شارك المقال
  • تم النسخ

رغم “كورونا”.. بريطانية تكمل رحلتها الاستكشافية بالمغرب مشيا على الأقدام

كشفت صحيفة “مترو” البريطانية، أن أليس موريسون، الكاتبة والمغامرة ومقدمة سلسلة “من المغرب إلى تُمْبُكْتُو” على قناة (BBC2)، شرعت مع بداية سنة 2019، في خوض رحلة ثلاثية استكشافية بالمغرب قطعت فيها مسافة 4000 كيلومتر.

وكانت موريسون أول إمرأة تصل إلى مصب وادي درعة بإقليم طانطان مشيا على الأقدام قاطعة مسافة تقدر بـ1200 كيلومتر، ومن هناك توجهت إلى منطقة منطقة الكركرات على الحدود الموريتانية لتنهي باقي المسافة.

وتحكي موريسون في مقالة لها بالصحيفة ذاتها، نشرتها يوم أمس (الإثنين)، أنها وجدت في رحلتها مدن مفقودة، واستكشفت مقابر العمالقة، وأكلت الكثير من اللحوم المجففة من لحم الماعز، وواجهت أفاعي قرنية، ورمال متحركة، وعقارب مميتة على طول الطريق.

وأبرزت المتحدثة ذاتها، أنه خلال المرحلة الثالثة من رحلتها التي تم التخطيط لها في يونيو من السنة الجارية، ضرب فيروس كورونا جميع أركان العالم.

وسردت أليس، أنها تعيش مع عائلة في قرية صغيرة أمازيغية في جبال الأطلس الكبير، تربي المواشي والأبقار، وكانت لها غرفة بها شرفة تطل على منظر بانورامي مترامي الأطراف يمكنها من رؤية جبال المنطقة على مسافة بعيدة.

وأشارت، أنه عندما دخل المغرب في حجر صحي صارم في 20 مارس، شعرت بخوف شديد، وظنت أنها ستظل حبيسة المغرب، حيث كانت تقضي القواعد بعدم مغادرة المنزل على الإطلاق باستثناء التسوق، وكانت بحاجة إلى رخصة للتنقل من لدن الحكومة.

وقالت أليس، “إنها خلال فترة الحجر الصحي، ولمدة 14 أسبوعًا، داومت على أكل علبة البسكويت النظر إلى الجبال بشوق من أجل خوض مغامر جديدة، لكن القانون كان واضحًا، خاصة أنني مواطنة أجنبية، لم أرغب في خرق القانون”.

وأضافت، “شاهدت بحسد كبير على وسائل التواصل الاجتماعي جميع أصدقائي في المملكة المتحدة ينشرون صورا للمشي والركض وركوب الدراجات في الخارج”.

وتابعت، “ورغم ذلك، فأنا محظوظة، كون الحياة هنا اجتماعية، لاسيما أنني محاطة بأربع عائلات أمازيغية يتواجد بينهم 15 طفلاً، لذلك فأنا لم أكن وحيدة، وشاركت الفطائر الساخنة بالزبدة و”القيل والقال” يوميًا، وشاي بالنعناع الحلو مع النساء في منتصف الصباح”.

وفي اللحظة التي تم فيها رفع الحجر الصارم، بدأت في التخطيط للمرحلة الأخيرة من عبور المغرب مع منظم رحلتي، المسمى “جان بيير داتشاري”، فأخذنا طريقنا عبر مناطق برية شاسعة في أي مكان بالقرب من أي مدينة كبيرة.

وشددت المغامرة البريطانية، “أنه لم يتم تسجيل أي حالة بخصوص فيروس كورونا على الإطلاق هناك أو في القرية، ومع ذلك كان لزاما عليناا إقناع السلطات بأننا لا نشكل أي خطر”.

وأردفت، “أجريت اختبارًا وقمت أنا ومرشدي الأمازيغيين إبراهيم وعلي بتخزين الأقنعة الواقية، ثم انطلقنا وسط ارتفاع لدرجة الحرارة من الناظور على ساحل البحر الأبيض المتوسط، إلى مدينة ورزازات، بقطع مسافة تقدر بـ1400 كيلومتر عبر جبال الأطلس.

وزادت، “وصلت درجة الحرارة في اليوم الأول إلى 50 درجة، لم أستطع شرب ما يكفي من الماء، وكان الماء ينسكب من فمي في كل مرة أحاول الشرب فيها”.

وما زاد الطينة بلة، تضيف، “أن الجمل الذي كنا نحمل عليه أمتعتنا رفض المسير إلى أن تنخفض حرارة الشمس، وفي طريقنا أمطرنا الناس المحليون بحفاوة الاستقبال وبكرم الضيافة”.

لقد كان موسم التين والتفاح واللوز، وكان المزارعون يأتون من بساتينهم يركضون نحونا بحفنات من تُقطف أيديهم الكريمة من الأشجار. وعندما حللنا بالصحاري استقبلنا البدو الذين يعيشون هناك في خيامهم الضخمة المنسوجة من من شعر الماعز الأسود، وفق تعبير المتحدثة.

وترجع بعض القبائل هنا تراثها المحلي إلى شبه الجزيرة العربية، وإلى الموجة الأولى من العرب المهاجرين الذين أتوا بالإسلام إلى المغرب في القرن الثامن.

وقال لنا سكان القبائل بكل فخر إنهم “أهل الهلال”، فقاموا بذبح شاة تكريماً لنا وحمصوها على النار، وقد كان من الرائع اكتشاف الطرق التقليدية التي يقوم بها الناس هنا من حيث زراعة الأرض ورعي حيواناتهم، واستخدام المحاريث الخشبية، ونزع القش باليد، وجمع الحطب على الحمير في الجبال للحصول على وقود الشتاء.

وأضافت المغامرة البريطانية، “شعرت وكأنني في عصر بعيد، عصر ما فبل صناعة الآلات ، حيث كان على الناس العمل بجد من أجل توفير طعامهم ودفئهم، لكنني تذكرت أيضا أنني أبدوا كذلك وكأنني قادمة من العصور الوسطى بالأغطية التي أضعها فوق رأسي للحماية من أشعة الشمس”.

واسترسلت، “إنني أبدوا الآن مثل أسلافهم القدامى وأنا أحمل أمتعتي وأمتعة المرافقين على جمالنا الستة المحملة بالخيام والأمتعة، وأكأننا قوافل اعتادت السفر صعودًا وهبوطًا إلى غرب إفريقيا من أجل تجارة الذهب والعبيد والملح في القرون الماضية”.

وكان القيام بهذا الاستكشاف في زمن جائحة “كورونا” معقدًا وصعبًا، ورغم أننا لم نواجه حالة واحدة من الفيروس في رحلتنا، بيد أنه مثل أي مكان آخر، تضررت المجتمعات المحلية اقتصاديًا واجتماعيًا بشدة.

فقد تم إغلاق المدارس والمساجد وفقد الكثير من الناس مداخيلهم اليومية بسبب انهيار صناعة السياحة وآثارها غير المباشرة.

لقد كانت سنة رهيبة حسب تقدير أي شخص، وانقلب العالم رأسا على عقب، لكنني كنت محظوظة بما يكفي لأتمكن من متابعة حلمي بإكمال هذه الرحلة الاستكشافية العجيبة.

لقد كان امتيازًا كبيرًا لي وللفريق أن نسير عبر التاريخ بهذه الطريقة. لكن الأهم بالنسبة لي هو حرية الخروج مرة أخرى لاستكشاف المناظر الطبيعية البرية والنائية التي لم تمسسها آيادي البشرية.

وأشارت أليس موريسون، إلى أنها بصدد طبع كتاب عن هذه الرحلة الاستكشافية، قائلة: “لذلك سأقضي الشتاء منحنية على لوحة مفاتيح، لكنني أيضًا أخطط لمغامراتي القادمة. لديّ استكشافان محتملان للعام المقبل، لكن بالطبع، سأضطر إلى معرفة كيف ينتقل فيروس “كورونا”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي