شارك المقال
  • تم النسخ

ممارسون يحكون عن واقع ‘’الدبلجة’’ بالمغرب.. جشع الشركات وعشوائية في القطاع

عرف المغرب، خلال السنوات العشر الأخيرة، بث عدد كبير من المسلسلات التركية المدبلجة بـ’’الدارجة’’ بقنوات القطب العمومي، خاصة القناة الثانية التي احتكرت عدا كبيرا من المسلسلات الأكثر مشاهدة، حيث أشارت احصائيات مؤسسة “ماروك متري” الى أن 5 أفلام تركية مدبلجة تصدرت قائمة الأعمال التلفزيونية الأكثر مشاهدة بالمغرب.

ووراء كل الأعمال المدبلجة، فريق من التقنيين والمنتجين والمخرجين، الساهرين على اخراج هذه الأعمال الى الوجود، ويعد الممثلين المدبلجين الحلقة الأساس، بسبب كونهم العنصر الأساس في العملية كلها بتجسيدهم للأعمال صوتيا.

كما تشكل الأعمال التلفزيونية المدبلجة بقناة الأمازيغية، التي تقوم بدبلجة الأعمال التي يتم إنتاجها مجالا آخر لاشتغال عدد كبير من الأشخاص المحترفين والهواة في مجال الدبلجة، بمختلف لهجات المغرب.

وفي هذا السياق، حصل منبر بناصا، على شهادات للمشتغلين بالمجال، الذين أكدوا على أن القطاع يحتاج اليوم الى اعادة الهيكلة، وتحرير السوق من شركات استفردت بكل الإنتاجات التي يتم عرضها بالقنوات العمومية، وإعادة الاعتبار الى الممثلين المدبلجين، الذين يتقاضون مبالغ مالية غير منصفة في بعض الأعمال.

شركات على رؤوس الأصابع تسيطر على سوق الدبلجة بالمغرب

قال ممثل المغربي متخصص في دبلجة الأفلام، أنه ‘’لابد من مواكبة التطور الكبير الذي يعرفه المجال عالميا، لأنه لا نجد منافسة حقيقية بين الشركات بالمغرب، ولهذا نجد أن الشركات التي تسيطر على حيز كبير من الاستثمارات، هي من يفرض شروط الاشتغال، حيث تفرض شروط من شأنها أن تقيد صاحب الصوت، بالاشتغال حصريا مع الأخيرة (الشركة) طرف العقد، مما يتسبب في فقدان فرص أخرى تأتي من شركات أخرى، آخرها التجربة المحتشمة لقناة mbc5، التي وفرت عروض للاشتغال في أفلام وبأدوار رئيسية لمدة سنة أو سنتين وبمقابل مادي محترم جدا، إلا أن العقود المبرمة حالة دون ذلك، ‘’والأسوء من ذلك، أنه في بعض الأحيان، تكون مرهونا بعقد عمل مع شركة معينة لمدة سنة أو سنتين، وتجد نفسك بعدها في أدوار ثانوية بمقابل مادي محتشم’’.

وأشار ذات المتحدث إلى ‘’أن المقابل المادي الذي يتم منحه للمشتغلين في مجال الدبلجة بالمغرب، لم يتغير منذ بداية الاستثمار في هذه المشاريع، حيث تتراوح المبالغ المالية الممنوحة في هذا الإطار بين ‘’8 و 10 درهم’’ للمقطع الصوتي، ويمكن ‘’للمدبلج’’ الاشتغال خلال أسبوع بمبلغ مالي محتشم، خاصة ان كان دوره ثانويا. مضيفا ‘’الاستثمار في المجال في المغرب، تحتكره شركات معدودة على رؤوس الأصابع، وأنه يجب على الوزارة الوصية على القطاع (وزارة الثقافة) أن ترفع من الميزانية الممنوحة للقطاع، للرفع من مستوى الانتاجية و التنافسية، في ظل عدد طلبات العروض، التي تبقى قليلة جدا’’.

ويرى الممثل الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريحه لمنبر بناصا ‘’أنه اذا فرضت الوزارة الوصية شروطا و دفتر تحملات على هذه الشركات، آنذاك سيتطور مجال الدبلجة، وستعطى المكانة الحقيقية للممثل المدبلج، والذي سيقدم بدوره منتوجا ذو جودة عالية، بالإضافة إلى فتح المجال أمام مستثمرين آخرين وممثلين جدد’’ وأن ‘’المشتغلون بالمجال، هم كثر والرقم لا يستهان به، وهناك أشخاص جعلوا من الدبلجة المصدر الرئيسي للعيش، وكونوا أسر، في حين هناك من زاوج بين التمثيل في الأفلام و الدبلجة التي تبقى مجالا مستمرا خلال السنة، في حين أن التمثيل يبقى موسميا’’ يضيف الممثل المغربي.

مؤكدا في ذات السياق على أن ‘’الدبلجة بالمغرب، تقتصر على الأفلام التركية التي يتم دبلجتها للقنوات العمومية، اضافة الى الدبلجة بالأمازيغية، لترجمة الأفلام الناطقة بمختلف اللهجات’’ و ‘’الترجمة الأمازيغية، هي الأخرى تعاني بعدما تقلص عدد الأعمال التي تتم ترجمتها، بعدما بدأت القناة بتسجيل انتاجاتها’’.

الجشع يدفع المنتجين إلى الاستعانة بأشخاص هواة في الدبلجة الأمازيغية

ومن جهته أكد مشتغل بمجال الدبلجة بالأمازيغية، على أن الوضعية تختلف تماما عن ترجمة الأعمال بالعامية المغربية، خصوصا وأن الأعمال الناطقة بالدارجة تتم وفق معايير وشروط يتم تطبيقها على أرض الواقع، ويتم التركيز بالأساس على اللكنة التي يجب أن تكون ‘’معيارية’’ لهجة محور الدار البيضاء سطات، ومن قبل أشخاص محترفين، فيما الدبلجة بالأمازيغية بمختلف لهجاتها تتم من قبل أشخاص لا تربطهم بالمهنة أي علاقة.

ويضيف ذات المتحدث، الذي فضل عدم ذكر الاسم، تفاديا لأي احراج، فان سوق الدبلجة بالمغرب، خصوصا الإنتاجات التي تتم دبلجتها بمختلف اللهجات الأمازيغية، تستحوذ عليها شركات معينة لا تفرض أي شروط معينة لإنتاج أعمال سيتم بثها على القناة الثامنة الموجهة للناطقين بالأمازيغية.

مبرزا في ذات السياق، أن المقابل الذي يشتغل به الكثيرون في الأفلام و البرامج التي تتم ترجمتها بالقناة الثامنة بمختلف اللهجات، تغيب عنها الاحترافية في بعض الأحيان، عندما يتم إسناد الأدوار الرئيسية لأشخاص أميين أو غير مكونين وآخرون من أصدقاء الواقفين وراء تلك الأعمال.

كما شدد ذات المتحدث، على أن عدد الأعمال التي يتم ترجمتها في القناة الثامنة تكون موسمية، خلال شهر رمضان، والأعمال الناطقة ‘’بالدارجة’’ تكون على مدار السنة، بقنوات القطب العمومي أو القنوات الخاصة ك ام بي سي 5، التي دخلت غمار التجربة بالمغرب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي