شارك المقال
  • تم النسخ

عقد الطرفان “صفقة سرّية”.. سعيّد استشار تبّون قبل اعتقال الغنّوشي بمدّة طويلة

مع مرور الوقت، تتكشف المزيد من خيوط الصفقة التي أبرمت بين تونس والجزائر، لاعتقال راشد الغنوشي، زعيم حزب حركة النهضة الإسلامي، الذي كان يتمتع، إلى وقت قريب، بحصانة من قبل قصر المرادية.

وكشف موقع “مغرب إنتلجنس”، تفاصيل جديدة عن اعتقال السلطات التونسية، للغنوشي، حيث قال إن قصر قرطاج، استشار عبد المجيد تبون، رئيس الجزائر، قبل الإقدام على هذه الخطوة.

وأضاف الموقع الفرنسي، نقلاً عن مصادر من العاصمة الجزائر، أن قيس سعيد، أرسل مراسلات وأجرى اتصالات مع تبون، لإطلاعه على خطة اعتقال رئيس حركة النهضة.

وتابع أن الرئيس الجزائري عقد اجتماعاً بحضور كبار مسؤولي المخابرات الخارجية، من أجل اتخاذ قرار بشأن الرد الذي يجب أن يرسله قصر المرادية، إلى الرئيس التونسي.

وذكر المصدر، أن الجزائر وتونس، أبرما صفقة سرية، تتمثل في إلقاء القبض على الغنوشي، وتوجيه اتهامات إليه، بشكل رسمي أمام المحكمة، لتبرير اعتقاله، مع ضرورة التزام قيس سعيد، بضمان معاملة جيدة لزعيم النهضة.

وحصلت الجزائر العاصمة، حسب المصدر، على ضمانة مهمة أخرى من قبل الرئيس التونسي، وهي أن لا يستمر الغنوشي طويلاً في السجن، وأن لا يصدر بحقه أي إدانة جنائية شديدة.

الهدف من وراء هذا الاتفاق، هو السماح لسعيّد، بتحييد حركة النهضة، وتعليق أنشطتها السياسية، دون إذلال قياداتها الوطنية، أو إهانة زعيمها الأول، ما قد يعرض حالته الصحية للخطر.

وأبرز أن الجزائر، تسعى إلى جعل سعيّد، يخرج منتصرا في مواجهته ضد النهضة بزعامة الغنوشي، دون التسبب في الكثير من الضرر للاستقرار الأمني في تونس.

ومن ناحية أخرى، اضطر النظام الجزائري، إلى رفع الحصانة عن الغنوشي، لإعادة زمام التحكم إلى قيس سعيد، الذي يخدم “بإخلاص كبير في الأشهر الأخيرة، مصالح الجزائر في تونس وفي المنطقة”.

وأوضح المصدر، أن هناك مواءمة كاملة لتونس مع الأجندة الجيوسياسية الجزائرية، والتعاون الأمني الكامل وغير المقيد، مع السلطتات الجزائرية لتحديد واعتقال المعارضين، أو النشطاء الهاربين.

كما أن هناك توافقا تامّاً في رفض تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والموقف المعادي للمغرب إلى حد كبير، والمنحاز فيما يتعلق بقضية الصحراء.

وشدد الموقع الفرنسي، على أن سعيّد، عازم على إرضاء أهواء النظام الجزائري، لذلك لم يعد بإمكان قصر المرادية، الاستمرار في حماية الغنوشي، لأنه لم يعد لديه أي مصلحة في إحباط قيس، الذي فعل من أجل جارته الغربية، ما لم يفعله أي رئيس تونسي آخر، في سياق إظهار ولائه.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي