شارك المقال
  • تم النسخ

محمد الطوزي: العلاقات بين الدول هي أولا وقبل كل شيء علاقات بين أشخاص.. لهذا يولي المغرب أهمية كبيرة لبناء الثقة مع الأفراد

يقدم محمد الطوزي، أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق بالدار البيضاء، وأستاذ بجامعتي إيكس أونبرفانس ومعهد الدراسات السياسية بإيكس أونبروفانس، تحليلًا معمقًا للاستراتيجية الدبلوماسية للمغرب، مستعرضًا مبادرات المملكة من مبادرة المحيط الأطلسي إلى إدارة الأزمة مع فرنسا، مرورًا باتفاقيات أبراهام والعلاقات مع الجزائر.

ويؤكد الطوزي على مبدأ أساسي يوجه السياسة الخارجية للمغرب، ألا وهو أن “العلاقات بين الدول هي في المقام الأول علاقات بين أشخاص”، وينبثق عن هذا المبدأ بإيمان راسخ لدى المملكة بأهمية التواصل الإنساني وبناء الثقة المتبادلة بين الأفراد، كركيزة أساسية لبناء علاقات دولية قوية ومستدامة.

ويُجسّد هذا النهج الدبلوماسي الشخصي جليًا في مبادرة المحيط الأطلسي، التي تُعدّ من بنات أفكار الملك محمد السادس، وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التعاون بين الدول المطلة على المحيط الأطلسي في مجالات حيوية مثل الأمن والاقتصاد والتنمية البشرية.

وتُولي المبادرة اهتمامًا خاصًا بالعلاقات الإنسانية وتبادل الثقافات بين شعوب المنطقة، إيمانًا منها بأن ذلك يُشكل أساسًا متينًا للتعاون والازدهار المشترك، ويمتد هذا التركيز على العلاقات الشخصية ليشمل أيضًا إدارة المغرب للأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع فرنسا.

فقد حرصت المملكة على التواصل المباشر مع الشعب الفرنسي، من خلال حملات تواصلية تهدف إلى شرح موقف المغرب وتعزيز التفاهم بين البلدين، وتُظهر هذه الجهود الدؤوبة التزام المغرب الراسخ بأهمية الحوار البناء وحل الخلافات بشكل دبلوماسي، ويسود المبدأ ذاته في علاقات المغرب مع جيرانه، بما في ذلك الجزائر.

ففي الوقت الذي تُواجه فيه العلاقات بين البلدين تحديات تاريخية، يبذل المغرب جهودًا حثيثة للحفاظ على التواصل الإنساني بين الشعبين المغربي والجزائري، إيمانًا منه بأن ذلك يُشكل أساسًا لبناء مستقبل أفضل للمنطقة.

ويُعدّ تعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، من خلال اتفاقيات أبراهام وغيرها من المبادرات، مثالًا آخر على الدبلوماسية الشخصية للمغرب، فقد نجحت المملكة في لعب دور رائد في تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، وتعزيز التفاهم والتعاون بين شعوب المنطقة.

ويُشير محمد الطوزي، عالم الاجتماع والأستاذ في معهد العلوم السياسية، إلى الرؤية الثاقبة للدبلوماسية المغربية، مؤكدًا على دور العلاقات الشخصية كحجر الزاوية في استراتيجية المملكة الخارجية.

وتُظهر مبادرات المغرب المتنوعة التزامه الراسخ ببناء جسور التواصل وتعزيز التفاهم بين الشعوب، إيمانًا منه بأن ذلك يُشكل مفتاحًا لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة والعالم.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي