شارك المقال
  • تم النسخ

ندوة علمية تسلط الضوء على جهود جامعة القرويين في خدمة التراث الإسلامي

أبرز المشاركون في ندوة علمية بشأن جهود جامعة القرويين بفاس في خدمة التراث الإسلامي، اليوم الأربعاء بالرباط، أهمية الدور الطلائعي الذي تضطلع به الجامعة، على مر التاريخ، في الحفاظ على هذا التراث، لا سيما بالقارة الإفريقية.

وأبرز المتدخلون، خلال هذه الندوة التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالتعاون مع مؤسسة دار الحديث الحسنية، حول موضوع “جهود جامع القرويين وجامعته في خدمة التراث الإسلامي، العناية بالمخطوطات نموذجا”، أن جامعة القرويين لا تزال، بعد مرور 1200 سنة على تأسيسها، تضطلع بدور محوري في مجال العلوم والمعرفة، خاصة علوم الدين الإسلامي والشريعة، باعتبارها أعرق مؤسسة للتعليم العالي في المغرب.

كما تطرق المشاركون في هذا اللقاء إلى المكانة المتميزة التي يحظى بها جامع القرويين، مشيرين إلى أن الجامع بات بمثابة ملتقى عالمي لرجال العلم وأرباب التربية والدعوة، إذ جعلوا منه مركزا للإرشاد والتوجيه، ليصبح بعدها منارة للتعليم المتخصص بعلوم الشريعة وعلوم اللغة العربية وغيرها من العلوم ذات الصلة بالحياة العامة.

وفي هذا الصدد، قال محافظ خزانة القرويين بفاس، عبد الفتاح بوكشوف، في تصريح للصحافة، إن “خزانة القرويين بفاس تعتبر من أهم الخزانات العريقة بالمغرب والعالم العربي والإسلامي، نظرا لما تتوفر عليه من تراث مخطوط يتميز بالندرة والتفرد”.

وأشار إلى أن هذه الخزانة تعد الوحيدة التي استمرت في أداء مهامها، منذ تأسيسها، مبرزا أن ذلك راجع إلى العناية الخاصة التي ما فتئ يوليها ملوك المغرب من أجل الحفاظ على التراث الإسلامي.

وفي السياق ذاته، أكد المشرف العلمي لخزانة القرويين، عبد الحميد العلمي، أنه بالرغم من مرور 1200 سنة على تأسيس جامعة القرويين، إلا أنها لا تزال تضطلع بدور مهم في صيانة التراث الإسلامي، لا سيما بالمخطوطات التاريخية التي تزخر بها خزانة الجامعة، والتي تتعدد مجالاتها وتخصصاتها.

وسجل أن هذا اللقاء العلمي يهدف إلى فتح آفاق علمية واعدة أمام الطلبة المغاربة والأجانب للاطلاع على هذا الموروث الثقافي والعلمي المهم، فضلا عن كونه مرجعا أكاديميا أساسيا في استكمال مسارهم الدراسي.

من جانبه، قال مدير المركز النيجيري للبحوث العربية بجمهورية نيجيريا الاتحادية، الخضر عبد الباقي محمد، إن جامعة القرويين تعتبر مفخرة فاس وجوهرها على مر التاريخ، علما أنها أول جامعة بالعالم العربي والإسلامي، مسلطا الضوء على إشعاعها القاري، خاصة في الحفاظ على التراث الإسلامي ببلدان إفريقيا جنوب الصحراء.

ولفت إلى أن الجامعة ظلت راسخة تضطلع بدورها الثقافي والعلمي المهم بالرغم من تعاقب الظروف السياسية والثقافية، معتبرا أن مكانة مدينة “فاس العلمية” تعزى، بالأساس، إلى جامعة القرويين وإشعاعها العلمي والإسلامي.

كما أكد أن “جامع القرويين أيقونة مميزة تجسد نقطة تلاق بين الشعوب، وقبلة للمتعطشين للعلم والمعرفة من جميع أنحاء العالم، فضلا عن كونها وجهة مهمة للطلبة من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء والعالم العربي والإسلامي بشكل عام”.

ويأتي تنظيم هذه الندوة العلمية موازاة مع سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية التي يترأسها أمير المؤمنين الملك محمد السادس، وبمناسبة مرور 1200 سنة على تأسيس جامعة القرويين بفاس.

وقد شهد هذا اللقاء مشاركة العديد من الأساتذة والباحثين في الشريعة الإسلامية من المغرب وعدد من البلدان الإفريقية والآسيوية، بالإضافة إلى طلبة مغاربة وأجانب متخصصين في الدراسات الإسلامية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي