شارك المقال
  • تم النسخ

من طنجة إلى لالة ميمونة مرورا بالعرائش.. سباق مع الزمن لمحاصرة بؤرة كورونا

تسابق سلطات إقليم القنيطرة الزمن لمحاصرة انتشار فيروس “كورونا” المستجد بجماعة لالة ميمونة والمناطق المجاورة لها عبر إخضاع المخالطين للعاملات اللواتي أصبن بالفيروس بضيعة لجني الفراولة بجماعة الشوافع القريبة من لالة ميمونة لتحليل الكشف عن فيروس “كورونا”.

وأسفرت التحليلات التي خضعت لها، قبل حوالي أسبوعين، عاملات إحدى ضيعات الفراولة بجماعة الشوافع عن تسجيل حوالي 170 حالة إصابة بكورونا، لكن بعد الفحوصات التي أجريت للمخالطين والمخالطات وعاملات بضيعات أخرى ارتفع هذا الرقم بشكل مهول، ليصل  في حدود مساء أمس الجمعة إلى أزيد من 600 حالة.

بؤرة جماعة “لالة ميمونة” المفترى عليها

وفيما إذا كانت حالات الإصابة المسجلة حتى الآن تنحدر كلها من جماعة لالة ميمونة التي تبعد عن مدينة القنيطرة بحوالي 110 كيلومترا، قال ابراهيم الشويخ، رئيس جماعة لالة ميمونة، إن هذا الخبر الذي تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيح، مبينا في تصريح لجريدة “بناصا” أن حالات الإصابة تتوزع على الجماعات الأربع التي تشكل دائرة لالة ميمونة، وهي جماعة لالة ميمونة وجماعة مولاي بوسلهام وجماعة سيدي بوبكر الحاج وجماعة الشوافع.

وأضاف أن هذا الخلط ناتج عن أن إسم الدائرة هو نفسه إسم إحدى الجماعات التي تتكون منها (لالة ميمونة)، مشيرا إلى أن  بؤرة انتشار الفيروس امتدت أيضا إلى المناطق والأقاليم المجاورة للجماعات المذكورة، بما فيها جماعة سوق الأربعاء الغرب.  

من طنجة إلى لالة ميمونة مرورا بالعرائش

المسؤول السياسي نفسه كشف أنه مباشرة بعد تسجيل 170 حالة إصابة بفيروس “كورونا” بوحدة صناعية بجماعة الشوافع، أجرت  المصالح الطبية المختصة، خلال الأيام الأخيرة، أزيد من 4000 كشفا بباقي الوحدات الصناعية داخل النفوذ الترابي لجماعة مولاي بوسلهام وجماعة لالة ميمونة وجماعة الشوافع، مضيفا أن نتائج التحليلات كشفت، أمس الجمعة، عن إصابة 457 عاملة بالفيروس دون احتساب الحالات المسجلة بالوحدة الصناعية الأولى.

وأوضح أن بؤرة “كورونا” لم تعد تقتصر فقط على الجماعات التابعة لدائرة لالة ميمونة، وإنما أصبحت تشمل أيضا جماعة سوق الأربعاء الغرب وإقليمي العرائش ووزان “لأن معامل الفراولة تستقطب العاملات من مختلف المناطق المجاورة بسبب الطلب المتزايد على  اليد العاملة خلال فترة جني الفراولة”، وفق تعبيره.

وكشف المتحدث نفسه أن فيروس “كورونا” انتقل إلى ضيعة الفراولة بجماعة الشوافع من الشمال، موضحا أن  انتقال العدوى إلى العاملات بالضيعة المذكورة كان نتيجة مخالطتهن لإحدى زميلاتهن التي تقطن بإقليم العرائش والتي تعرضت بدورها للعدوى من طرف قريب لها قدم من طنجة.

تطويق الأزمة قبل ترتيب المسؤوليات

وفيما إذا كانت هذه البؤرة الوبائية التي تتسع يوما بعد آخر ناتجة عن تقصير أو تراخي من قبل إحدى الجهات المسؤولة، قال الشويخ ضمن تصريحه ل “بناصا” إنه لا يمكن له أن يؤكد هذا الأمر.

وأضاف أن هناك لجان مكلفة بمراقبة الوحدات الصناعية، “وبطبيعة الحال إذا سجلت عليها أية ملاحظات يجب على أرباب المصانع التفاعل معها”، معتبرا أن “لجان اليقظة الصحية الميدانية هي التي يجب أن تعطينا التوضيحات بهذا الخصوص”، بحسب قوله.

وبحسب نفس المسؤول، فإن الوضع الآن يستدعي تضافر الجهود لتطويق الوباء “وبعد ذلك نتحدث عن ترتيب المسؤوليات ونرى ما إذا كان هناك تقصيرا أم لا”، مشيرا إلى أنه بصفته كبرلماني عن حزب العدالة والتنمية طالب المسؤولين بإحداث مستشفى ميداني قريب كإجراء مهم لتجاوز هذه الأزمة.

مطالب حقوقية بمحاسبة المتورطين

طالب مكتب الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط القنيطرة “بمحاسبة أرباب المعامل المعنية على ما أوصلوا إليه الوضعية الصحية بدائرة لالة ميمونة بسبب جمعهم وحريتهم وراء مراكمة الأرباح ولو على حساب صحة وحياة العمال والعاملات وذويهم”.

وحمل المسؤولية في ذلك، في بلاغ له تتوفر جريدة “بناصا” على نسخة منه، إلى السلطات المحلية والصحية والأمنية “بسبب محاباتها للباطرونا، وغياب الصرامة في فرض الإجراءات الوقائية على الضيعات والوحدات الصناعية المعنية، وسماحها لها بالاشتغال في ظروف تعرض العاملين بها للخطر، ودون تعميم إجراء التحاليل المخبرية عليهم، أو فرض إغلاقها… وتغاضيها عن الظروف غير الآمنة لنقل العمال والعاملات والسكان بالمنطقة مما ساهم في الانتشار الواسع للوباء”، وفق تعبير البلاغ.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي