شارك المقال
  • تم النسخ

لأجل الاستجابة لاستغاثة الكوكب!

خطوة إنسانية سباقة، وغيث من الإنجازات الواعدة تتالت مع انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، والمتعلقة بقضايا تغير المناخ (كوب 28)، والذي يشير لنية صادقة، في استدامة الإرادة الإنسانية الفاعلة في مجال إعمار الأرض والحفاظ عليها من أي مهددات.

وفي ظل الإنجازات المتلاحقة والنقاشات الناضجة والمليئة بالخبرات والإرادة الجادة، تأتي رؤية البيئة 2030  الخاصة بإمارة أبوظبي، حيث  تم تطوير رؤية البيئة 2030 لضمان صيرورة تكاملية بين الأعمدة الثلاثة للاستدامة: من البيئة، والاقتصاد، والرؤية الاجتماعية. فهي تهدف مجتمعةً للحفاظ على التراث الطبيعي لأبوظبي وتعزيزه من خلال الاستخدام الفعال للموارد والمساهمة في تحسين نوعية الحياة للجميع.

وفي ذات السياق فإن  استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لحدث مثل COP28  يمثل ، تناغماً وانسجاماً واضحاً مع شعار “اليوم للغد”، مما يعكس بدرجة عالية الاهتمام والتركيز المكثف بمفهوم الاستدامة، من باب أنها أولوية وطنية كبرى في المرتبة الأولى، وتعزيزاً ودفعاً للمشترك الإنساني الذي لا يتشارك دعائم أخوته وتعايشه وحسب، بل يمتد في جذوره التي تأصل حتمية اتحاد الإنسانية، والتي تجتمع عند تحدياتها، لتأتي عما قريب معلنةً اجتماع من نوع آخر يتمثل في احتفالها بالخطوات الحالية والقادمة والتي من شأنها إنقاذ أمنا الأرض من تداعيات التدهور المناخي، والوقوف على أسبابها الرئيسة لاستبدالها بحلول مستدامة فعالة تليق برحلة (COP) الممتدة منذ عام 1995م.

ومن جانب آخر، فإن ما يقوم عليه هذا الاجتماع الممتدة في الفترة (30 نوفمبر – 12 ديسمبر) من تركيز مكثف للنخب العلمية صاحبة الخبرة،  ووسائل الإعلام متمثلين بالصحفيين، والشخصيات النشطة ذات الاهتمام بالمناخ، وممثلي الشركات والمجموعات غير الحكومية، يعد خطوة حذقة وتنم عن مهارة وحرفية عالية في تجويد مخرجات هذا المؤتمر، إذ تشكل الفئات المذكورة “غطاء” مجتمعيا مترامي الأطراف، يضطلع بإيصال صوت ورسالة (كوب 28)، لمختلف فئات المجتمع من ناحية إجرائية عملية وتوعوية، ومن جانب آخر فهو يمثل بيئة خصبة لتبادل الخبرات وتشارك الأفكار في سياق البحث عن حلول سريعة تعمم قدر المستطاع حيز تفعيل استخدام الطاقة المتجددة، وتستبق الاستراتيجيات الناجعة في صون حقوق المجتمعات المتعرضة لتداعيات الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والفيضانات والأعاصير وغيرها.

وفي حين يتوقع من أطراف مؤتمر (كوب 28)، فحص كافة التقارير الوطنية والبيانات الخاصة بالانبعاثات المقدمة من الدول المشاركة فيه، من خلال استعراض المعلومات التي تعكس الإجراءات الدولية، وتقييم مدى التقدم المحرز سعياً بالوصول لنجاح شامل لأهداف الاتفاقية. إلا أن هذا الحدث المهم وبالرغم من عدم تفرده في مجال اهتمامه، إلا أنه يمثل بادرة خير من قلب دولة “إمارات الطموح” المشهود لها بنجاح وإنجاح المشاريع والأفكار التي تحتضنها وبتنافسية عالية. لينطلق من مدينة إكسبو دبي كصوت متحد وعالمي الأفق، وكخطوة حاسمة في العمل المناخي، سيما في ظل ما يضعه من خطوات لخطته التي تسعى لتحقيق انتقال مسؤول وعملي في أدوات الاستخدام والإنتاج في مجال الطاقة، وتدفع بتطوير آليات التمويل المناخي، وتضع نصب عينيها “المشترك الإنساني” من خلال عدم استثناء أي مجتمع من هدف تحسين الحياة، ورفع كفاءة وجودة سبل العيش.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي