شارك المقال
  • تم النسخ

صبري: خرجاتُ وهبي تزيدُ الطّينَ بِلّةً.. ولا يُمكن الرّبط بين كَون الأبِ محامياً والمحسوبية

رفض صبري الحو، المحامي بهيئة مكناس، الخبير في الهجرة وملف الصحراء، الربط بين كون الأب محاميا والمحسوبية، في ظل الجدل القائم حول ما عرفه امتحان الأهلية لمزاولة مهنة المحاماة، معتبراً أن خرجات الوزير تزيد الطين بلةً.

وقال الحو، في مداخلة له، خلال الندوة التي تُنظمها جريدة “بناصا”، حول جدل امتحان المحاماة، التي سيّرها الإعلامي نورالدين لشهب، إن وهبي، وعوض أن “يجيب بأن ابنه نجح بالكفاءة، أو لأنه يستحق النجاح، ربط الأمر بالدراسة في الخارج، وكأن النجاح مرادف للدراسة بالخارج، وهنا ثارت ثائرة كل المغاربة وليس فقط من اجتاز الامتحان، لأن الويزر أساء للجامعة، وللتعليم، وحتى للمحامين”.

وأضاف، أن علاقة أبناء المحامين بالقانون، تبدأ بشكل مبكر، “وكأنهم يرضعون القانون من ثدي أمهاتهم، ويحتكون به في الصباح، والغداء والغشاء”، متابعاً أن هذا الأمر، “يعطيهم أفضلية وتمييز، لأنهم يعرفون كيف تُدار الأمور القانونية، وهذه الأفضلية، تعطي نتائج النجاح”.

وأوضح أن هذه الأفضلية، لأبناء المحامين، نفاها الوزير، وربط النجاح بـ”أللي لاباس عليه”، أو “لي قرا في الخارج”، وجميع المغاربة للأسف، حاولوا وضع أبناء المحامين في هذه الكفة، مشيراً إلى أن المحامي، ليس ذلك الشخص الذي يتخيله بعض المغاربة من حيث الظروف المادية.

ونبه إلى أن “أي محام له مكتب، يتمنى أن يخلفه ابنه في المكتب، لأن الأخير ليس أصلا تجاريا ولا شركة، بل هو مجهود شخصي، يومي، مضني، متعب، ليبني هذا المكتب، الذي لا يتمتع بخصائص الأصل التجاري، وكل محام يتمنى أن يكون ذلك المكتب الذي بناه بعرق جبينه، رغم الضرائب، رغم غياب التغطية الصحية، رغم غياب التقاعد، لأبنائه لاحقا”.

وواصل صبري: “رغم أن أبنائي يميلون للعلوم الطبيعية، إلا أني كنت أتمنى، أن يكون أحد أبنائي أو ابنتي، تميل إلى القانون، وسأساعدها، لأن لها علاقة يومية بالقانون”، مبرزاً أن جميع الامتحانات، تعرف نجاح “نسبة كبيرة من أبناء المحامين، ليس لأن هناك محسوبية أو لأن أباهم محامي، بل لأن هناك علاقة مبكرة بالقانون”.

وأشار صبري إلى أن أبناءه يفقهون “شيئا ما أكثر من الآخرين، في النصوص القانونية”، في إشارة إلى أفضلية أبناء المحامين بسبب الاحتكاك اليومي بالقانون، متابعاً أن ما تسبب في هذا الربط، هو “سوء التواصل وفساده”. واعتبر لحو أن هناك غياباً لرجالات الدولة في المغرب.

وأبرز أن رجل الدولة، الذي “يمتلك لباقة ودبلوماسية وترى الناس في تقاسيم وجهه البراءة والمصداقية والجدية”، غير موجود، موضحاً أن وزارة العدل هي من تتحمل مسؤولية الامتحان، وما وقع فيه، ولا يمكن أن نقول إن مهنة الأب موازية للمحسوبية.

ودعا صبري، ضحايا هذا الامتحان، إلى سلك المساطر القانونية، وتقديم شكاية في الموضوع، متابعاً أن “الاتهام يجب أن يكون بحجة”، مستدركا: “أنا لا أدافع عن أحد، أنا أدافع عن أبناء المحامين، لكي لا يقال إن كون الأب محاميا يعني المحسوبية. الأفضلية يعطيها الاحتكاك المبكر بالقانون لأبناء المحامين، وليس مجرد الانتماء”.

واعتبر الحو أن الوزير عبد اللطيف وهبي، متى ما خرج من أجل التواصل، “يزيد الطين بلة”، مجدداً التأكيد على أن المحامين، ومهنة المحاماة، لا علاقة لها بما يقوله وزير العدل، وهي لا تتحمل مسؤولية أخطاء الوزير، وعلى الأخير أن يتحمل المسؤولية فيما يقع.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي