شارك المقال
  • تم النسخ

وسط أجواء داخلية مشحونة.. جبهة البوليساريو تبدأ مؤتمرها الـ 16

بدأت جبهة البوليساريو الانفصالية، الجمعة، مؤتمرها الـ 16، لتجديد قياداتها، وسط أجواء مشحونة على المستوى الداخلي، وفي سياق متسم بالتوترات بين حليفتها الجزائر والمغرب.

وينعقد المؤتمر بحضور أكثر من 2200 عضو في الجبهة، و370 ضيفا أجنبيا على امتداد خمسة أيام على بعد 175 كيلومترا جنوب مدينة تندوف الجزائرية، في مخيم اللاجئين المسمى بـ”الداخلة”.

ويبدو أن زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، (73 عاما)، والذي يحظى بدعم لا غنى عنه من الجزائر، واثق من إعادة انتخابه خلال المؤتمر. ويقول، محمد يسلم بيسات، ممثل الصحراويين في جنوب أفريقيا، لوكالة فرانس برس، إن “هذا أول مؤتمر منذ استئناف الكفاح المسلح” نهاية العام 2020.

ويدور نزاع منذ عقود حول الصحراء المغربية، حيث تقترح الرباط منحها حكما ذاتيا، في حين تطالب جبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر باستقلالها. وهي سبب رئيسي لتوتر العلاقات بين البلدين المغاربيين حيث قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط منذ صيف 2021.

وخرق قرار وقف إطلاق نار ساري المفعول منذ العام 1991، في منتصف نوفمبر 2020، بعد إعلان جبهة البوليساريو الانفصالية الحرب على المغرب، عقب العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية، لتأمين معبر الكركارات الحدودي، المؤدي إلى موريتانيا، ومنها إلى بقية بلدان إفريقيا.

ومنذ ذلك الحين، تقول جبهة البوليساريو إنها “في حالة حرب دفاعا عن النفس” وأعلنت “منطقة حرب، كل أراضي الجمهورية الصحراوية، بما في ذلك المجال البري والبحري والجوي”.

وينعقد المؤتمر في الوقت الذي تقع فيه الصحراء المغربية في قلب التوترات المتصاعدة بين الدولتين القويتين في شمال إفريقيا. وقطعت الجزائر فعليا علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس 2021، بسبب الخلافات العميقة حول هذا الملف، وبمبرّر التقارب الأمني بين الرباط وإسرائيل.

وبعد اعتراف إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، في نهاية العام 2020 بسيادة المغرب على الصحراء، في مقابل التقارب مع إسرائيل، توظف الرباط منذ ذلك الحين نشاطها الدبلوماسي بشكل متزايد لحشد دعم دول أخرى لمواقفها.

وتنتهي مع انعقاد المؤتمر ولاية غالي، الذي خلف في يوليو 2016 الزعيم التاريخي المتوفي محمد عبد العزيز. وتؤكد ممثلة جبهة البوليساريو في جنيف، أميمة عبد السلام، أن “الكلمة الأخيرة ستكون للشعب الصحراوي خلال هذا المؤتمر. منصب الأمين العام ليس حكرا على أحد”، مفندة تقارير صحفية عن صراع لخلافة غالي.

وأوضحت “حتى الآن، لا توجد قائمة بالمرشحين لمنصب الأمين العام. هذه مجرد شائعات”. ويرى المتخصص في القانون الدولي طاهر الدين العماري، أنه سيعاد انتخاب غالي على رأس جبهة البوليساريو لأنه “إذا قرر المؤتمر استبداله، فسيضعف التمثيل الصحراوي”. وقال إنه “خيار منطقي لاستمرار القتال الصحراوي”.

من ناحية أخرى، يجب على الجبهة أن “تتكيف مع السياق الدولي الجديد”، في تقدير العماري، مستشهدا خصوصا بتغيير موقف إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة، والذي أصبح يتماشى الآن مع موقف المغرب.

ودعا مجلس الأمن الدولي في نهاية أكتوبر، إلى استئناف المفاوضات المتعثرة للسماح بـ “حل دائم ومقبول للطرفين” بهدف “تقرير مصير شعب الصحراء”. وزار الموفد الخاص للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، المنطقة مرات عدة في الأشهر الأخيرة من دون إحراز تقدم.

(الحرة بتصرف)

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي