شارك المقال
  • تم النسخ

ما الذي منع وزير الخارجية المغربي من الخروج للرد على تصريح وزيرة الخارجية الفرنسية بتصريح مماثل؟

أثار استعمال وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، لما يسمى بـ”مصدر حكومي رسمي” في ردّها على وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، أول يوم أمس (السبت) بشأن زيارة مرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون للمغرب، جدلا واسعا في أوساط المتابعين للشأن السياسي بالمغرب.

وتفاعل الصحافي والباحث في العلوم السياسية، يونس مسكين، بخصوص هذا الجدل الدائر، قائلا: إن “وزيرة الخارجية الفرنسية لم تقل فقط إن ماكرون سيزور المغرب، بل قالت أيضا، وربما هذا هو بيت القصيد، إنه تلقى دعوة رسمية قبل فترة، لزيارة المغرب”.

وأوضح، أن المصدر الرسمي الذي تحدث لوكالة المغرب العربي للأنباء، وهو بالمقياس المهني يظل مصدرا “غير موثوق”، بحسبه، ويضعف مصداقية القصاصة، بل إن بعض المدارس الصحافية تجعله (كونه مجهول الهوية) من مبطلات صحة الخبر؛ (هذا المصدر الرسمي).

وأضاف، ضمن مقالة تحليلية له، و”بما أنه بادر للاتصال بالوكالة (لا أظنها تختلق التصريح) فهذا يعني أنه راجع تصريح الوزيرة الفرنسية وقلّبه جيدا وقرأ بين سطوره… وبالتالي فإن المنطق يجعله مؤكدا للمعلومة التي سكت عنها (دعوة ماكرون لزيارة المغرب)”.

وشدد المصدر ذاته، على أنه “لا يمكنني أن أعتبر المصدر ضعيفا ثم أخلص إلى استنتاج قوي، أي أنني لا أقصد هنا أن ماكرون تلقى بالفعل دعوة رسمية لزيارة المغرب، بل أقصد فقط التنبيه إلى مخاطر وثغرات هذا الأسلوب العتيق في التواصل”.

وذهب الصحافي والباحث في العلوم السياسية، يونس مسكين، بالقول بأن “عصر التغريدات الفورية والتفاعل الدائم وأنهار المعطيات المتدفقة باستمرار، لا يحتمل هذه الأساليب المتجاوزة”، مشيرا إلى أن “مسؤول متمكن أو سياسي حذق ينبغي أن يخرج بوجه مكشوف لإخبار المغاربة أولا، والتعليق على الموضوعات التي تشغلهم، ومن ثم يخاطب العالم أيضا بطريقة الدول الواثقة والراسخة”.

وردّ مصدر حكومي رسمي مغربي، السبت، على وزيرة الخارجية الفرنسية بشأن زيارة مرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون للمغرب، حيث أفاد المصدر لوكالة المغرب العربي للأنباء بأن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب “ليست مُدرجة في جدول الأعمال ولا مُبرمجة”.

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، قد أعلنت في حديث لإحدى القنوات الإخبارية، عن برمجة زيارة للرئيس ماكرون إلى المغرب، بدعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، وعبر المصدر الحكومي الرسمي ذاته عن استغرابه لكون كولونا اتخذت “هذه المبادرة أحادية الجانب ومنحت لنفسها حرية إصدار إعلان غير مُتشاور بشأنه بخصوص استحقاق ثنائي هام”.

وكان ماكرون أطل على المغاربة بفيديو، نشره على حسابه الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، عبّر فيه عن تضامن بلاده مع المغرب، بعد الزلزال المدمر الذي هز البلاد وخلف آلاف القتلى والجرحى.

وقال الرئيس الفرنسي: “نحن هنا، ومستعدون لإرسال مساعدات إنسانية مباشرة. أتمنى أن تتوقف كل هذه الخطابات الجدلية التي ليست في محلها والتي تعقد الأمور في هذه اللحظة المأساوية”.

وأضاف: “باريس على استعداد لتقديم يد المساعدة في جميع المجالات التي قد يرى المغرب أننا سنكون مفيدين له فيها.. نحن معكم الآن وغدا”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي