شارك المقال
  • تم النسخ

جبرون يصدر سلسلة من تاريخ المغرب موجهة للأطفال

بناصا ـ نورالدين لشهب

 أصدر امحمد جبرون، الباحث المغربي في التاريخ سلسلة “تاريخ المغرب من الفتح الإسلامي إلى الاستعمار” موجهة  للأطفال واليافعين، وتقع السلسلة في عشر أجزاء صغيرة، مكتوبة بلغة بسيطة، ومعززة بصور وقاموس تاريخي يشرح الألفاظ والأسماء..، سلسلة مُصاغة في قالب حواري بين أب وأبنائه الستّة.

 وتتناول السلسلة القضايا والمحاور التالية: الفتح الإسلامي للمغرب، عصر الإمارات المستقلة الذي جاء بعد الفتح، ثم تاريخ الدول التي تعاقبت على حكم المغرب (المرابطون، والموحدون، والمرينيون، والسعديون، والعلويون)؛ وفي الأجزاء الثلاثة الأخيرة تتناول السلسلة تواريخ المجتمع والاقتصاد والثقافة بالمغرب.

 وقال جبرون في اتصال مع جريدة (بناصا) الإلكترونية إن فكرة كتابة هذه السلسلة عنت له بعد صدور كتابه “تاريخ المغرب الأقصى من الفتح إلى الاحتلال” السنة الماضية (2019)، حيث اكتشفنا أن الحاجة باتت ماسة للتاريخ كمادة تربوية ليس فقط للكبار، ولكن أيضا للصغار، ولعله بالنسبة لهذه الفئة الأخيرة أكبر وأهم، فالتاريخ خلال القرن العشرين من أهم العلوم وأبلغها أثرا في بناء القيم، وتعزيز الانتماء الجماعي، وبناء العقيدة الوطنية”.

وأكد أستاذ التاريخ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين-طنجة، أن التاريخ المدرسي، وكما يتجلى من خلال المقررات، غير كاف للقيام بالأدوار والمهام التربوية الكبرى التي يفترض أن يساهم بها التاريخ في التربية والتكوين، وهو ما يقتضي تعزيز “التاريخ المدرسي” بدعامات ومؤلفات تخدم نفس الغايات والأهداف التربوية التي تتوخى بناءها المدرسة. وأظن أن هذه السلسلة محاولة جادة للاستعمال التربوي للتاريخ، والذي تأخرنا فيه كثيرا مقارنة بعدد من الدول.

وعن تحدي الكتابة للطفل، والتي تختلف بشكل كبير عن الكتابة للنخبة، شدد الأكاديمي جبرون، على أن كتابة تاريخ للأطفال ليس بالأمر الهين والسهل، فبالإضافة إلى مشكلة اللغة التي يجب أن تكون سهلة وبسيطة، هناك جملة من المشاكل الأخرى، ومن أبرزها مشكلة السرد، فالسرد التاريخي للراشدين يختلف عن السرد للأطفال واليافعين، وقد حاولنا جهدنا تقديم الأحداث والوقائع بأسلوب روائي ومن خلال فقرات قصيرة.. عادة ما تستهل بسؤال يوجهه طفل لأبيه العارف والراوي.

وأضاف المتحدث بأن هذه السلسلة الموجهة للطفل، والتي ستعرض في المعرض الدولي للكتاب القادم بالدار البيضاء، حاولت أن تقدم تاريخ المغرب في شموليته، فهي لم تهتم بالأحداث السياسية وتاريخ الدول فقط، بل تممت ذلك باستعراض تاريخ المجتمع والاقتصاد والثقافة بالمغرب عبر التاريخ..، أو بمعنى آخر تناولت القضايا الأساسية في التاريخ الحضاري المغربي.

لقد كان هاجسنا، يضيف جبرون في اتصاله مع (بناصا)، من خلال هذه السلسلة من الناحية التربوية هو جعل الأطفال يفخرون بانتمائهم المغربي، وأن أجدادهم قادة عظام، وبلدهم كان قوة عظمى في مراحل مهمة من تاريخ العالم، مارس نفوذا قويا في حوض البحر الأبيض المتوسط. وأيضا كان لكل مكونات شعبه دور بارز في الدفاع عن حوزة الوطن وحماية ثغوره.

وختم كلامه بالقول: إن هذا العمل الذي أهديته لأبنائي المغاربة في كل ربوع الوطن أتمنى أن ينال إعجابهم، ويحظى باهتمامهم، ويكون مادة لجلسات حكائية تاريخية، فهو قابل للتمثيل والإخراج الحكائي والحكواتي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي