شارك المقال
  • تم النسخ

جنوب إفريقيا تدعو دول العالم للإدلاء بشهادتها ضد إسرائيل.. والرئيس البرازيلي يُصرّ على اتهام تل أبيب بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة

ناشد سفير جنوب إفريقيا لدى هولندا فوسيموزي مادونسيلا الدول كافة الإدلاء بشهادتها في القضية التي رفعتها بلاده أمام محكمة العدل الدولية من أجل معاقبة إسرائيل على جريمة “الإبادة الجماعية”.

واستهل، مادونسيلا مقابلة مع “الأناضول”، بشرح دوافع بلاده لرفع هذه الدعوى ضد إسرائيل. وقال: “باعتبارنا دولة عانت بشكل مباشر من القمع وتألمت تحت وطأة نظام الفصل العنصري، كان من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نساهم في منع تألم الآخرين بسبب نظام مماثل”.

وأضاف: “نرى أن ما ترتكبه إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة أسوأ نسخة مما عشناه في ظل نظام الفصل العنصري”.

وبناءً على ذلك، وفق مادونسيلا، اعتبرت جنوب إفريقيا أن رفع تلك الدعوى القضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية “واجب على عاتقها تجاه شعبها والمجتمع الدولي” لـ”ضمان محاسبة إسرائيل على أفعالها”.

وقال إن بلاده رفعت الدعوى وبحوزتها “أدلة كافية لإثبات ارتكاب إسرائيل جريمة الإبادة الجماعية”.

وأشار في هذا الصدد إلى تصرفات جنود الاحتلال الإسرائيلي على الأرض وشرائح من سكانها، بجانب تصريحات مسؤوليها السياسيين والعسكريين رفيعي المستوى، التي تتوافق مع نية القضاء على الشعب الفلسطيني.

مآلات الدعوى والخطوات التالية

وبشأن توقعات بلاده لمآلات الدعوى والخطوات التالية لها، قال الدبلوماسي الجنوب إفريقي: “في نهاية هذه العملية، نتوقع إعلان المحكمة أن احتلال إسرائيل المستمر للأراضي الفلسطينية غير قانوني ويجب أن ينتهي”.

وأضاف: “بعد ذلك، سيحال الأمر إلى الجمعية العامة (للأمم المتحدة) للمضي قدمًا بشأن كيفية تنفيذ رفع الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية، مسترشدة بقرارات المحكمة”.

السفير وجه دعوة إلى الدول الأطراف في “اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية” إلى حضور جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية، وعرض وجهات نظرها برفقة الأدلة المتوفرة لديها، لـ”تظهر للمحكمة أن إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة جماعية“.

وأوضح أنه “إذا توصلت المحكمة إلى هذا الاستنتاج، فإننا ننتظر معاقبة إسرائيل بالشكل المناسب”.

وكان السفير مادونسيلا شارك في جلسة لمحكمة العدل الدولية يوم 20 فبراير الجاري، ولقيت كلمته خلالها اهتمامًا واسعًا. إذ قال في تلك الكلمة إن نحو 30 ألف فلسطيني قتلوا خلال آخر 4 أشهر، وإن “هذه ليست مجرد إحصائيات بل دماء الشعب الفلسطيني وأشلاؤه”.

وتساءل مستنكرًا: “متى ستنتهي عقود الإفلات من العقاب التي عاشتها إسرائيل؟”.

وتابع: “على مدى الأيام الـ140 الماضية، ظل العالم يراقب برعب الهجمات المتواصلة على غزة، يوما بعد يوم”.

وأكد أن “وحشية وعنف العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد غزة وانتهاك القانون الدولي، بما في ذلك الأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية، هي أوضح إشارة إلى أن إسرائيل تعتبر نفسها غير مقيدة في أفعالها ضد الفلسطينيين”.

وفي 19 فبراير، انطلقت في محكمة العدل الدولية جلسات استماع تستمر حتى 26 فبراير، بمشاركة أكثر من 50 دولة لتقديم مرافعات بشأن الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومن بين تلك الدول تركيا والسعودية والجزائر ومصر والإمارات والأردن، إضافة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وروسيا والصين، وفق الموقع الإلكتروني للمحكمة.

الرئيس البرازيلي يصرّ على اتهام إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية”

أصرّ الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الجمعة على اتّهام إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعيّة” بحقّ الفلسطينيّين في غزّة، بعدما أثار في الآونة الأخيرة أزمة دبلوماسيّة بسبب مُقارنته الهجوم الإسرائيلي ضدّ حركة حماس في القطاع الفلسطيني بـ”المحرقة اليهوديّة”.

وأكد لولا خلال فعاليّة في ريو دي جانيرو أنّ “ما تفعله دولة إسرائيل ليس حربا، إنّها إبادة جماعيّة، لأنّها تقتل نساءً وأطفالا”.

وكانت إسرائيل أعلنت الاثنين أنّ لولا “شخص غير مرغوب فيه” بعد إدلائه بتصريحات مماثلة.

وهذا أوّل ردّ فعل للزعيم البرازيلي منذ الجدل الذي أثاره، بعد تشبيهه الهجوم الإسرائيلي على غزّة بالمحرقة.

وقد تمسّك لولا بموقفه، مشددا مرارا على مصطلح “الإبادة الجماعيّة”.

وقال لولا “هذه إبادة جماعيّة. ثمّة آلاف من الأطفال القتلى، وآلاف من المفقودين. ليس الجنود هم الذين يموتون، بل نساء وأطفال في المستشفى. إذا لم تكُن هذه إبادة جماعيّة، فأنا لا أعرف ما هي الإبادة الجماعيّة”.

وأضاف في تدوينة عبر حسابه الخاص على منصة “إكس” أنه “يؤيِّد إنشاء دولة فلسطينية حرة وذات سيادة تعيش في وئام مع دولة إسرائيل”.

(الأناضول/ أ.ف.ب)

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي