شارك المقال
  • تم النسخ

وسط أنباء عن تعرضه لأزمة قلبية.. استمرار غياب سعيّد يثير الشّكوك بتونس

أثار غياب الرئيس التونسي قيس سعيد عن اجتماعات حكومية أو دبلوماسية، وزيارات ميدانية منذ بداية شهر رمضان، جدلا واسعا على مواقع التواصل، وسط أنباء عن معاناته من انتكاسة صحية.

وبحسب صفحة الرئاسة التونسية، فإن آخر نشاط معلن لسعيد يعود إلى يوم 23 مارس الماضي، حين هاتف أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وتبادل معه التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان.

كما صدر عنه منذ يومين، قرار مكتوب بإقالة محافظ ولاية قابس جنوبي البلاد، وما زاد من الشكوك حول تدهور صحته هو غيابه عن تسلم أوراق اعتماد سفير البرازيل مثلما ينص عليه البروتوكول، واستقبله وزير الخارجية التونسي نبيل عمار.

ولم تنشر أي جهة رسمية تفاصيل حول الغياب، لكن أكد نشطاء وسياسيون أن الرئيس التونسي تعرض لأزمة صحية أجبرته على الإقامة في المستشفى العسكري لتلقي العلاج.

وقدم الإعلامي مقداد الماجري في فيديو نشره على “فيسبوك” بعض التفاصيل، قائلا: “أضع شرفي على هذه المعلومات، وسط تكتم عن وضعية الرئيس وسياسة القصر القائمة على الغرف المظلمة تجبرنا عن الحديث عن الموضوع. أؤكد أن الرئيس مقيم بالمستشفى العسكري بقسم الإنعاش منذ أيام وقد تعرض لجلطات دماغية خفيفة، كما أنه يعاني منذ سنوات من قصور في القلب والتهاب رئوي”.

وتساءلت عضو لجنة الدفاع عن المعتقلين السياسيين في تونس، المحامية دليلة مصدق مبارك على صفحتها: “أين هو منذ عشرة أيام؟ أرجو أن يكون المانع خيرا”.

وكتبت الناشطة الحقوقية نزيهة رجيبة على صفحتها في “فيسبوك”: “لا تدعوا الغوغاء والمرتزقة يخوفونكم من شيء بديهي وطبيعي، ومن حقكم أن تسألوا عن سعيّد الماسك بجميع السلط بغير وجه حق، أين هو وماذا به، ومن يحكم.. وأن تسألوا عن احتمالات الشغور والخلافة”.

وأضافت: “هذا لا عيب لا حرام… هذا من أبسط حقوقكم كمواطنين في بلاد تاعبة، منهكة وتترصدها المؤامرات والأطماع في الداخل والخارج”.

وكتب ياسين العياري النائب السابق ونجل الضابط العسكري الطاهر العياري “وعكة صحية حادة ناتجة عن أزمة قلبية خطيرة من نوع الرجفان الأذيني مع ضيق في التنفس ونقص في الأكسجين”.

وعلق وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام قائلا “الرجل راقد في المستشفى العسكري وما زاد على ذلك أفلام وخزعبلات، وربي يفرج على جميع المؤمنين. قصر قرطاج خاو على عروشه إلا من الأمن الرئاسي”.

وقبل أيام، أثارت وكالة “نوفا” الإيطالية، جدلا بعدما تحدثت عن إلغاء سعيد لقاء مبرمجا مع المفوض الأوروبي للاقتصاد باولو جينتيلوني، دون ذكر الأسباب.

وكشف موقع “موندأفريك” الاستقصائي الفرنسي، أن الرئيس التونسي يعاني من مشاكل في القلب بسبب العلاجات المكثفة التي يخضع لها جراء الاضطرابات المزاجية الحادة والمتكررة.

وقال الموقع إن غياب سعيد عن جميع الشاشات الإعلامية منذ 10 أيام، بدأ بالفعل يثير قلق الشعب التونسي بشكل جدي.

ونقل الموقع عن مصادره، أن سعيد نقل إلى وحدة العناية المركزة بالمستشفى العسكري في تونس العاصمة لمدة 5 أيام. ومنذ ذلك الحين، عاد إلى قصر قرطاج، حيث تتم مراقبته الآن عن كثب في جناح مقر إقامته الذي تم تجهيزه طبيا.

ودعا أحمد نجيب الشابي رئيس جبهة الخلاص الوطني في تونس الحكومة إلى الكشف عن الوضع الصحي للرئيس قيس سعيد، في ظل تواصل الشائعات حول احتمال تعرّضه لأزمة قلبية و”تكتّم” السلطات حول هذا الأمر.

وقال في مؤتمر صحافي، الاثنين “بلغنا خبر تعرّض رئيس الجمهورية إلى وعكة صحية منذ اليوم الأول، وقررنا التريث لأن معركتنا معه سياسية وليست شخصية، ولكن اليوم بعد أن تناولت وسائل الإعلام الخبر، ومع ردة فعل وزير الصحة -عند سؤاله عن الموضوع- التي زادت الغموض، قررنا الحديث”.

وأضاف ”رئاسة الدولة هي مركز مهم للسلطة، لذلك نطالب الحكومة بتوضيح الوضع الصحي لرئيس الجمهورية. فإذا كان غيابه مؤقتاً، على رئيسة الحكومة أن تأخذ مقاليد السلطة. وهذا من شأنه أن يمنح الطمأنينة للشعب”.

وتابع بقوله “وفي حال كان الشغور دائماً فسنكون أمام فراغ دستوري خطير، باعتبار أنه لم يتم تشكيل المحكمة الدستورية. ونحن نرفض أن يكون هناك قرار مُسقط، ولابد أن تكون هناك مشاورات جدّية للقوى المدنية والسياسية المختلفة للاتفاق على مخرج لإنقاذ تونس والانتقال السّلس للسلطة”.

ومنذ أيام يتداول التونسيون شائعات حول احتمال تعرّض الرئيس لأزمة قلبية، وخاصة أنه لم يقم بأي نشاط رئاسي منذ أكثر من عشرة أيام.

وخلال مؤتمر صحافي الأحد، رفض وزير الصحة علي مرابط الإجابة على سؤال توجّه به عدد من الصحافيين ويتعلق بتأكيد أو نفي الشائعات المتداولة حول صحّة سعيّد، مفضلاً الصمت ومغادرة المكان، وفق شريط فيديو تداولته وسائل إعلام وصفحات اجتماعية.

(روسيا اليوم/القدس العربي)

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي