شارك المقال
  • تم النسخ

مجزرة سوق الخميس بسيدي قاسم .. كارثة بيئية تهدد الصحة العامة للمواطنين

وأنت تخطو خطوات متثاقلة نحو سوق الخميس غبر بوابة المدخل الرئيسي، تعترضك مجاري مياه حمراء وسوداء تتدفق من بوابة باب حديدي  لمجزرة رئيسية بسوق أسبوعي يقع بتراب جماعة  سيدي قاسم، وما أن ترخي العنان لتأملاتك في هذه السيول الحمراء الجارفة أمامك، حتى  ينتابك شعور بالقلق إزاء كارثة بيئية تراجيدية تعيشها مجزرة جماعة سيدي قاسم ،والظروف الكارثية التي تذبح فيها المواشي والاغنام الموجهة للاستهلاك المحلي ،مجزرة تفتقد للشروط الصحية لذبح البهائم ،وتغيب بمرافقها  معايير النظافة  بسبب افتقادها للتجهيزات الضرورية، مما ينعكس سلبا على محيطها البيئي الذي أصبح عبارة عن برك من الدم الراكد وخليط من بقايا أحشاء البهائم، روائح تزكم الأنوف وتضر بالإنسان والبيئة، تتلاشى معها كل الشعارات والخطابات المناصرة للبيئة.

وفي سياق متصل قالت مصادر ل” بناصا” رفضت الكشف عن اسمها، ان المجزرة لا تتوفر على تهيئة تحتية تربطها بشبكة الصرف الصحي، وأن منسوب الدماء المختلط حتما بالماء ينساب عبر مجاري عشوائية فوق تراب.

وفي مشهد غريب، رفض قطيع من الأغنام العبور فوق هذه المجاري الحمراء، وأرادوا تغيير الوجهة  بسبب وجود خليط من الدماء غير مفهوم في مخيلة الخرافان، وحار أصحاب القطيع وهم ثلاثة في أمر هذا الرفض الذي عبر عنه الخرفان، وهم يلوحون بعصيهم التي لم تجد نفعا أمام هذه الكائنات التي رفضت رفضا قاطعا هذا الوضع، وهي تطالب ببيئة نظيفة وبمعابر نقية.

وفي نفس السياق قالت مصادر أن سوق الخميس بجماعة سيدي قاسم أصبح مكانا لرمي الاتربة والازبال ومرتعا خصبا للغرباء، مما يؤثر سلبا على البيئة وعلى صحة التجار والحرفيين والزائرين ، وقالت أن المجلس المسير مطالب  بتفعيل التوصيات والاتفاقات البيئية لرفع الضرر عن هذا السوق الأسبوعي الذي طاله التهميش والنسيان لسنوات خلت.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي