شارك المقال
  • تم النسخ

ملف عربي مشترك حول “العمارة الطينية” يضع بنسعيد في مرمى الانتقادات

أثار وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، جدلأً واسعا في مختلف الأوساط بالمغرب، بعدما اقترح إعداد ملف عربي مشترك حول “العمارة الطينية”، لتقديمه إلى اليونسكو، بغية تسجيله على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، حيث طالبه نشطاء بالتراجع عن الأمر بشكل عاجل.

وكان بنسعيد، قد قال خلال مشاركته، عبر تقنية المناظرة المرئية في أشغال الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية العربية، إن المغرب طالب من المنظمة، إعداد ملف عربي مشترك حول “العمارة الطينية”، وتقديمه لليونسكو للتسجيل على قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية، باعتباره مشتركا عربيا.

وخلف المقترح المغربي، جدلاً كبيرا في الأوساط المغربية، حيث اعتبره البعض محاولة لإشراك التاريخ الأمازيغي للمملكة، ومورثه ومن ضمنه العمارة الطينية المتميزة عن نظيرتها في المشرق، مع التاريخ العربي، مطالبين إياه بالتراجع الفوري عن الأمر، والشروع في إعداد ملف مغربي خالص حول التراث نفسه، دون أن يكون مشتركاً مع أحد.

وكتبت صحفة “عظماء المور المغاربة” على موقع التواصل الاجتماعي، ردّاً على مقترح بنسعيد، أن “العمارة الطينية في المغرب، هي أمازيغية متجذرة في هذه الأرض، ومنفردة عن العمارة الطينية في الشرق الأوسط”، متابعةً: “كيف تريدون جعلها تراثا عربيا مشتركاً؟”، قبل أن يعتبر المشرفون على الصفحة أن هذا المقترح يعتبر “جريمة في حق إرث الأجداد والحضارة المغربية”.

مقترح بنسعيد، أثار سخط اليهود المغاربة أيضا، الذين قالوا في تدوينة على إحدى الصفحات الخاصة بهم، إن وزير الثقافة “يستعد لارتكاب أولى مجازره بحق التراث الثقافي للمغرب عبر تسهيل السطو عليه واقتسامه كالكعكة مع 22 دولة”، متابعين: “الوزير يريد أن يعيدنا إلى زمن الدوخة إذ بادر من تلقاء نفسه لتقديم طلب إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة، في شأن إعداد ملف عربي مشترك حول العمارة الطينية”.

وتابعت أن الملف المزمع إعداد، سيتم تقديمه “إلى اليونسكو للتسجيل على قائمة الثرات الثقافي العالمي غير المادي..”، مردفين: “نحن لا نقول إن العمارة الطينية موروث مغربي بحت، لأنها ظهرت مع بداية البشرية وتنتشر من مدرجات فوجيانتولو في الصين إلى أهرامات تيوتيهواكان بالمكسيك، لكن لكل أمة تقنيات وأساليب وأنماط هندسية”.

وشدد اليهود المغاربة، على أن هذه التقنيات والأساليب “تختلف حسب اختلاف الخصوصيات الثقافية والحقب الزمنية ومهارة أيادي الصناع، إذ من غير الممكن أن نقارن مثلا تاريخ قصر البديع أو المنارة بقلعة الجاهلي في الإمارات أو الزبارة القطرية، ومن الحمق أن نربط نمط بناء قصبة أيت بن حدو بنمط قلاع وادي حضرموت.. هذا لا يجوز..”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي