شارك المقال
  • تم النسخ

ماذا وراء حملات التضليل “المسعورة” التي تقودها “وكالة الأنباء الجزائرية” ودوافعها الكامنة؟

من غير المألوف ملاحظة ديناميكيات إعلامية مثيرة للجدل، لا سيما عندما تختار وسائل الإعلام، وخاصة وكالة أنباء رسمية مثل “وكالة الأنباء الجزائرية”، في ظل الحكم العسكري، الاستمرار في نشر معلومات كاذبة تستهدف بلدان معينة، نظير: فرنسا أو إسبانيا أو الإمارات العربية المتحدة أو المغرب.

وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة “Sahel-Intelligence” أن هذه الحملات الإعلامية الخبيثة التي يشنها النظام الجزائري، تمثل استراتيجيات معقدة تهدف إلى تعزيز السلطة وصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية وتحقيق أهداف سياسية واقتصادية وجيوسياسية محددة.

وبحسب محللين غربيين، بالإضافة إلى الدوافع التي سبق ذكرها، هناك عدة عوامل أخرى يمكن أن تفسر موقف وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، حيث يحتاج النظام العسكري الجزائري في كثير من الأحيان إلى إضفاء الشرعية على سلطته، من خلال شيطنة الدول الديمقراطية من خلال وسائل إعلامه.

وتسعى الجزائر إلى تقديم أفعالها باعتبارها استجابات ضرورية لتهديد خارجي، وبالتالي تعزيز شرعيتها بين السكان، ومن خلال خلق خطاب عدائي تجاه بعض البلدان، فإن نظام الجنرالات يصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية مثل انتهاكات حقوق الإنسان، والقمع السياسي، والمشاكل الاقتصادية.

وبالتالي فإن المعلومات الكاذبة تعمل بمثابة تحويل وصرف الأنظار عما يجري داخل البلاد، مما يسمح للحكومة بالحفاظ على سيطرتها، باسم الأمن القومي، فالجهاز العسكري في الجزائر، ومن أجل مصالحه الخاصة وتبرير ميزانياته الفلكية، يسعى إلى هذه الذرائع للبقاء في السلطة.

ومن خلال افتعال تهديدات خارجية وهمية، فإنهم يتلاعبون بالرأي العام من خلال خلق شعور بالوحدة الوطنية ضد عدو مفترض، وبالتالي تعزيز التماسك الاجتماعي والولاء لما يسمى بالحكومة المدنية القائمة.

وأشارت الصحيفة المتخصصة في منطقة الساحل، إلى أنه ومن خلال نشر معلومات كاذبة، يعزز النظام الجزائري سيطرته على وسائل الإعلام الوطنية، ويفرض رقابة على الأصوات المعارضة ويحافظ على احتكاره لسرد الأحداث الجارية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي