شارك المقال
  • تم النسخ

طريق الموت التي تمر على أهم مناجم الفوسفاط في خريبكة.. من المسؤول؟!

أما بعد…!

اليوم تتكرر فاجعة أخرى من الفواجع بعد مرور سنة على حادث إنقلاب حافلة الركاب التي راح ضحيتها 23 راكبا لقوا حتفهم لينضافوا لحصيلة حرب الطرق، اليوم فاجعة أخرى على مستوى الطريق الوطنية رقم 11 التي تربط مدينة خريبكة بمدينة الفقيه بنصالح و التي راح ضحيتها 11 شخصا، إنه وضع كارثي لطريق تمر من أغنى أقاليم المملكة الشريفة عاصمة الفوسفاط و مصدر المعدن الذي يرسم خريطة الأمن الغذائي العالمي و يحقق للمغرب تموقعا و تموضعا في خريطة الاقتصاد على المستوى الإفريقي و الدولي.

أما بعد…!

هذه الطريق الوطنية التي تعتبر رافدا للمرور لمنجم سيدي شنان و لمغسلة لمرح و لموقع بني عمير الذي يضم أكبر مغسلة للفوسفاط في العالم، ومنجم بني عمير و عبرها تمتد فروع لطرق أخرى تربط الدواوير والقرى التي كانت موضوع بلاغ صادر من وزارة التجهيز تبشر فيه بإطلاق أشغال التوسعة ورصد غلاف مالي 110 مليون درهم عبر صفقتين أبرمتا في شهر أبريل من العام الماضي، لم يبرز بعد أثرها على الأرض (…) وهنا نعود لمفهوم الجدية الذي جاء به خطاب العرش و هو يدعو كل الفاعلين للتحلي به في مواجهة الإكراهات المستقبلية.

هذه الطريق بطبيعتها تعرف حركية مستمرة ليلا و نهارا نظرا للنشاط المنجمي الكثيف بهذا المحور، و هو ما يسائل كذلك المؤسسة الوطنية التي تنقل العمال يوميا نحو مختلف المواقع عبر هذه الطريق، وكذاك الآليات المختلفة. وهنا نطرح السؤال عن الدور الذي يمكن أن تلعبه في الضغط على المصالح المختصة من أجل التسريع بعملية توسيع هذا المحور و لما لا تثنيته على شاكلة الطريق الرابطة بين بنجرير و مراكش، خصوصا في ظل سياسة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في مجال السلامة و الأمن و البيئة و التي تحظى بأولوية قسوى ومراقبة صارمة على المستوى المركزي، ومحليا بعد ترأس أحد الأطر ذات الكفاءة العالية لإدارة موقع خريبكة.

أما بعد…!

لا يمكن فصل نجاحات بلدنا عن روح التضامن التي تعتبر من أهم النظريات التي اعتمدت من لدن باحثين اقتصاديين L’impératif de la solidarité (Binder,1998) الذي ربط مصالح المجموعات الاقتصادية بمصالح المجتمع و مكوناته، وأن الفعالية تنتج عبر هذا التفاعل المزدوج، وهنا لا بد أن نشير إلى أن ما يتم إنتاجه من قيمة مضافة يجب أن ينعكس آثره داخل المحيط ليكون كذلك مساهما في التطور، فهذا المحور الطرقي الذي لازال يحصد الأرواح ويشكل خطرا يوميا على كل من يرتاده بشكل يومي أو دوري، فهو لا محالة يشكل إكراها اجتماعيا و صحيا واقتصاديا مكلفا.

وهنا لا يفوتنا أن نشيد بدور مسعفي المكتب الشريف للفوسفاط عبر تدخلهم إلى جانب رجال الوقاية المدنية من أجل التسريع بنقل الجرحى من منطقة ولاد عزوز نحو المؤسسات الاستشفائية.

أما بعد…!

تغمد الله الضحايا برحمته الواسعة و الشفاء للجرحى و نسأل السلامة لمرتادي هذا الطريق إلى أن تحضر الجدية في إصلاح ما يمكن إصلاحه….!

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي