شارك المقال
  • تم النسخ

هل يؤثر توقيف الجزائر لـ”خط أنبوب الغاز” على العلاقات المغربية الإسبانية؟

أعلنت الجزائر قرارها بتوقيف تصدير الغاز إلى إسبانيا والبرتغال، من خلال الأنبوب، الذي يمرّ عبر الأراضي المغربية، وذلك مباشرةً بعد قرار رئاسة الجمهورية القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة، بسبب ما أسمته بـ”الاعتداءات المتكررة والتي لا تتوقف”، متعهدةً في السياق نفسه، بأن تضمن وصول إمدادات الغاز اللازمة إلى شبه الجزيرة الإيبيرية.

وأثار القرار الجزائري، مخاوف من احتمال تأثيره على عودة العلاقات المغربية الإسبانية إلى طبيعتها، بعد أزمة حادة كانت قد شهدتها منذ أبريل الماضي، بسبب قبول حكومة مدريد دخول زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، للاستشفاء داخل أراضيها، على خلفية إصابته بفيروس كورونا، فيما قلّل مراقبون من تداعيات الخطوة، معتبرين بأن العلاقات بين الرباط وجارتها الشمالية، تتجاوز الأنبوب.

وحول الموضوع، قال عبد العالي بنلياس، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق السويسي بالرباط، إنه من المؤكد أن العلاقات المغربية الجزائرية تمر من مرحلة توتر قصوى نتيجة القرارات والتصرفات اللامسؤولة لدبلوماسية الجارة الشرقية، التي كان آخرها، قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتلميح الصريح بعدم تجديد عقد أنبوب غاز المغاربي الأوروبي، الذي يمرّ عبر التراب المغربي إلى إسبانيا وثم البرتغال”.

وأضاف بنلياس، في تصريح لجريدة “بناصا”، أن الإعلان الجزائري “محاولة للضغط على المغرب، على اعتبار أنه يستفيد من عائدات مالية نتيجة مرور الأنبوب من أراضيه، ومن كميات سنوية من الغاز الطبيعي”، متابعاً: “بعض النظر عن القرار النهائي الذي سوف تتخذه السلطات الجزائرية، فإن تأثيره لن يمس المغرب فقط، بل سوف يمس كذلك إسبانيا والبرتغال، على اعتبار أن وصول الغاز إلى بوابة أوروبا يمر من المغرب، من خلال هذا الأنبوب”.

وأوضح الأستاذ المتخصص في العلاقات الدولية، أن الأنبوب، ضمن “لأكثر من نصف قرن تزود إسبانيا بشكل منتظم من حاجياتها من الغاز الطبيعي، ومن ثم فإن من مصلحة إسبانيا استمرار هذا الأنبوب، رغم إعلان وزارة الطاقة الجزائرية على قدرة أنبوب ميدغاز الذي يربط مباشرة بين الجزائر وإسبانيا، بمد إسبانيا بحاجياتها من هذه المادة الحيوية في توليد الطاقة”.

واعتبر بنلياس أن “وجود أنبوبين ومصدرين يضمنان وبشكل متكامل انسيابية تدفق الغاز دون توقف مهما كانت الصعوبات الفنية والتقنية”، متابعاً أن “هذا ما سيجعل موضوع الأنبوب من بين المواضيع التي سوف تكون على مائدة الحوار بين المغرب وإسبانيا، بعد إعلان جلالة الملك على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا”.

ونبه المتحدث نفسه، إلى أن المغرب “مدرك كذلك لأهمية الأمن الطاقي لذلك انخرط منذ زمن بعيد في الرفع من استثماراته في مجال التنقيب عن الغاز والنفط، وفي الطاقات المتجددة إذ أصبح يتوفر على أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، وانخراطه كذلك في مشروع أنبوب الغاز الذي سوف يمر بأكثر من إحدى عشر دولة من دول الصحراء والساحل نحو أوروبا مرورا من المغرب”.

واسترسل بنلياس، أن كل هذا “يعني أن المغرب يتوفر على عدد من البدائل والبرامج على المدى القصير والمتوسط والبعيد، وهي بدائل ذاتية مرتبطة بالأمن الطاقي لبلادنا، وبدائل موضوعية مرتبطة بعلاقات التعاون الذي تربطه بأصدقائه وشركائه الأوروبيين وفي مقدمتهم، إسبانيا وشركائه الإفريقيين لتسريع تنفيذ مشروع الربط الطاقي نيجريا المغرب”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي