شارك المقال
  • تم النسخ

“ماما نادية”.. مغربية تطاردُ جوع الحيوانات المتشردة في زمن “كورونا”

كل شيء تغير في زمن كورونا، ولا حديث للناس إلا عن هذا الفيروس الذي قلب موازين الحياة رأسا على عقب، والشغل الشاغل للكثيرين منهم، إلاّ السيدة نادية التي أصرت  على عدم تغيير اهتماماتها مهما كان الأمر، تجوب مدينة بركان شارعا بشارع، بحثاً عن القطط لتطعمها وتعتني بها.

في أكبر شوارع عاصمة البرتقال، توجد مقاه ومحلات تجارية ومساحات خضراء، يلتقي فيه الأغنياء والفقراء، المتسولون والمحتالون، الزوار والسكان الأصليون، يضج بالمارة نهاراً ويعمه السكون ليلاً، أما على الرصيف تجمعت بعض القطط وهي تنتظر بلهفة في اتجاه المحطة الطرقية، ما هي إلا دقائق معدودات حتى ظهرت “نادية توفيق”، تحمل في يديها أكياساً بلاستيكية، وبمجرد توقفها ركضت القطط باتجاهها وتحلقت حولها، وشرعت المرأة الخمسينية في إطعامها.

هكذا هو حال “ماما نادية” كما يحلو أن يلقبها جيرانها وكل من يعرفها بمدينة بركان، المرأة الرحيمة بقطط المدينة، ترعى المئات منها، ولو كان بمقدورها لتولت الآلاف ، وهبت حياتها وتعلقت وجدانيا بهذه الحيوانات الأليفة.

تحكي نادية لـ “بناصا”، “أنها شرعت في إطعام قطط الشوارع منذ سنوات خلت، مشيرة إلى أن دافعها كان ولا زال الرحمة بهذه الحيوانات التي لا تستطيع التعبير عن ألمها و جوعها، وتضيف قائلة: ” القطط عزيزة على قلبي، لأنها لا تنطق و “محكورة”، هذا سبب اهتمامي بها، مؤكدة في ذات السياق أن الاعتناء بهذه الحيوانات الأليفة، يجب أن لا يقتصر فقط على تلك التي يستفيد منها الإنسان”، وتضيف نادية ” أنها تجوب جل شوارع الأحياء، وتصادف من خلالها القطط في تجمعات، فترمي إليها ما تحمله من بقايا الطعام، موضحة أنها تعالجها إن كانت مريضةً أو مصابة بجروح أو كسور”.

عندما تطلب من “ماما نادية” أن تحدثك عن “القطط” تغمرها سعادة كبيرة، وتقول : “أضحي بالكثير من وقتي لأجل اسعاد هذه الحيوانات، تعلقت وجدانيا بها، مؤكدة أن مواءها ينم عن تواصل حميمي بينهما”،  واستطاعت في زمن الجائحة أن تؤسس مملكة ً خاصة من القطط، واعتاد الكثير من سكان الأحياء التي تتوافد عليها، أن يشاهدوها وهي تجر خلفها جيوشاً من القطط، التي تعرفها واحدة واحدة.

تقول “نادية” لـ “بناصا”، وهي تحمل صحناً به طعام لقططها، “حياتي ليست سهلةً أبداً، أكتري منزلا بحي شعبي، ولا أزاول أي عمل قار، وبعض المرات المحسنون فقط هم من يسددون لي ايجار المنزل، هدفي من الحياة مساعدة الحيوانات الأليفة، وأبرزها القطط”.

تعود نادية بعد أن أكملت مهمتها بنجاح، إلى حيث حافلات النقل الحضري، تتزاحم وتتدافع مع المتدافعين، تقول بصوت مرتفع، ” أنا فخورة ومرتاحة لما أقوم به، موجهة رسالة مؤثرة للمواطنين ” ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي