شارك المقال
  • تم النسخ

بعد الخطبة التحريضية ضدّ المغرب.. هل أفقد القرار الأمريكيُّ حكّام الجزائر صوابهم؟

بالموازاة مع صدور قرار الولايات المتحدة الأمريكية القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، في السجل الفدرالي، الذي يعتبر الجريدة الرسمية للبلاد، حرّض حكام الجارة الشرقية الجزائر، الأئمة، على تخصيص خطة الجمعة لهذا اليوم، للتحريض ضد المملكة، في خطوة أثارت الاستغراب، ورآها البعض، فقداناً للصواب بشكل غريب.

وجاء في مذكرةٍ عمّمتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالجزائر، على الأمئة، أنه و”نظرا للأحداث العالمية التي تشهدها الساحة الدولية من استيطان واستعمار وظلم تعيشه الشعوب المستضعفة وبتواطؤ وتآمر من سدنة الاستعمار والاحتلال وبائعي الضمائر، سعيا لتحقيق مصالح آنية، وعقد صفقات التطبيع مع الكيان الغاصب على حساب المبادئ الإنسانية والأخوة الإيمانية وحق الشعوب في تقريرها مصيرها”.

وأضافت المذكورة: “خاصة ما يحدث في حدودنا بشأن الصحراء الغربية وما يحدث من مشاريع الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة”، متابعةً: “يشرفني أن أطلب من سادتنا الأمئة الأفاضل تخصيص خطبة الجمعة ليوم 18 ديسمبر 2020، لتنوير الرأي العام بما يحدث في الأراضي المحتلة فلسطين والصحراء الغربية”.

واسترسلت، المذكرة، المبعوثة من طرف مصلحة الإرشاد الديني بالوزارة، أنه يتوجب تناول الموضوع المشار إليه، بطريقة تجمع “بين الأبعاد الدينية والإنسانية والقانونية، والتأكيد على المواقف المبدئية الثابتة للدولة الجزائرية في نصرة المظلومين والقضايا العادلة، مع الدعوة إلى وحدة ورص الصفوف والتلاحم بين الشعب والجيش والمؤسسات”.

وعن هذا الموضوع، قال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، إن “جنرالات الجزائر، يواصلون التعبير عن غبائهم. لقد وصلوا إلى درجة دعوة أئمة المساحد في البلاد لخطبة تضامنية مع ميليشيات البوليساريو!!”.

وزاد أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط: “بدل دعوة الأئمة بأن تكون خطبة الجمعة للجزائر، لإنقاذها من الانهيار، وبدل أن تكون خطبة الجمعة للدعاء للرئيس تبون مجهول المصير، والدعاء على بوتفليقة الذي خرب البلاد بمشاركة جنرالات ووزراء ومسؤولين أغلبهم في السجن، فإن غباء الجنرالات جعلهم يعبئون الأمئة للدعاء لإبراهيم غالي والبوهالي…”.

ومن جهته، أوضح الباحث في التراث الإسلامي، محمد ابن الأزرق الأنجري، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”، بأنه إن كانت المذكرة المتداولةُ صحيحةً، “فلماذا لم تتذكر وزارة أوقافكم فلسطين إلا الحين؟ وما دورها مفصلا في نصرة القضية الفلسطينية الذي يمكنه تجاوز دور المغرب رئيس لجنة القدس غصبا على الجزائر وغيرها؟ والذي طالما تستثمر علاقته المفتوحة مع إسرائيل لإدخال المساعدات المختلفة من بينها مستشفى ميداني لصالح غزة بعد حرب 2008، ناهيك عن المال والغذاء والدواء الذي لم ينقطع يوماً؟”.

ومضى الأنجري يقول: “ثم، هل دور الخطيب أن يؤجج أشقاءه البوليساريو على أشقائه في داخل المغرب؟ أم المفروض فيه أن يسهم في إصلاح ذات البين دون حاجة للدماء؟ ولماذا إصرار العسكر الجزائري على نصرة البوليساريو غير النكاية في المغرب والطمع في خيرات صحرائه وشواطئها؟”.

وتساءل الأنجري، موجهاً خطابه للجزائريين: “لماذا لا يتجرأ عسكركم على تسليح المقاومة الفلسطينية التي لا يختلف اثنان من العرب أن قضيتها عادلة لولا اختلال ميزان القوة بينها وبين إسرائيل وداعميها؟”، مردفاً: “عسكركم يؤوي البوليساريو ويسلحهم ويدربهم ويخطط لهم وينفق من ميزانيتكم – وأنتم الشعب المفقر المهمش المهجر إلى فرنسا وغيرها – لكنه لا يتجرأ على إرسال رصاصة جهرا إلى فلسطين!”.

وشدد الشخص نفسه، على أن النظام الجزائري، “شجاع فقط على شقيقه المغربي ! شجاع فقط في الشعارات الجوفاء والمواقف العرجاء !”، داعياً في ختام تدوينته، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، إلى “عدم الرد على العسكر الجزائري بالمثل، أو تخصيص خطبة لبيان الارتباط الوثيق بين الشعبين والحث على حسن الجوار”.

واختار نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، السخرية من فقدان حكام الجزائر، لصوابهم، بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، ولحجم الكراهية التي يكنونها للجار الغربي، الذي يُسجل التاريخ، أنه كان له دورٌ كبيرٌ، عبر الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، في استقلال الجيران الشرقيين عن الاحتلال الفرنسي.

وعلق أحد النشطاء على قرار تخصيص خبطة الجمعة للتحريض ضد المغرب، ومقارنة البوليساريو، بالشعب الفلسطيني، بأنه بداية فقدان الجنرالات الجزائريين لعلقهم، مضيفاً: “لن نستغرب إن سمعنا بعد فترة أن السلطة في الجارة الشرقية، قررت إلغاء صلاة المغرب، حقداً منها على المملكة لحملها لنفس الاسم”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي