شارك المقال
  • تم النسخ

7 أكتوبر 2023: الربيع الفلسطيني

يظل تاريخ 7 أكتوبر 2023 محفورا في ذاكرة الأمم والشعوب، ارتبط بحدث شغل العالم، وأثار العواطف والمشاعر، وكشف المواقف والمواقع، ومثَّل مِحكّا للشعارات والمبادئ، وتكلم بفصيح الكلام واللسان، وفصيح السلاح والسنان ليُلفت الأنظار إلى المأساة اليومية التي يعيشها الإنسان الفلسطيني وسط صمت عالمي مُريب يرقى إلى درجة التواطؤ،  ولذلك أحسنت المقاومة الفلسطينية اختيار العنوان “طوفان الأقصى”، طوفان سيُعيد رسم خرائط، ووضع استراتيجيات جديدة للنضال والمقاومة، لم يسلم أي بلد في العالم من انعكاسات الحدث وتداعياته إما وخزا في الضمير، وإما تعاطفا كَثَّر سواد المتضامن والنصير،  إنه “الربيع الفلسطيني” الذي سيغير العالم، والقلوب والعقول، والأحلاف والمحاور، والأفكار  والمسائل، وهذه بعض ملامح ذلك الربيع:  

– ربيع أعاد إلى القضية الفلسطينية توهجها، وأعادها إلى واجهة الأحداث والاهتمام في العالم

– ربيع قدم دلائل إيضاح لما حدث في 1948 من سلب للأرض وإزهاق للارواح وسفك للدماء على أيدي العصابات الصهيونية.

– ربيع أيقظ الضمير الإنساني العالمي، فتنامت أعداد المتضامنين الدوليين مع الفلسطينيين

– ربيع فضح النظام العربي الرسمي وعرَّاه، وأكد على أن التحرر من أنظمة الفساد والاستبداد هو المقدمة الصحيحة لمعركة التحرير الشاملة التي ستُعيد القدس وأرض المسرى والرباط والشرعية والحرية.

– ربيع  يبشر ببداية نهاية المركزية الغربية العنصرية على أيدي شباب أفلتوا من عملية غسيل المخ التي خضع لها آباؤهم وأجدادهم من طرف اللوبيات الصهيونية.

– ربيع سيعيد النظر في مفاهيم حقوق الإنسان والنضال والمقاومة والحرية والمرأة والتاريخ والجغرافيا والشرق الأوسط والأمم المتحدة والشرعة الدولية والقانون الإنساني ومجلس الأمن…إلخ

– ربيع بيَّن عظمة رجال ونساء المقاومة: صمود أسطوري، وعقيدة لا يزعزعها شيء، وعزيمة قُدَّت من صخر، وصبر يتأبى على كل محاولات الاحتواء والتدجين.

– ربيع انتصار الدم على السيف، وبراءة الأطفال على العفونة والتوحش التي أبداها الكيان اللقيط الذي يستأسد جلاوزته وجلادوه على النساء والشيوخ، ويتمترسون خلف الدبابات والجرافات ويجبُنون عن المواجهة المباشرة مع رجال الله، عباد الله ذوي البأس الشديد والأداء الفريد.

– ربيع وجه الضربة القاضية للتطبيع والمُطبِّعين وعملاء الموساد بين أظهرنا، ليستفيقوا من سكرة الاستقواء بكيان لم يستطع حماية نفسه لتهب حاملات الطائرات والأسلحة من كل نوع ، والشخصيات الغربية المنافقة إلى المنطقة لدرء الخطر الوجودي على صنيعتهم .

– ربيع أخرج من شقوق الألم والحزن على الشهداء والأطفال والجرحى والمكلومين أمل الانعتاق  والتحرر من كيان متوحش يشكل عبئا على البشرية وعلى صانعيه أيضا ما دام فيهم أحرار لم يفقدوا إنسانيتهم، أما الحزن على المباني فقد أبدع الفنان المغربي “بوجميع” رحمة الله عليه عندما أعطى لذلك الحزن حجمه الطبيعي بالقياس إلى الحزن على الأرواح، فقال باللسان المغربي الدارج:

ما هموني غير الرجال إلَى ضَاعـُـــــــــــــو

لحْيُوط إلى رَابُو كُلّها يَبْنِـــــــــــــــــــــــي دَار

ما هولوني غير الصبيان مْرْضُو وَجَاعُـــو

والغرس إلى سقط نُوضُو نْغْرْسُوا أشجار

وَالحَوْضْ إلَى جْفْ واسْوْدْ نْعْنَاعـُـــــــــــــــه

الصغير فرجالنا يْجْنِيهْ فَاكْيَة وَثْمَــــــــــــــار

مَصير وحدين عند اخْرين ساهل تَنْزَاعُــــهْ

وشعاع الشمس ما تخزنه لْسْــــــــــــــــــوَارْ

دارت وجات فْيد الصهيون دَارْ اتْبَاعُـــــــهْ

جَابْ خُيُّهْ وُخْلِيلُهْ يا عْزَارَى الــــــــــــــــــدُّوَّارْ

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي