شارك المقال
  • تم النسخ

جون أفريك: في منطقة الساحل الأفريقي.. نفوذ المغرب وتركيا تنافس أم تكامل؟

تحت عنوان: “المغرب وتركيا في منطقة الساحل: متنافسان أم متكاملان؟”، قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، إنه شيئاً فشيئاً، تبني تركيا عشها في منطقة الساحل، وفي غضون سنوات قليلة، انتقلت من نهج القوة الناعمة إلى هجوم القوة الصارمة، من خلال بيع أسلحتها.

وأوضحت المجلة الفرنسية في تقريرها التحليلي، يوم أمس (الاثنين)، أن تركيا تدعم بقوة مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء بين الجزائر ونيجيريا على حساب المغرب، وفي منطقة الساحل، تحاول تركيا وضع نفسها كبديل للأوروبيين وروسيا.

واعتبرت، أن ركيزة سياستها الخارجية في القارة ليست سوى الدفاع (والتسلح)، كما صنع الأتراك مكانًا لأنفسهم على المنصة العالمية لصادرات الطائرات بدون طيار خلف الصين والولايات المتحدة، حتى أنهم تمكنوا من بيعها للجزائريين والمغاربة.

وتسعى تركيا إلى تعزيز مكانتها في منطقة الساحل الأفريقي، من خلال اتباع سياسة خارجية تُركّز بشكل أساسي على “الدفاع” وتجارة الأسلحة، وذلك في محاولة لملء الفراغ الناجم عن تراجع الدور الغربي والروسي في المنطقة.

من “النفوذ الناعم” إلى “القوة الصلبة”

وتُمثّل استراتيجية تركيا في الساحل تحولًا ملحوظًا عن الماضي، حيث كانت تعتمد في السابق على سياسة “النفوذ الناعم” من خلال المساعدات الإنسانية والأنشطة الثقافية، ويعدّ “الدفاع” الركيزة الأساسية لسياسة تركيا الخارجية في الساحل.

وتسعى تركيا إلى تحقيق أهدافها من خلال زيادة الوجود العسكري، حيث أقامت قواعد عسكرية في دول الساحل، مثل النيجر والصومال، وتُدرّب القوات المحلية، كما أصبحت من كبار مُصدّري الأسلحة إلى الدول الأفريقية، خاصةً الطائرات المُسيرة.

وفيما يخص تعزيز التعاون العسكري، تعقد تركيا مناورات عسكرية مشتركة مع دول الساحل، وتُشارك في عمليات حفظ السلام، وتُعزى أسباب تركيز تركيا على “الدفاع” في سياستها الخارجية في الساحل إلى جملة من العوامل، من أهمها: التوسع الاقتصادي، وتعزيز نفوذها السياسي، وملء الفراغ.

وتبدي تركيا رغبة في توسيع نفوذها الاقتصادي في أفريقيا، خاصةً في مجال الطاقة والموارد الطبيعية، كما تُريد تعزيز نفوذها السياسي في المنطقة، خاصةً في ظلّ تراجع الدور الغربي، وملء الفراغ الأمني الناجم عن ضعف بعض الدول الأفريقية، خاصةً في ظلّ تصاعد التهديدات الإرهابية.

وبحسب التقرير، فإن التركيز على “الدفاع” في استراتيجية تركيا، يثير مخاوف بعض الدول، خاصةً المغرب، أو من أن تؤدّي زيادة التنافس الإقليمي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

  • تهديد المصالح المغربية

ويُمكن أن يُؤثّر دعم تركيا لمشروع الغاز الجزائري النيجيري على مصالح المغرب في مجال الطاقة، كما يُثير بيع تركيا للأسلحة للدول الأفريقية مخاوف من انتشار الأسلحة وانتشار ظاهرة التطرف.

وأشار تقرير المجلة الفرنسية، إلى أن هذا التركيز على “الدفاع” في استراتيجية تركيا يُؤدّي إلى تساؤلات حول مستقبل العلاقات التركية المغربية، خاصةً في ظلّ التنافس المتزايد في منطقة الساحل.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي