شارك المقال
  • تم النسخ

كيف ستؤثر زيارة ماكرون شهر شتنبر المقبل للمغرب على مستوى الرئاسة الجزائرية وديناميكية إنتخاباتها القادمة؟

من المنتظر أن يجري الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، زيارة رسمية إلى المغرب شهر شتنبر المقبل، وذلك تتويجا للانفراج الذي باتت تعرفه العلاقات بين البلدين في الأشهر الأخيرة، بعد أزمة ديبلوماسية حادة دامت لأكثر من سنتين، وذلك في الوقت الذي كانت الجزائر تُخطط لزيارة تبون إلى فرنسا.

واستأثرت الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي للمغرب، باهتمام العديد من المراقبين ووسائل الإعلام الفرنسية التي تساءلت من مدى تأثيرها على العلاقات الفرنسية الجزائرية، ومصادفتها التحضير للانتخابات الرئاسية المرتقبة في الجزائر.

وكان الرئيس الجزائري، قد اتفق مع نظيره الفرنسي، قبل أسابيع من تقديم موعد الانتخابات على إجراء زيارة إلى باريس نهاية شتنبر وبداية أكتوبر، وأعلن “الإليزيه” عن الزيارة بشكل رسمي.

وأثار التأجيل الثالث من نوعه، الذي لم يتم الإعلان عنه بعد بصفة رسمية، لزيارة تبون إلى باريس، العديد من الشكّوك، بخصوص إجبار قصر “الإيليزيه”، لـ”المرادية”، على اتخاذ هذا القرار، بسبب “الاستغلال السياسي” للرحلة.

تأثير زيارة ماكرون للمغرب على الانتخابات الرئاسية الجزائرية

هشام معتضد، الخبير المغربي في العلاقات الدولية والإستراتيجية، يرى أن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي للمغرب تأتي في ظل حسابات دقيقة ومركبة بالنسبة للداخل الفرنسي ومحيطها الإقليمي، خاصة وأن فرنسا تعيش على وقع تذبذبات سياسية داخلية وتجاذبات سياسوية مع كل من الجزائر وإسبانيا في ظل التطورات الجيوستراتيجية التي يعيشها المغرب.

وأوضح في تصريح لجريدة “بناصا”، أن التنقل المرتقب لإيمانويل ماكرون للمغرب ستكون له تداعيات على العلاقات الفرنسية الجزائرية وعلى الداخل الجزائري، ليس فقط على مستوى الرئاسة الجزائرية وديناميكية إنتخاباتها القادمة وإنما أيضا على توجهات السياسة الداخلية بالنسبة للفاعلين الجزائريين.

وما يزعج النظام الجزائري بشكل عام ويقلق العسكر بشكلٍ خاص هو التصور الجديد الذي سيحمل الرئيس الفرنسي للمغرب بشأن ملف الصحراء والطرح المنتظر الذي ستتبناه الدولة الفرنسية بخصوص هذا النزاع الإقليمي، خاصة وأن الزيارة تأتي بعد سوء الفهم الكبير بين القيادة في الرباط ومكتب الرئاسة الفرنسية والذي عصف بطبيعة العلاقات بين البلدين وبعثر أوراق الشراكة بينهما.

ملف الصحراء سيدخل العلاقات الجزائرية الفرنسية في نفق مظلم

وأكد الخبير المغربي، أن التحيين المنتظر لموقف باريس السياسي بشأن ملف الصحراء ستكون له دلالات سيادية ورمزية إن تبناها الرئيس الفرنسي في زريارته المرتقبة للمغرب وهذا التوجه الجديد لباريس سيدخل من دون شك العلاقات الجزائرية الفرنسية في نفق مظلم من التشنجات السياسية وسيتطلب من باريس التفكير مسبقًا في إستراتيجية تدبير المنعطف الجديد الذي ستدخله علاقاتها مع النظام الجزائري إذا ما أعلنت دعمها لسيادة المغرب على صحراءه.

وأكد المصدر ذاته، أن مجازفة الرئاسة الفرنسية بعلاقاتها مع الجزائر لصالح الرباط لا تحكمها العواطف أو الإختيارات الإنسانية والعلاقات العامة وإنما هو توجه تضبطه حسابات براغماتية تُدار بعقل الدولة وتدبير المؤسسات من أجل الإستثمار في المستقبل وفق معطيات دقيقة تهدف لحماية المصالح الحيوية للدولة، وفرنسا واعية تماما أن مستقبل إقتصادها في إفريقيا يمر على بوابة الرباط المستقرة بعيدًا عن نافذة الجزائر غير الآمنة والهشة.

ولفت معتضد، إلى أن فترة التباعد السياسي والخلاف الدبلوماسي بين الرباط وباريس أعطى مساحة زمنية مهمة لفرنسا من أجل إعادة حسابتها الجيوستراتيجية، وبالتالي الرغبة المتجددة والمُلِحة لمكتب الرئاسة الفرنسي للدفع بالعلاقات المغربية الفرنسية إلى العودة إلى نهجها التقليدي وفق إطار يحترم التوجهات السيادية والإستراتيجية للرباط.

وأشار إلى أن هذا التوجه يَنِّمُ على إقتناع باريس بالمتغيرات الكبيرة التي يعيشها المغرب والدور التي أصبحت مؤسساته تطلع بها إقليميًا وقاريا، والتي لا يمكن لفرنسا أن تتجاهلها من أجل الحفاظ على توازنها الإستراتيجي في المنقطة وعلى المستوى الإفريقي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي