شارك المقال
  • تم النسخ

“ميدل إيست مونيتور”: هل خلقت إسرائيل حركة “حـ.ـمـ.ـاس”؟

قال المدير العام لرابطة برلمانيين لأجل القدس محمد مكرم بلعاوي، إنه ومنذ اليوم الأول لقيام حركة حماس، دأبت إسرائيل على استهداف قادتها وأعضائها، حتى قبل تأسيسها رسميًا في الثمانينيات، ولاحقت قادتها من خلال الاعتقالات والترحيل والاغتيالات المستمرة، وقد استشهد نتيجة سياسة الاغتيالات غالبية قيادات الحركة والعشرات من قياداتها.

وأوضح بلعاوي ضمن مقال تحليلي على صحيفة “ميدل إيست مونيتور” (الأربعاء)، أنه “ورغم اغتيال الاحتلال لقيادات الحركة عدة مرات، لا يزال هناك من يؤمن بنظرية المؤامرة القائلة بأن إسرائيل أنشأت حماس لمحاربة الحركة القومية”، معتبرا أن “هذا الادعاء يفتقر إلى أي أساس منطقي، وهو أقرب إلى السخافة والخداع الفكري”.

ووسط الاعتداءات الإسرائيلية التي شهدها قطاع غزة، وإعلان إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، استهدفت قيادات حركة حماس العسكرية والسياسية، بما في ذلك اغتيال بعض قياداتها، وكبار الأعضاء، مثل أعضاء المكتب السياسي للحركة؛ أسامة المازني وجميلة الشنطي وجواد أبو شمالة وزكريا أبو عمرو.

وشدد المدير العام لرابطة برلمانيين لأجل القدس، على أنه “لا يعقل أن تسعى إسرائيل، من أجل محاربة الحركة القومية، إلى إحياء الحركة الدينية، التي كانت تاريخيا العدو الأول للقوى الاستعمارية، والتي تمت محاربتها وهزيمتها على مر السنين”.

وأضاف: “لقد شهدنا ذلك طوال فترة تحرير كافة الدول العربية والإسلامية من القوى الاستعمارية، وفي السودان كان هناك محمد أحمد المهدي؛ وفي ليبيا كان هناك عمر المختار ومحمد إدريس السنوسي؛ وفي الجزائر كان هناك عبد القادر الجزائري وفي فلسطين نفسها الشيخ أمين الحسيني مفتي القدس.

ويرى المصدر ذاته، أن “إعلان حركة حماس عام 1987 كحركة نضالية جاء نتيجة للحركة الإسلامية العالمية، وقبل ذلك، سعت جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين إلى الانخراط في عمل عسكري حقيقي بشكل غير رسمي”.

وبَيَّنَ، أن “الدليل على ذلك اعتقال الشيخ أحمد ياسين «مؤسس حماس» عام 1983 بتهمة تخزين الأسلحة، وحكم عليه بالسجن ثلاثة عشر عاماً، لكن أطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى عام 1985”.

والحقيقة أنه طوال تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، كانت هناك محاولات لإنشاء موقف عسكري لمواجهة الاحتلال، ومن أبرز الشخصيات التي شاركت في هذه المحاولات في السبعينيات، ولو بشكل غير رسمي، الشيخ سيد أبو مسامح، أحد كبار قادة حماس.

وكانت حركة فتح، التي كانت العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية في السبعينيات، والتي قادها آنذاك ياسر عرفات ومن بعده محمود عباس، ترتبط ارتباطا وثيقا بجماعة الإخوان المسلمين، حتى أن بعض مؤسسي فتح كانوا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، وأبرزهم أبو جهاد الوزير، الذي كان مسؤولا عن قطاع الشباب في جماعة الإخوان.

وأثناء تواجد فتح في الأردن، كان هناك جهد عسكري للحركة الإسلامية، المعروفة آنذاك بـ”قواعد المشايخ” عام 1968، وذلك بناء على اتفاق بين فتح وجماعة الإخوان المسلمين على السماح للإخوان بالتدريب وتأسيس قواعد مستقلة في وادي الأردن والقيام بأعمال المقاومة تحت غطاءها، بما في ذلك العمليات المشتركة.

وفي وقت لاحق، عندما رسخت حماس نفسها كحركة مقاومة فلسطينية بارزة، بدأت الفصائل الفلسطينية الأخرى، وخاصة منظمة التحرير الفلسطينية، تنظر إلى حماس باعتبارها تهديدًا خطيرًا لهيمنتها على المشهد السياسي الفلسطيني.

واعتبر، أنه “لمواجهة الدعم المتزايد لحماس، زعموا أن الاحتلال سمح لحماس بالظهور كقوة شعبية داخل الشعب الفلسطيني، وهذا الادعاء ليس أقل من سخافة، لأنه حتى عندما كانت جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين مجرد حركة خيرية وشعبية ولم تتطور إلى حماس، فإنها كانت قوية وحاضرة في الأنشطة الطلابية والانتخابات الجامعية، وتتنافس مع فتح واليسار.

وقال بلعاوي، “إن ادعاءات الإسرائيليين بأنهم ساعدوا حماس على النمو، وتقسيم الحركة الوطنية الفلسطينية، ليس دليلا على أن حماس هي التي أنشأتها إسرائيل، وأنه من المعروف أن جميع القوى الاستعمارية حاولت ممارسة لعبة فرق تسد لإخضاع السكان المحليين.

ومع ذلك، لا يمكن تحميل حماس المسؤولية عن نوايا العدو القمعية، وهذه المحاولات قام بها الاحتلال مع حماس وفتح وكافة الحركات الفلسطينية، والحقيقة أن إنشاء السلطة الفلسطينية جاء في هذا السياق.

واستخدمت إسرائيل العديد من الاستراتيجيات لكسر الشعب الفلسطيني، بما في ذلك تحسين مستوى معيشة الجمهور الفلسطيني ومساعدته على الانغماس في النزعة الاستهلاكية، حيث يعتقد العديد من القادة الإسرائيليين ذلك.

وأعطت إسرائيل للفلسطينيين شيئًا يخشونه، فسوف يمتثلون له ببساطة ولن يتمكنوا من المخاطرة بخسارة هذا الشيء، ومن خلال السماح بدخول الأموال القطرية إلى قطاع غزة، كان نتنياهو يأمل أن يؤدي ذلك إلى جعل حماس أكثر انخراطا في إدارة الحياة اليومية للناس وتعزيز الانقسام الذي خلقه بين الضفة الغربية وقطاع غزة؛ من الواضح أنه فشل.

وفي هذه الأيام، وفي خضم الحرب على غزة، تحاول الدعاية الإسرائيلية تصوير حماس على أنها حركة هامشية وغير شعبية، تم إنشاؤها ضد مصالح الشعب الفلسطيني، من أجل تقويض ثقة الناس بها.

وبالنسبة للبعض، فإن كل الحروب التي خاضتها الحركة لا تثبت أن العلاقة بين الطرفين هي علاقة مميتة، تتسم بأعلى مستويات المواجهة. وإذا لم تؤدي كل هذه الدماء والحروب، بما فيها الحرب الحالية، إلى تقويض هذه الفكرة بشكل أساسي، فهذا يعني أن كل المنطق البشري لا قيمة له.

وأشار محمد مكرم بلعاوي، إلى أن حماس لا تزال تتمتع بدعم كبير من الشعب الفلسطيني والشارع العربي والعالم الإسلامي، وهذا دليل على فشل الدعاية الإسرائيلية غير المنطقية والتي يستخدمها الاحتلال كأداة لتشويه صورة خصم قوي وقوي مثل حماس.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي