شارك المقال
  • تم النسخ

من “أساتذةِ التّعاقُد” إلى “أساتذةِ القُرعة”.. أين ذهبت كلُّ خِطابات الإصلاح؟

خلف إعلان متداول لإحدى مجموعات المدارس التابعة للمديرية الإقليمية ببني ملال، “موضوعه “توظيف بالقرعة”، الجدل والاستياء بين “أساتذة التعاقد” والمتتبعين للشأن التعليمي بالمغرب فقط، ولكنه قد أثار السخرية بينهم كذلك.

الإعلان المذكور، جاء فيه أن “مجموعة مدراس أموكر ومجموعة مدارس تيزي نسلي، تُعلن عن فتح باب الترشيح لتقديم حصص الدعم التربوي لتلميذات وتلاميذ المستوى السادس ابتدائي”.

وكان المُلفت الذي ذكره الإعلان، هو أنه “سيتم إجراء قرعة لاختيار المترشحين”، وذلك بمركزية مجموعة المدارس ذاتها، الاثنين القادم على الساعة الثانية زوالا، مع اشتراط حصول المُتقدمين إجازة في جميع التخصصات.

التوجه نحو “التوظيف بالقرعة” لم يكن لوحده السبب الأصلي الذي خلق الجدل والاستياء، بل كان لأنه قد جاء بعد شهور قليلة على خطابات ما زالت مستمرة إلى الآن، من مسؤولين حكوميين، شددوا على ضرورة إصلاح التعليم.

بدايات هذا الإصلاح، كانت توجه الوزارة ومعها الحكومة، إلى تنزيل شروط جديدة على الراغبين في الولوج لمهنة التعليم، كان أشدها ثقلا على الشباب المغاربة، قرار تسقيف سن الترشح للمباراة في 30 سنة.

وبالرغم من مما خلفته هذه القرارات من سخط شعبي عارم، إلا أن الوزارة لم تتراجع عنها، وظلت متشبثة برؤيتها الإصلاحية، التي اعتبرت بأنها تنطلق أولا وأخيرا من تجويد العنصر البشري، ولو كان ذلك عبر إجراءات لا تُرضي الجميع.

نظرة على ردود رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عاين من خلالها منبر بناصا كيف جرى التفاعل مع هذا الشكل الجديد من التوظيف، تنوعت مواضيعه في أغلبها بين توجيه انتقاد وتعبير عن أسف.

“كارثة عُظمى” هكذا عنون واحد من أساتذة التعاقد تدوينته، ليتابع فيها “هادا سميتو العبث، الآلاف ديال الشباب المغاربة العاطلين متقدموش للمباراة السابقة بسبب السن، وبدعوى الإصلاح، وكتجيو دبا كتخدموهم بجوج دريال، ودون اعتبار لأعمارهم”.

وأضاف في التدوينة ذاته “راه هادشي لكيوقع اليوم، كيعني أحد أمرين، يا إما المسؤول لا يعي ما يفعل، لأن هاد القرارات لا تمت للمنطق بصلة، أو أنه يعتقد أنه يتعامل مع أناس لا يعون ولا يعقلون”.

ثان عبر في معرض تفاعله مع الإعلان عن أسفه البالغ من الواقع “المر” الذي صار يعيشه قطاع التعليم، واعتبر
أن القائمين عليه يجب أن يعكسوا من خلال قراراتهم، أنهم يولون حقا أهمية قصوى للمجال.

هذا مع العشرات وربما المئات من التدوينات والتعليقات الأخرى، التي انتقدت التوجه الجديد، وأعربت عن أسفها على واقع التعليم، لتعود عدد منها وتُشير إلى أن المستجد لم يعد “التوظيف بالعقدة” بل صار “التوظيف بالقرعة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي