شارك المقال
  • تم النسخ

نساء يطبخن ومتبرعون يتطوعون لشراء الغذاء والماء.. مظاهر إنسانية أثناء إنقاذ ريان

أظهرت قضية الطفل المغربي ريان -الذي يستميت رجال الإنقاذ لانتشاله من البئر الارتوازية الضيقة التي علق فيها منذ عصر الثلاثاء الماضي- جوانب إنسانية لدى سكان “جماعة تمروت” القروية في إقليم شفشاون، والتي تبعد حوالي 500 كلم عن العاصمة الرباط.

ولم تكن قرية أجران الواقعة في سلسلة جبال الريف معروفة قبل أن تصبح في بؤرة اهتمام المغاربة والعالم العربي والعالم بأسره بعد فاجعة سقوط الطفل ريان ذي الـ5 سنوات.

وحسب بيانات آخر إحصاء عام للسكان أجري سنة 2014، فإن عدد سكان “جماعة تمروت” القروية يبلغ 26 ألف شخص و4652 أسرة.

تضاريس قاسية وكرم إنساني

رغم البنية القاسية لتضاريس المنطقة وهشاشة الأوضاع الاجتماعية لسكانها فإن واقعة الطفل ريان أظهرت مشاهد إنسانية عكست كرم الإنسان القروي المغربي وحسه التضامني وتشاركه أبسط ما يمتلكه مع الجميع، فمن عمق المأساة والحزن ظهرت مبادرات تضامنية وحس إنساني عالٍ لدى سكان المنطقة.

وفتح سكان قرية أجران بيوتهم لإيواء الصحفيين المرابطين في المكان منذ يوم الأربعاء الماضي، لمتابعة تفاصيل مساعي الإنقاذ لحظة بلحظة.

ويقول الصحفي حمزة الوهابي للجزيرة نت إنه لمس عن قرب كرم سكان القرية وحسهم التضامني.

وبالنظر لكون قرية أجران تقع في منطقة نائية بعيدة عن المدينة فهي لم تتعود على استقبال الزوار الغرباء، لذلك فهي تفتقر إلى أماكن الإيواء والفنادق القريبة، فاستقبل السكان المحليون الصحفيين في بيوتهم لأخذ قسط من الراحة أو النوم.

ويضيف حمزة أن السكان قدموا مساعدات كبيرة لتسهيل عمل الصحفيين مثل توفير مقابس الكهرباء، لتمكينهم من شحن هواتفهم وحواسيبهم وكاميراتهم.

“لم يمكن بإمكاننا متابعة عملنا دون مساعدة هؤلاء السكان والتسهيلات التي قدموها لنا مجانا” يقول حمزة.

4-9.jpg

النساء يطبخن الطعام لعناصر الإنقاذ (مواقع التواصل الاجتماعي)

طعام ساخن وماء

النساء يطبخن الطعام لعناصر الإنقاذ (مواقع التواصل الاجتماعي)

وتطوعت نساء القرية لإعداد الطعام الساخن وتقديمه لعناصر الإنقاذ الذين يسابقون الزمن لإخراج الطفل ريان من جوف البئر.

يقول حمزة الوهابي إنه تلقى دعوة لتناول الطعام في أحد البيوت، وهو ما يفتقده القادمون إلى المنطقة، خاصة في ظل البرد القارس الذي تشهده القرية في هذه الفترة من السنة.

وتعمل نساء القرية بجد لطبخ كميات كبيرة من الطعام لرجال الوقاية المدنية الذين يباشرون عملية الإنقاذ ولعناصر القوات المساعدة والدرك الملكي الذين يستميتون منذ أيام لتأمين المنطقة وتنظيم الحشود التي تتوافد عليها، وللصحفيين الذين ينقلون الحدث أولا بأول عبر مواقعهم الإلكترونية.

وتطوع سكان المنطقة -كل حسب إمكانياته- لشراء اللوازم والمواد الغذائية التي تحتاجها النساء للطبخ، ووفرت النساء أواني ضخمة وفتحن مطابخ بيوتهن لطبخ الطعام.

ليس ذلك فحسب -يقول حمزة- فإن بعض سكان المنطقة تطوعوا في فترات متفرقة لتوزيع عبوات الماء والحليب والخبز على الحشود التي قدمت من القرى المجاورة والمدن البعيدة لتقديم الدعم لأسرة ريان وتشجيع جهود الإنقاذ.

ويضيف أن التضامن الكبير لم يقتصر على إطعام الناس وسقياهم، بل إن بعض الجرافات التي تم استخدامها في حفر المسار المؤدي إلى موقع الطفل ريان قدمها أصحابها مجانا للسلطات من أجل المساعدة في تسريع عمليات الحفر.

هكذا تحولت القرية كلها إلى خلية نحل، كل يقدم ما باستطاعته لإنجاح ملحمة إنقاذ الطفل ريان، لذلك اعتبر خاله -في حديث مع الجزيرة- والحزن يغالبه أن ريان ليس ابن أسرته فقط، بل هو ابن المغاربة جميعا والعالم العربي أيضا.

وبلغت عملية الإنقاذ نهايتها عصر اليوم السبت، حيث وصلت سيارة إسعاف إلى موقع النفق الذي يشهد محاولات إنقاذ ريان، وقالت مصادر صحفية مغربية إن عمليات الحفر اليدوي انتهت، وإن فريقا دخل النفق لإنقاذ الطفل.

وذكرت وسائل إعلام مغربية أن سيارة الإسعاف تقل والدي الطفل ريان برفقة طاقم طبي، وينتظر أن يتم نقله عبر سيارة الإسعاف نحو طائرة مروحية طبية لنقله إلى المستشفى، فيما لم تتكشف بعد معلومات مؤكدة حول الحالة الصحية للطفل، واكتفى مسؤولون بالقول إنهم شاهدوا صباحا بواسطة الكاميرا ظهره فقط.

الجزيرة

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي