شارك المقال
  • تم النسخ

“القيادة الثّلاثية” لـ”الجرّار”.. صراعٌ داخليّ صَعَّبَ التّوافق على شخصٍ واحدٍ أم قناعة مرحلية تمهيداً لعودة أقوى؟

خلّف المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي احتضنته مدينة بوزنيقة بين الـ9 والـ 11 من شهر فبراير الجاري، جدلاً واسعا في الوسط السّياسي المغربي، بسبب انتخابه لـ”أمانة عامة ثلاثية” لقيادة “الجرّار”.

وانتهى المؤتمر بانتخاب لجنة ثلاثية، مكونة من فاطمة الزهراء المنصوري، ومحمد المهدي بنسعيد، وصلاح الدين أبو الغالي، لقيادة حزب “التراكتور”، في الفترة المقبلة، وذلك في سابقة من نوعها في الساحة السياسية المغربية.

وبالرغم من إشادة قادة حزب الأصالة والمعاصرة الجدد، بهذه الخطوة، معتبرين أن “البام”، لن يخضع لمنطق القيادة الواحدة، إلا أن الخطوة، خلّفت العديد من الشكوك حول الوضع الداخلي لـ”الجرّار”.

واعتبر متابعون للشأن السياسي المحلي، أن “الأمانة العامة الثلاثية” تؤكد عجز قادة الحزب الحاليين، عن رأب الصدع الكبير الذي تكوّن خلال فترة تولي عبد اللطيف وهبي لمنصب الأمين العام.

مقابل ذلك، رأى آخرون، أن المؤتمر الوطني الخامس للأصالة والمعاصرة، سيكون بمثابة مرحلة انتقالية، قبل إعادة الحزب إلى السكة الصحيحة، تمهيداً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة سنة 2026.

وفي هذا الصدد، قال رشيد بوهدوز، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، إن المؤتمر الوطني الخامس، مجرد “محطة انتقالية” في رحلة الحزب، وذلك بناء على “الأجواء التي مر فيها والمناقشات المحيطة به”.

وأضاف بوهدوز في تصريح لجريدة “بناصا”، أنه يتوقع مؤتمرا استثنائيا قبل الانتخابات المقبلة، سيكون الهدف من وراءه هو “تشكيل قيادة قوية، تمتلك القدرة على رئاسة حكومة المونديال”.

وتابع أن المؤتمر الاستثنائي المتوقع، سيكون “المحطة الحقيقية لإعادة تشكيل وتحديد مستقبل الحزب”، مبرزاً أنه سيشهد عودة “بعض الشخصيات البارزة في الحزب، التي تم استبعادها في السابق”.

ونبه إلى أن قيادة الحزب في هذه المرحلة الانتقالية، لم تكن “جذّابة للكثيرين”، ولا أحد كان “يرغب في تحمل مسؤولية القيادة في مرحلة يبدو أنها مؤقتة، ومحفوفة بالتحديات”، وهو ما يفسّر، حسبه، “الأمانة العامة الثلاثية”.

واسترسل أن حزب الأصالة والمعاصرة، يتجه نحو “الرهان على الحكومة المقبلة”، وهو أمر يحتاج، وفق بوهدوز، إلى “التوافق داخل الحزب وتجاوز الخلافات، وحتى عودة التيارات المقصية”.

وأردف أن “القيادة الثلاثية، قد تعمل على إرساء مصالحة داخلية، وكذا إتاحة الفرصة لإعادة التوافق، قبل الانتخابات المقبلة، حول الوجه الذي سيقود الجرار إلى خوضها، والرهان على الفوز بها”.

وأكد الناشط السياسي نفسه، أن هذا الأمر، يبقى “مجرد تحليل شخصي قائم على المعطيات المتاحة والأجواء السائدة، والأيام القادمة ستكشف مدى صحته”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي