شارك المقال
  • تم النسخ

صدور العدد السادس عشر من مجلة البلاغة وتحليل الخطاب حول البلاغة العامة

صدر قبل نهاية شهر دجنبر الماضي العدد 16 من مجلة البلاغة وتحليل الخطاب في نسخة إليكترونية مجانية يحمل عنوان “البلاغة العامة بين الطموح النسقي ومنظومة المصطلح”، وهو عدد تنهي به المجلة عشريتها الأولى (2012-2022) وتتجاوز به عتبة الخمسة عشر عددا. وهي فرصة لم تفوتها هيئة المجلة لتقويم الحصيلة في أفق تحسين الأداء وتعميق العطاء وفتح الآفاق كما جاء في مقدمة العدد.

فقد راهنت هيئة المجلة على تجديد البلاغة العربية بـ”تعميق البحث في الاتجاه التخييلي (الشعري) والاتجاه التداولي (الحجاجي) لها من خلال العودة إلى المشاريع البلاغية العربية القديمة، والانفتاح على المنجزات الغربية الحديثة في هذا الباب، واستثمار البحث البلاغي في رصد دينامية المجتمعات العربية وحركيتها، وذلك عن طريق تحليل مختلف أشكال الخطاب: السياسي والديني والإعلامي والفلسفي والتاريخي والقانوني…في زمن الثورة الإعلامية والمعلوماتية، والتعريف بمستجدات البحث البلاغي وتحليل الخطاب على الصعيدين العربي والعالمي، مع نشر ثقافة الحوار وإرساء قواعده وترسيخ قيمه الأخلاقية، ومد جسور التواصل بين مختلف الباحثين والدارسين في مجال البلاغة العربية والتواصل وتحليل الخطاب ومكوناته وآليات اشتغاله”.  

واختارت مجلة البلاغة وتحليل الخطاب بعد إكمال العشرية الأولى هندسة جديدة، حيث تم أولا إنهاء العمل بالأركان، والقطع مع الهندسة “التقليدية” التي اعتمدتها المجلة لعقد من الزمن. كما تم ثانيا اعتماد فلسفة الاشتغال على موضوع موحد والإلمام به لفائدة الأساتذة الباحثين وطلابهم، سواء من مدخل الترجمة، أو الحوار أو المتابعة أو غيرها مما يصب في مجرى وحدة الموضوع، وتعديد مراصده. وثالثا التركيز على المواضيع المرتبطة بالبلاغة، مع إيلاء أهمية خاصة لتحليل الخطاب سواء في بعده النظري أو التطبيقي، وفي هذا الإطار ينبغي إعطاء حيز لتحليل الخطابات السائدة، خصوصا السياسية والدينية، وكشف مغالطاتها وأحاييلها.

في هذا الإطار، اختارت “جماعة البلاغة وتحليل الخطاب” تدشين الولادة الثانية لمجلة البلاغة وتحليل الخطاب بعدد خاص بالبلاغة العامة كما تتبناه أي: علم الخطاب الاحتمالي المؤثر. وهكذا جاءت مواد العدد 16 وفق الآتي:

«البلاغة العامة وتحليل الخطاب الرقمي» لـ امحمد واحميد، و«التأريخ النسقي عند محمد العمري. المحطات والآليات» لسعيد العوادي، و«المعجم النسقي للبلاغة العامة» لعبد الرحيم وهابي وعبد القادر بقشى. في نفس السياق، ونظرا لكون التصور الذي ما زال سائدا للبلاغة يحصرها في شقها الشعري فحسب، فقد خصصنا مقالين للشق الأساس الثاني في البلاغة العامة؛ شقِّها الخَطابي الحجاجي، هكذا قدّم الحسين بنوهاشم، في مقال يحكمه الطابع البيداغوجي تحت عنوان «ما الحجاج؟»، تعريفا للحجاج انطلق منه للحديث عن خصائص الحجاج، لينتقل إلى الفرق بين البرهنة والحجاج قبل أن يتطرق إلى أنواع الحجج عند شاييم بيرلمان ثم إلى وسائل الإقناع عند أرسطو. وفي مقال بعنوان «الخطابة الجديدة بوصفها مشروعا لتجديد العقلانية الفلسفية» عمل عزيز قميشو على إعادة بناء مسار شاييم بيرلمان البحثي الذي انطلق من البحث عن منطق لأحكام القيمة بخلفية وضعانية ليصل إلى نظريته في الحجاج التي سماها خَطابية جديدة، تصدر عن رؤية فلسفية موسَّعة للعقل وتعيد المشروعية للحجاج بوصفه عقلانية عملية لتعليل الاختيارات وتسويغ القرارات. وقد ختمنا هذا العدد ببيبليوغرافيا لبعض ما صدر حول البلاغة الجديدة من باحثين مغاربة تحت عنوان «مكتبة البلاغة الجديدة بالمغرب» من إنجاز محمد الرواص.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي