من تندوف، ذكرت أن هؤلاء النساء كن وما زلن يتعرضن للعنف في معسكرات البوليساريو”.

وسجلت المتخصصة في حل النزاعات وشؤون المغرب العربي، أن “هؤلاء النساء تعرضن لانتهاكات حقوق الطفل عندما كن صغيرات جدًا من خلال إجبارهن على حمل السلاح بدلاً من الذهاب إلى المدرسة”.

وأضافت، أن “هؤلاء النسوة، كن ضحايا الاعتداء والاستغلال الجنسي مثل حالة خديجة محمود التي اغتصبها أحد قادة البوليساريو بتراب الجزائري، في ما يسمى بسفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر العاصمة”.

وشددت المتحدثة ذاتها، أن “كل هذا حدث أمام صمت الجزائر التي تستضيف هذه الطغمة غير الشرعية، ولم تسمح جبهة البوليساريو بأي تنظيم للأسرة كحق للأمهات، كما تم فرض الولادة القسرية عليهن”.

واستنادا إلى المعطيات نفسها، “ققد اضطرت هؤلاء النساء إلى تسليم أطفالهن إلى جبهة البوليساريو التي قامت بترحيلهم بشكل جماعي إلى كوبا بحجة الدراسة، لكنهم أجبروا على البقاء بعيدا عن أسرهم، وأُجبر أطفال آخرون على إرسالهم إلى معسكرات التدريب العسكري لإجبارهم على التعامل مع أسلحة أكبر وأثقل من حجمهم”.

ومع فعالية وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لنشر الحقيقة، تمكنت ثلاث نساء صحراويات محتجزات في مخيمات تندوف، العام الماضي، من خلال مقطع فيديو، من توجيه نداء عاجل إلى الولايات المتحدة والمغرب لإطلاق سراحهن من هذه المخيمات.

كما كشفوا عن الظروف المزرية التي يعيشون فيها، من سوء الحصص الغذائية المقدمة لأطفالهم، إلى سوء الرعاية الصحية وتحويل النساء الصحراويات في تندوف إلى رهائن في أيدي البوليساريو.

وأشارت ياسمين الحسناوي، إلى “أنه وبينما تقدم جبهة البوليساريو نفسها للعالم كضحية، فإن أيديها ملطخة بالفعل بنصف قرن من الانتهاكات والتهجير والتجنيد والتعذيب للأبرياء”، لافتة إلى أنه “يجب إجراء تحقيق واضح في هذه المأساة التي تجسد جرائم الجزائر ودميتها البوليساريو”.

دعوات إلى تحرير “الرهائن” من عصابة “البوليساريو”

بدورها سلطت خديجة أم البشائر المرابط، رئيسة دولية للشبكة الدولية للنساء الليبراليات المعروفة اختصار بـ (INLW)، أخيرا، الضوء على الوضعية المأساوية للنساء والفتيات بمخيمات تندوف، جنوب شرق الجزائر، حيث يجري حرمانهن بشكل ممنهج من حقوقهن الأساسية.

وقالت أم البشائر، خلال لقاء على هامش الدورة الـ68 للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة (11-22 مارس) تحت شعار “استكشاف تأنيث الفقر”، بنيويورك، إن “النساء المحتجزات من قبل الميليشيات الانفصالية في المعسكرات الواقعة جنوب غرب الجزائر يتعرضن لأبشع استغلال”.

وأضافت المسؤولة المغربية، في كلمة لها في افتتاح هذه التظاهرة التي تميزت بمشاركة خبراء وبرلمانيين وممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، أن “النساء في مخيمات تندوف يتعرضن لانتهاكات لأبسط حقوقهن، نظير الاغتصاب والتمييز والفقر المدقع والاتجار بالبشر”.

كما أشادت بشجاعة بعض النساء اللاتي تحدين التهديدات للتنديد بهذه الانتهاكات التي ترتكبها ضدهن الميليشيات الانفصالية التابعة لـ”البوليساريو”، مستشهدة في هذا الصدد بـ”حالة الشابة الصحراوية خديجاتو محمود، ضحية اغتصاب زعيم جبهة الحركة الإنفصالية إبراهيم غالي”.

وشددت رئيسة الشبكة الدولية للنساء الليبراليات، على أن “الظلم الذي تتعرض له النساء في مخيمات تندوف يشكل “عارا” في القرن 21، خاصة وأن البلد المضيف للمخيمات التي ترتكب فيها هذه الانتهاكات يمنع أي اتصال بالضحايا”.

وأعربت المتحدثة ذاتها، عن قلقها إزاء خطورة الظروف التي تعيش فيها هؤلاء النساء، وكذلك بسبب التوتر “المرتفع للغاية” الذي يسود المخيمات والذي أدى إلى سلسلة من الاشتباكات والصراعات والاعتصامات والمظاهرات.

وفي هذا السياق، دعت الشبكة الدولية للنساء الليبراليات المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق المرأة بمخيمات تندوف، وتنظيم جلسات استماع لضحايا العنف والاغتصاب، مع ملاحقة المجرمين المسؤولين عن هذه الانتهاكات، وإطلاق سراح جميع النساء المحتجزات في مخيمات تندوف.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي