شارك المقال
  • تم النسخ

بعد التّصعيد.. إسبانيا متخوّفة من أن تصبح رهينةً للنزاع بين الجزائر والمغرب

تخشى الحكومة الإسبانية، بقيادة بيدرو سانشيز، من أن تصير البلاد رهينة للنزاع بين الجزائر والمغرب، الذي شهد تصعيداً غير مسبوق منذ عقود، بعدما ظلت لسنوات طويلة محافظة على التوازن، حيث بات الأخير، شبه مستحيل في ظل التوتر الأخير بين البلدين، والذي شهد قطع “قصر المرادية” لعلاقاته مع المملكة، إضافة لاتهامها مؤخرا، بقتل 3 مواطنين في قصف بالمنطقة العازلة.

وقالت جريدة “إل باييس”، إن الحفاظ على التوازن بين الجزائر والمغرب، القوتين اللتين تتنافسان على الهيمنة المغاربية، سهلاً على الدبلوماسية الإسبانية، لكن ذلك، بات شبه مستحيل بسبب تصاعد التوتر بين البلدين الجارين، اللذين قطعا العلاقات الدبلوماسية، قبل أن يقع التطور الأخير، عقب مقتل ثلاثة سائقين جزائرين بالصحراء المغربية.

وأضافت الجريدة، أن خطاب الملك محمد السادس، كان مقلقاً بالنسبة لوزارة الخارجية الإسبانية، ليست بسبب محتواه، بقدر ما هو بسبب لهجته، متابعةً أنه كان من المتوقع، بناء على مناسبة الخطاب، وهي ذكرى المسيرة الخضراء، أن يتضمن تأكيداً على مغربية الصحراء، غير أن الملك وجه رسائل تحذيرية إلى الاتحاد الأوروبي وإسبانيا.

وأوضحت أن الملك، قال في خطابه، إن من يتخذون مواقف غير محددة أو مزدوجة بشأن نزاع الصحراء، لن يتخذ المغرب معهم أي خطوة اقتصادية أو ثقافية لا تشمل الصحراء المغربية، متابعةً أن هذا يأتي بعد إلغاء محكمة الاتحاد الأوروبي اتفاقيات الصيد والتجارة مع الرباط، لإدراجها مياه وأراضي الصحراء.

الأكثر إثارة للقلق، وفق الصحيفة الإسبانية، كانت عبارة أخرى وردت في الخطاب، وهي: “نحن الآن، من حقنا أن نتوقع من شركائنا مواقف أكثر جرأة وأوضح فيما يتعلق بمسألة وحدة أراضي المملكة”، وهو تصريح مشابه لما جاء على لسان بوريطة في يناير الماضي، حين حثّ دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك إسبانيا، على “الخروج من منطقة الراحة”.

واسترسلت أن الفرق بين الفترة التي صرّح فيها بوريطة بذلك، والمرحلة الراهنة، هو أن ما قاله وزير الخارجية المغربية في يناير، جاء بعد شهر واحد فقط من قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بمغربية الصحراء، قبل أن تدخل الرباط ومدريد بعدها، في أزمة حادة عقب استضافة الجارة الشمالية لزعيم البوليساريو، غير أن الخطاب الملكي حاليا، يأتي بعد عودة المغرب للساحة للضغط على أوروبا لتغيير موقفها.

وزادت أن الكلمات الطيبة التي أطلقها الملك محمد السادس، في 20 غشت الماضي، حين أعرب عن رغبته في “فتح مرحلة غير مسبوقة”، في العلاقات الثنائية مع إسبانيا، لم تتبعها خطوات عملية لتطبيع العلاقات، فالرباط لم تعد سفيرتها إلى مدريد، التي استدعتها للتشاور منذ شهر ماي الماضي، كما أن الرحلة الأولى لوزير خارجية مدريد للمغرب، ما تزال معلّقة إلى اليوم.

وزادت أن إسبانيا، في الوقت الحالي، تخضى الوقوع في شرك انهيار العلاقات بين المغرب والجزائر، بعدما قررت الأخيرة في أكتوبر الماضي، إغلاق أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي كان ينقل 6000 متر مكعب من الغاز سنويا إلى المملكة الإيبيرية، وفقدت بموجب القرار أيضا، المغرب، 7 في المائة من الغاز الذي ينقل عبره.

ونقلت الجريدة عن مصادر استخباراتية إسبانية، أن الوضع “خطير للغاية”، متابعةً أنه على الرغم من أن أحدا لم يطلب وساطة الدبلوماسية الإسبانية، إلا أنه “سيكون نجاحاً كبيرا إذا تمكنت من إشراك وزيري البلدين في منتدى الاتحاد من أجل المتوسط، المقرر عقده في الـ 29 من شهر نوفمبر الجاري بمدينة برشلونة”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي