شارك المقال
  • تم النسخ

“كلايريس”.. صيّادو “مُمَوِّنِ” أسواق دائرة تارجيست بالأسماكِ يشتكون “التّقلص”

يشكو الصيادون في مرفأ كلايريس، بجماعة بني بوفراح، الواقع بإقليم الحسيمة، من تقلص الثروة السمكية، خلال السنوات الماضية، بسبب مجموعة من العوامل من بينها الصيد العشوائي، الذي يمارسه البعض، وسط تهاون الجهات الوصية في التعامل الصارم مع مثل هذه الأمور، التي لا تخدم استقرار أسواق السمك في المناطق المجاورة، ولاسيما دائرة تارجيست، المستفيد الأول من المرسى.

وكان المرفأ، أو ما يسمى بـ”قرية الصيادين”، التي أنشأتها السلطات بشراكة مع المنظمة اليابانية للتعاون الدولي، وكلّف حوالي 7 ملايير سنتيم، قد شكل نقلةً نوعيةً، حين تم إنشاؤه قبل سنوات، وساهم في تحسين ظروف العمل بالنسبة للمهنيين، وتموين أسواق السمك في دائرة تارجيست بكاملها، التي تضم 7 جماعات قروية، بالإضافة إلى المدينة التي تحمل نفس الاسم.

ويعتمد سكان بني بوفراح والجماعات المجاورة، بشكلٍ أساسي على مرفأ كلايريس، الذي يشكل أحد المكونات الرئسية للنسيج الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة، باعتبار الصيد البحري، أكثر المجالات توفيراً لمناصب الشغل، وإدراراً للدخل، إلى جانب أنه، المموّن الرئيسي للسمك، لحوالي 60 ألف نسمة تقطن دائرة تارجيست.

وساهم المرفأ بعد إنشائه، في تسهيل شروط عمل الصيادين وتسويق الأسماك، إضافة لرفع المردودية، ويشتغلون في أجواء مميزة، عكس ما كان عليه الوضع في السابق، حين كانوا يجتمعون بطرق تقليدية في الشاطئ، ويتبللون قبل تمكنهم من جر زوارقعم إلى المياه، قبل إخراجها من جديد، إضافة إلى قلة المردودية.

وبالرغم من هذا التحسّن، إلا أن استمرارَ ظاهرة الصيد العشوائي، ما تزال تُهدّد الثروة السمكية للمنطقة، بل إن مجموعة من المهنيين، أكدوا لـ”بناصا”، بأن الصيد في “كلايريس”، لم يعد كما كان في السابق، والعديد من الأسماك التي كانت تُصطاد بكثرة، لم تعد تصل إلى أسواق الدائرة، على رأسها اللويزي، الذي يضطر الراغب في شرائه، إلى أن يوصي أشخاصاً يعرفهم في المرسى.

وكشف مصدر من تعاونية الصيادين بكالايريس، لـ”بناصا”، بأن هناك العديد من المشاكل التي تعترض المهنيين في المرفأ، على رأسها يأتي الصيد العشوائي الذي يواصل البعض ممارسته، بالرغم من المنع، وسط استغلال تراخي السلطات في كثيرٍ من الأحيان، بالإضافة إلى التلوث، الذي حاول المسؤولون مواجهته، بـ”زراعة بوزروك”.

وأشار المصدر السابق، إلى أن مرور بواخر الصيد الكبيرة، أو قدومها إلى المنطقة للصيد، يؤثر سلباً على الثورة السمكية، بالنسبة لمهني الصيد الساحلي، الذي يعتمد على الأسماك المتواجدة في المناطق القريبة من السواحل، وهي أمورٌ حاول المهنيون مواجهته، عبر وضع عوامات والإشارات المانعة لمرور البواخر.

وأرجع صياد آخر، سبب تقلص الثروة السمكية بالمنطقة، إلى تهاون السلطات لسنواتٍ طويلةٍ، قائلاً: “إن العقود الماضية، ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، عرفت تفشياً كبيراً جدّاً للصيد العشوائي، وحتى مع وجود رغبة لدى السلطات في مواجهتها، فإن الأمر بات معقّداً، لأنه حتى ولو وُضع حدّ نهائيّ لها، فإن عودة الثروة السمكية لما كانت عليه، يتطلب سنوات طويلة”.

ويطالب الصيادون، بمزيدٍ من الحزم في مواجهة ظاهرة الصيد العشوائي والتلوث، العاملان الأساسية اللذان يقفان وراء تراجع الثورة السمكية في المملكة بصفة عامة، وخصوصا بشاطئ كلايريس، الذي يعتبر مكاناً صغيراً، ومموّناً رئيسيا لما يزيد عن الـ 50 ألف نسمة التي تقطن في الجماعات المكونة لدائرة تارجيست، المنتمية لإقليم الحسيمة.

يشار إلى أنه سبق لعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن اعترف بأن الثروة السمكية قد تضاءلت، خاصة على مستوى سواحل البحر الأبيض المتوسط، مشدّداً على أن الاستغلال المفرط للموارد السمكية، من قبل الصيادين العشوائيين، واحد من أهم عوامل هذا الأمر.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي