شارك المقال
  • تم النسخ

“الموت المُتجدّد”.. المعتقل السّياسي السابق أحمد الحو يوري لـ”بناصا” تفاصيل انتظاره للموت إعداماً لـ 10 سنوات، ويرفض مسامحة جلّاديه

روى المعتقل السياسي السابق، أحمد الحو، تفاصيل مهمة من حياته، لجريدة “بناصا”، خصوصا فترة انتمائه إلى الشبيبة الإسلامية ودخوله إلى السّجن، وانتظاره لتنفيذ حكم الإعدام ضده، لـ 10 سنوات متتالية، رافضاً بشكل قاطع، أن سامح الجلادين الذين عذّبوه ولم يعترفوا بالذنب أو يطلبوا الصفح لاحقاً.

وقال أحمد الحو، المعتقل السياسي السابق، وعضو الشبيبة الإسلامية، خلال حلوله ضيفا على برنامج “معهم حيث هم” الذي يقدمه الإعلامي نورالدين لشهب، على جريدة “بناصا”، إن تكوين شخصيته وقناعاته، راجع إلى عدة أمور، منها “العائلة المحافظة المسالمة”، و”الزاوية البودشيشية”، والثانوية إلى جانب مرحلة السجن.

أحمد الحو، الإسلامي المُحترم من قبل اليسار

وأضاف: “لم يكن لدي، خلال مرحلة الثانوية أي عداء لليسار، كنت أخوض نضالات موحدة معهم، قبل أن تكتمل التجربة في السجن، فبغض النظر عن الصراع بين الإسلاميين واليسار، حين دخلنا السجن، وجدنا أنفسنا، بغض النظر عن توجهاتنا، نواجه طغيانا واحدا داخل السجن، وأتحدث عن الإدارة، التي تأتي إلي مثلا، وتحذرني من اليساري بذريعة أنه ملحد، وتذهب إلى اليساري وتحذره مني بمبرر أني متطرف”.

وتابع: “نحن كنا نتبادل هذه الأحاديث فيما بيننا، ونعتبرها محاولة من إدارة السجن لكسر تقاربنا”، موضحاً: “سبق لي أن جالست إبراهيم السرفاتي، كقيادة متجذرة في اليسار، وكان يقول لي، ولن أنسى هذه العبارة: “سي أحمد غادي نديرو تخالف استراتيجي مع الخركة الإسلامية”.

وأبرز أن “هذه العلاقة مع اليسار، هي أمر في ذاتي، ولا أصطنعه، وعلى سبيل التنكيت، قال لي أحد الأصدقاء: تناضل معنا نفس النضال، ترفع معنا نفس الشعارات، وأنت ستدخل الجنة ونحن سندخل النار”. مسترسلاً: “كانت الصورة النمطية بخصوص الإسلاميين لدى اليسار، هي صورة أناس رجعيين وانبطاحيين، لكنها تغيرت لاحقا، وفي بعض النقاشات، يقول بعض الأصدقاء اليساريين: “علمناكم الديمقراطية وعلمتمونا أن الدين ليس أفيون الشعوب””.

وبخصوص شخصيته، يقول الحو، “أنا تقدمي في أفكاري، بل أعتبر أفكاري قناعات أؤمن بها، ومستعد لتغييرها إن كنت مخطئاً، وإن اقتنعت بأي شيء فإني أدافع عنها بقوة”، قبل أن يلخّص شخصيته في جملة: “أنا شخصية روحية نضالية.. وأصدقائي من مختلف الأطراف، ولا أسعى لتكوين عداوات”.

وذكر الحو: “بعد حصولي على الباكالوريا، كنت أحلم بأن أكون أستاذاً، وفي حالة لم أتوفق، كنت أرغب في ولوج المحاماة، كما كنت أحلم بلقاء امرأة أحبها وتحبني ونتزوج”. مسترسلاً: “في صيف سنة 1983، اعتقلت على خلفية الانتماء إلى الشبيبة الإسلامية”.

الانتماء إلى الشبيبة

وبخصوص الانتماء إلى الشبيبة الإسلامية، قال الحو، إن دخول التنظيم جاء بعد ثلاث سنوات من خروج قيادته من المغرب، وبالضبط في 1978، لكن قبل ذلك، يوضح المعتقل السياسي السابق: “عرفت النضال، وسط الحركة التلاميذية، التي كانت آنذاك، قوية، وتقوم باحتجاجات وإضرابات، ونُعتقل”.

وأشار إلى أن “الظروف التي كانت وقتها، على المستويين الوطني والإقليمي والدولي، ساهمت بشكل كبير في تشكيل القناعات النضالية لدي، خصوصا في فلسطين، إيطاليا، تشيلي وفي مختلف البلدان التي عرفت الحركات التحررية”. مبرزاً: “انتميت للشبيبة، بعد ثلاث سنوات من خروج قيادتها من المغرب، أي سنة 1978. في الثانوية كنت أكره النقاش الإيديولوجي الخاص بوجود الله. الآخر كان له نهج على طرح مثل هذه القضايا، في حين كنت أنا ابن أسرة محافظة، وكان صعبا علي، أن أذهب في هذا الاتجاه، خصوصا أننا كنا نقرأ لعدد من الكتّاب مثل السيد قطب”.

وواصل الحو في حواره مع “بناصا”: “تلك التوجهات، الثقافية والمعرفية والسياسية، تتماشى مع العقلية النضالية الخاصة بي. كنا نتابع محاكمات السيد قطب وعدد من قيادات الحركة الإسلامية في مصر وسوريا، التي تأثرنا بها. وقتها كان الخيار الإسلامي الوحيد في المغرب هي الشبيبة الإسلامية، أما الآن فهناك خيارات أخرى، مثل العدل والإحسان، والعدالة والتنمية وذراعها الدعوي والسلفيين، خصوصا أنها كانت تتبنى نظرة راديكالية تتناسب مع عقليتي وقتها”.

وفيما يخص رفضه الخروج من المغرب كما فعلته قيادة الشبيبة الإسلامية، أوضح الحو: “أنا لم أخرج من المغرب، لأني لم أكن أؤمن بقيادة تعطي الأوامر، ورعايا يطبقون، أنا بالنسبة لي، كنت أتبنى فكرة أنه إن اقتنعت بشيء، فإني أمضي فيه. وقتها ذهبت في خط كنت أراه متميزا وينشد التغيير، ويسير نحو التوجه الإسلامي الصحيح، والسياسي الصحيح، قبل أن تقع لاحقا عدة هزات”.

مظاهرات 1981 والانشقاقات الكبرى في الشبيبة

هذا، وقال الحو، إن الانشقاقات الكبرى في الشبيبة الإسلامية، بدأت بعد مظاهرات سنة 1981، ضد الأحكام الصادرة في حق عبد الكريم مطيع والمجموعة التي اغتالت المناضل الاتحادي عمر بنجلون. وقبلها كان هناك أناس من الصف الأول في القيادة، عدّدوا مجموعة من أخطاء القادة على رأسهم مطيع، في التّسلّط والسياسة السياسوية”.

ولكن الإشكال، يضيف الحو: “أننا كنا، كشباب، نرفض أن نتبع تيار عبد الإله بنكيران، وسعد الدين العثماني، لسبب بسيط، لأنه خرج من داخل ردهات درب مولاي الشريف، والبيان الصادر عنهم، انتقدوا فيه مطيع وراديكاليته. نحن كشباب، رأينا البيان سيرا في الاتجاه المعاكس، ونحو الانبطاح، والمصالحة التامة بدون شروط. كنا بين أمرين أحلاهما مرّ”.

معسكرات “البوليساريو” وتدريب أعضاء الشبيبة

ذكر الحو، أن قيادة الشبيبة الإسلامية في الخارج، ظلت تروج الأكاذيب من خلال التأكيد على أن التنظيم ما يزال قويا ويملك خلايا في أغلب مناطق المغرب، قبل أن نتفاجأ لاحقا، حين أعددنا لافتات وشعارات، بأن المحمدية وبعض ضواحي البيضاء خصوصا البرنوصي، هي المنخرطة فقط.

بعد ذلك، يردف الحو: “بدأت تأتينا تهديدات، للاختيار بين خيارين، إما الذهاب إلى مخيمات تندوف عند البوليساريو، كمرتزقة، والعمل على حمل السلاح، والتدرّب عليه، وهو ما رفضته، مبررا الأمر بالقول: أنا أعمل مع الله، وما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل، أو الذهاب إلى السجن”.

واسترسل: “بعدها تأكدنا من تبني الشبيبة للخيار المسلح، من خلال محاولة إدخال حكيمي بلقاسم للأسلحة عبر الحدود قادما من تندوف التي كان يتدرب فيها على استعمال السلاح، قبل أن يعتقل في الحدود، ليتفاجأ بأن صور خضوعه للتدريبات التي التقطتها الشبيبة الإسلامية، من تندوف، متوفرة لدى المخابرات المغربية”.

وأكد الحو، على أن أعضاء الشبيبة الإسلامية، تدرّبوا في مخيمات تندوف على حمل السلاح، وقد حاول قادة التنظيم إجبارنا على “الذهاب إلى مخيمات تندوف، للتدرب على حمل السلاح، وكان ردي بالرفض، ليقولوا لي: ما دام هذا هو جوابك، فانتظر أن تغرق في السجن”.

اغتيال عمر بنجلون

أما بخصوص عبد العزيز النعماني، فقد قال الحو: “لم ألتق به، لأنه كان قد خرج من المغرب سنة 1975، وقتها لم أكن أعرف لا شبيبة ولا أي شيء، ولكنه معروف وسط التنظيم، فهو المكلف بأن يتولى الجهاز الخاص (الجناح المسلح) الذي كان يسعى مطيع لتأسيسه داخل الشبيبة الإسلامية، وكان يتزعم المجموعة التي كلفت باغتيال عمر بنجلون، وهي مجموعة كانت مفصولة عن الشبيبة”، متابعاً أن الشخص “شارك في عملية الاغتيال وكان المشرف على المجموعة”.

هذا وأوضح الحو، أن “هيئة الإنصاف والمصالحة، اعتبرت مقتل المناضل عمر بنجلون، اغتيالاً سياسيا، وليست جريمة عادية أو إثنية، وهو ما يعني أن الدولة متورطة فيها، وهو ما يتأكد من خلال تصريحات أحمد البخاري (ضابط سابق في المخابرات)، التي تؤكد مساهمتها، بل تعويضها للناس المشاركين في اغتياله، ثانيا، كانت هناك مصلحة لحزبه أيضا”.

وذكّر المعتقل السياسي السابق، بأنه “في إحدى الفترات، جاءت عمر بنجلون هو ومحمد اليازغي، رسائل ملغومة من داخل الجسم الاتحادي”، متابعاً أن “تصريحات اليازغي، جاء فيها، أن النعماني، الشخص المحوري في قضية الاغتيال، لديه قبعة اليسار الراديكالي الخاص بالرباط، إضافة إلى قبعة الشبيبة الإسلامية”.

الثورة الإسلامية الإيرانية.. تحفيز لإسلاميي المغرب وتنبيه للدولة

وبشأن الثورة الإسلامية في إيران، قال أحمد الحو، في حديثه، إنه بغض “النظر عن ما يقال عنها، باعتبارهم شيعة، فإن هذا الحدث ساهم في إشعال الجدوى الثورية، ليس لدى الإسلاميين فحسب، بل حتى اليسار، كما أنها في المقابل نبهت الدولة، لمخاطر الوضع”.

الإعدام، رد الفعل بعد سماع الحكم

بخصوص رد فعله بعد سماح النطق فحكم الإعدام، أوضح الحو، أنه في البداية، كان يتوقع 25 أو 26 سنة على الأكثر، نظرا لطبيعة الاتهامات الموجهة إليه، والتي سرعان ما تحوّلت إلى اتهامات ثقيلة جدّاً، تتعلق بـ”التحريض على حرب أهلية، والسعي لها وخلقها، وتسليح فريق ضد فريق”.

واسترسل الحو، أنه بعد سماعه للاتهامات، بدأ يتساءل: “هل أنا سلحت فريقا ضد فريق؟ إن فعلت ذلك، فأين هو الفريق الأول وأين الفريق الثاني، وأين السلاح؟ إن كانت هناك حرب أهلية، فمتى؟ آخر حرب أهلية حدثت في المغرب كانت قبل سنة 1912”. مبرزاً: “بعدها حاول المحامون طمأنتنا بخصوص الحكم المرتقب”.

رغم ذلك، قضت المحكمة بإعدام أحمد الحو، الذي يقول إنه بعد سماع القاضي: “لم أشعر بنفسي، وانفلت وبدأت بالصراخ يسقط النظام، تسقط إسرائيل، يسقط الحكم المغربي، بدأت بالصراخ بأعلى صوت والصدح بكل شيء يخطر ببالي، لأني لم أكن أتوقع هذا الحكم نهائيا”.

ويوضح الحو، أن والدته كانت في المحكمة تنظر إليه وتبكي برفقة أفراد العائلة، بل إن عددا من عناصر الشرطة، التي كانت تحرسه، بدأت في البكاء، “لأني كنت شابا في الـ 23 من عمري، كانت لدي أحلام ثورية صحيح، ولكن لم أكن أؤمن بالعنف نهائيا، وكل أحلامنا كانت تتعلق بانتخابات نزيهة وديمقراطية، وذنبنا أننا كتبنا ووضعنا لافتات”.

انتظار الموت، موتٌ مُتجدّد

ظلّ الحو، وفق ما قاله في الحوار، ينتظر تنفيذه حكم الإعدام ضده، لمدة 10 سنوات كاملة، بين 1984 و1994، وفي كل لحظة يسمع فيها أقداما تقترب من زنزانته، كان يعتقد بأنه آخر لحظاته في الدنيا، حيث قال: “كنت أتوقع الإعدام مع سماع صوت فتح الباب، بل في لحظتين كنت متأكداً من تنفيذه”.

أول لحظة، يضيف الحو: “كنت مضربا عن الطعام، وفجأة سمعت حي الإعدام يفتح، وتوقعت أن الوقت قد حان. تيممت لأني لم أكن أملك الوقت للوضوء، ونطقت الشهادة. حينها لم أكن أملك حتى القوة لأقف بسبب الإضراب عن الطعام لـ 30 يوما”، متابعاً: “وقف رجل، عرفت لاحقا أنه المدير العام لإدارة السجون، قال لي أنت مضرب عن الطعام؟ قلت له نعم، فرد: لن نحقق لك مطالبك. حمدت الله أن الأمر يتعلق برفض تلبية مطالبي فقط وأني ما زلت حيا”.

أما اللحظة الثانية، يردف الحو: “كنت جالساً، حتى سمعت صوت الرصاص، والمعروف أن الإعدام يتم إما في ساحة السجن، أو غابة المعمورة، وحين سمعت الصوت قلت إن لحظة الإعدام حانت، قمت فتوضأت وصليت، وسمعت صوت الباب وشخصا يقول هاهو هنا، وبعدها سمعت باب الزنزانة فُتح، وبدأوا في ضربي، وفي الأخير جاء المدير: تريد أن تهرب؟ والله لن تهرب، سنأخذك إلى حي العزلة. وقلت الحمد لله المهم أني حي”.

رد “الكوميسير الخلطي” وحديثه عن تألّم زوجته جراء النبش في “ذاكرة الجلاد”

وفي رده على ما جاء على لسان محمد الخلطي، المعروف بـ”كوميسير التعذيب”، بأن بعضا مما جاء في كتابه “عائد من المشرحة” والذي ذكر فيه اسمه (الحو ذكر اسم الخلطي)، قد آلم زوجته: “ضحايا الخلطي كُثر”، وتكلمت “زوجة محمد الرايس، عن المعاناة من تهديدات الخلطي ومضايقاته”.

واستطرد: “هو كانت له الشجاعة، في أن ينهض ويعتذر من ضحاياه، ويقول إنه يفضل عذاب الدنيا على الآخر، ووقتها، أي مباشرة بعد مقاله الذي اعتذر فيه، قلنا إن الرجل، كيفما كان الحال، لديه الشجاعة، ليعترف ويعتذر. ولكن هناك جروح كبيرة، ولا يمكن لجميع الضحايا أن يسامحوه”.

أما قول الخلطي إنه لا يعرف الحو، فيرد الأخير: “لقد ذكّرته بأنه كان من ضمن مسؤولي درب مولاي الشريف، وقلت له بأنك حضرت التحقيق معي. وقوله بأنه لا يعرفني مجرد كذب”، مسترسلاً: “الخلطي كان يشتغل وقتها بين الرباط والدار البيضاء والمحمدية، وكان يأتي للاطلاع على المحاضر ومتابعة التحقيقات، وكان يحضر كل مراحل التحقيق، ولا يمكن ألا يعرفني، بل من المستحيل، لأنه هو المحقق، فلا يمكن ألا يعرفني”.

وأكد الحو: “أنا لا أنسى جلادي، يمكن داخل نفسي لا أتمنى للخلطي ولا لغيره، أن يدخل السجن ويعيش التعذيب، ولكن سيبقى فيَّ دائما شيء في نفسي، أتركه إلى محكمة العدل الإلهية، أما هنا لا أملك أي رغبة في الانتقام منه أو أن أراه أو أن تكون لدي رغبة سادية في رؤيته يتعذب”.

مسامحة الضحية للجلاد

وشدد الحو، في رده على ما إن كان سيسامح جلاديه، على أنه لن يسامح “الجلاد الذي لم يطلب المسامحة، وكان يقوم بعمله بسادية”. مستدركاً: “المسألة غير مرتبطة بي وحدي، فجميع الضحايا عذبت عائلاتهم، من يعيد لي والدي الذي أصيب بمرض عقلي واعتقل وعانى؟ أكيد سيبقى في شيء. الظلم ظلمات يوم القيامة”.

وأضاف: “أنا في الدنيا، لن أتابع أحدا، ولا أرغب في الانتقام من أحد، ولكن أمام الله؛ الظلم ظلمات يوم القيامة. من أمسكني يوماً ولم تأخذه بي أي رأفة وما زلت أعاني من بعض الأمراض في الظهر وأثر التعذيب في قدمي، وفي بعض اللحظات كان يصل بالجلاد الحال ليقول: سآتي بإلهك وأزجّه في الزنزانة”.

اعتذار الخلطي وطلب المسامحة

ونبه الحو، إلى أن الخلطي “كان يملك الشجاعة وطلب الاعتذار. أنا أسامح الخلطي، ولا مشكل لي معه دنيا وآخرة، ولكن بالنسبة لجلاد آخر، بقي متشبثاً، فلا”، مسترسلاً: “أنا أعرف جلادين عذبوني، ومنهم كوميسير طرد من عمله وأصبح مجنونا لاحقا”.

وأشار إلى أن “الناس ارتكبت جرائم، ومن الصعب نفسيا أن أقول: الله يسامح ليه، وإلا سأكون قد كذبت، لأنه هو أصلا (الجلاد) لم يكلف نفسه عناء الاعتذار، وطلب المسامحة، وهناك أشخاص مازالوا إلى الآن، يتشبثون بما قاموا به، ويبررونه بالقول إن من عُذِّبوا كانوا يستحقون”.

وفي هذا الصدد، ذكّر الحو، بأن “الحسن الثاني شخصيا، كيفما كان الحال، حين رأى أن الأمور وصلت إلى مستوى كبير من الانتهاكات، جمع أعضاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وقال لهم: أنا توسخت وبغيتكم تنظفوني”، مردفاً: “الإنسان حين يعترف، تتقبل اعتذاره، ويمسح لك جراحك، ولكن شخص آخر ما يزال متشبثا وأهانك وأهان والديك واعتقلهم، لن أسامحه. من يريد أن يسامحه الناس، يجب أن يملك الشجاعة للاعتذار وطلب المسامحة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي