شارك المقال
  • تم النسخ

العصر الاقتصادي الجديد بين فرنسا والمغرب.. بين القضايا الاقتصادية والدبلوماسية: نقطة تحول حاسمة

تسعى باريس، اليوم، إلى إقامة شراكة استثنائية اقتصادية على مدى العقود الثلاث المقبلة مع المملكة المغربية، بيد أنه يتبقى عدد من المسائل العالقة بين البلدين بانتظار أجوبة، على رأسها ملف الصحراء المغربية.

وفي هذا الصدد، كشفت مجلة “Sciences-et-Democratie” في تقرير لها، اطلعت عليه جريدة “بناصا”، أنه إدراكا للدور المحوري الذي يلعبه المغرب في منطقة المغرب العربي، تسعى فرنسا إلى تعزيز علاقاتها التجارية مع المملكة.

وتنعكس هذه الرغبة في سلسلة من الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، وتشكل التصريحات الأخيرة لوزير التجارة الخارجية الفرنسي في الدار البيضاء مؤشرا واضحا على هذا النهج الجديد، بيد أن قضية الصحراء المغربية، رغم أنها لا تزال حاضرة، إلا أنها تتراجع لصالح البراغماتية الاقتصادية، حسب تعبير المجلة.

ووصلت التجارة بين فرنسا والمغرب إلى أرقام قياسية، مما يدل على الترابط الاقتصادي القوي بشكل متزايد، حيث تعتبر فرنسا، أكبر مستثمر أجنبي في المغرب،و تجد في المملكة شريكا أساسيا في مختلف القطاعات بدءا من الطيران إلى الطاقة، دون أن ننسى الماء والسكك الحديدية.

واعتبرت المجلة، أن الاستثمارات ليست أحادية الجانب: فالمغرب يحتل مكانة المستثمر الأفريقي الرائد في فرنسا، ويُنظر إلى هذه الديناميكيات الاقتصادية على أنها فرصة للتقريب بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط ​​في وقت يزداد فيه تقدير القرب بين سلاسل الإنتاج.

ومع ذلك، فإن السياق الدبلوماسي لا يزال معقدا، ولا تزال المناقشات حول الصحراء المغربية موضوعا حساسا، ومع ذلك، فإن الجهود واضحة لفصل القضايا الاقتصادية عن المسائل السياسية، بهدف الحفاظ على مناخ ملائم للحوار.

وتساءلت المجلة، هل يمكن أن تؤثر إعادة التركيز على التجارة والاستثمار بشكل إيجابي على العلاقات الدبلوماسية؟، مشيرة إلى أنه ربما ترسم علامات النوايا الاقتصادية الطيبة من فرنسا إلى المغرب ملامح حقبة جديدة في العلاقات بينهما، حيث تنحسر الخلافات التاريخية تدريجيا لصالح شراكة متبادلة المنفعة.

وأشارت القصاصة ذاتها، إلى أن التجارة بين الرباط وباريس، بلغت أرقاما قياسية وصلت إلى 14 مليار يورو العام الماضي، وتستثمر فرنسا بشكل كبير في المغرب، بحضور أكبر الشركات الفرنسية، كما يعد المغرب رائد الاستثمارات الإفريقية في فرنسا، مما يعزز الروابط الاقتصادية بين البلدين.

ومضت المجلة العلمية الاقتصادية الفرنسية، إلى أن القطاعات الرئيسية، نظير صناعة الطيران والطاقة والمياه والسكك الحديدية هي في قلب الاستثمارات المتبادلة بين البلدين الحليفين التقليديين منذ زمن.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي