شارك المقال
  • تم النسخ

السفن الروسية تجد ملاذا آمنا لها في المغرب هربا من الحظر الأوروبي.. وموسكو مهتمة بالموانئ الأطلسية للمملكة

في أكتوبر الماضي، قامت مجموعة رباعية غامضة مكونة من ثلاثة مواطنين روس ومغربي واحد بشراء شركة “Chantiers et Chantiers du Maroc (CAM)”، وهي شركة تابعة لـ”Ateliers et Chantiers d’Agadir et du Souss”.

عملية الاستحواذ، التي وصلت قيمتها إلى 7.5 مليون درهم (668000 يورو)، تجعل المالكين الجدد هم غالبية المساهمين في شركة “Ateliers et Chantiers d’Agadir et du Souss”.

وينبع الاهتمام الروسي بأحواض بناء السفن في أكادير، من الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على دخول القوارب الروسية إلى موانئه في ظل الحرب في أوكرانيا. ودفع هذا الأمر، السفن الروسية، التي كانت تتجه سابقا إلى ميناء لاس بالماس في جزر الكناري لإجراء إصلاحات، إلى التوجه نحو الدار البيضاء.

لكن هذا الحل لم يدم، حيث اضطرت “CAM” إلى مغادرة ميناء الدار البيضاء في عام 2023، لإفساح المجال أمام التطوير الحضري في المارينا. والأسوأ من ذلك أن الهيئة الوطنية للموانئ، بقيادة نادية العراقي، أبعدتها أيضًا عن المنافسة على عقد تشغيل أحواض بناء السفن الجديدة في الدار البيضاء (منظمة العفو الدولية، 14/01/22). وكانت تلك هي الضربة الأخيرة التي تلقتها شركة “CAM”، التي دخلت في مرحلة التصفية الإجبارية في يناير. وهذا يعني أن السيطرة على “ACAS” كانت بمثابة حل احتياطي للقوارب الروسية.

الرابط الروسي المغربي

الآن يدير رجال أعمال مغاربة وروس، بقيادة محمد أمين الشرقاوي وميخائيل بوركين، شركة “ACAS”، التي تقوم بالعديد من الأعمال تتراوح بين صيد الأسماك والعقارات والإمدادات الطبية والطاقة، وتمتد من الداخلة في الصحراء إلى أكادير والدار البيضاء.

ويعد الشرقاوي، الذي تربطه علاقات بسلالة بنجلون، أحد الروابط بين الرباط وموسكو. يميل عضو مجلس إدارة “سيتي بنك المغرب” وابن رجل الأعمال عبد الرحيم الشرقاوي، إلى التزام الصمت بشأن شؤونه. وخلال القمة الروسية الإفريقية الثانية في يوليو من العام الماضي، كان عضوا في وفد رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش إلى سان بطرسبرغ.

ومن جانبه، ينشط بوريكين بشكل كبير في قطاع صيد الأسماك بالداخلة، وهو قطاع يقع في قلب التعاون المغربي الروسي. يذهب هو والشرقاوي في رحلات عمل معًا إلى روسيا وجيرانها. وفي أكتوبر، قادوا وفدا مغربيا إلى بيلاروسيا، حيث التقوا بمشغلي السيارات والنقل الحضري “MAZ” و”BKM Holding” و “BelAZ”. وبعد شهرين، خلال منتدى التصدير في تيومين، روسيا، تفاوض الثنائي على عقد توريد معدات النفط والغاز، مع شركة “أويل تك” المحلية لصالح شركتهما للطاقة الكهرومائية، حلول المياه والطاقة .

تحلية المياه النووية

ويوضح الشراء السري لأحواض بناء السفن في أكادير، اهتمام روسيا المتزايد بموانئ المغرب الأطلسية، وخاصة تلك التي تحتوي على محطات تحلية مياه ذات أهمية استراتيجية كبيرة.

بصفته الرئيس التنفيذي لشركة “Water and Energy Solutions”، وقع الشرقاوي مذكرة تفاهم مع الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية “روساتوم” خلال القمة الروسية الإفريقية في يوليو. وتهدف الشراكة إلى بناء محطات لتحلية المياه تعمل بالطاقة النووية في المغرب. كما أنه يعزز التقارب بين البلدين في وقت كان فيه المغرب حريصا على الحفاظ على حياده بشأن النزاع في أوكرانيا. وبعد أشهر عديدة من توقيع الاتفاق، افتتح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة منتدى للتعاون العربي الروسي في مراكش.

والمساهمان الآخران اللذان يشكلان الأغلبية في شركة “ACAS”، هما شركتا بناء السفن الروسيتان “أليكسي ماركوف” و”سيرجي ليسينكو”. وهم ينضمون إلى شركة “بناني-سميريس” القوية، والشركة القابضة الملكية “المدى”، وشركة “Société Chérifienne de Matériel Industriel et Ferroviaire”، وحفنة من المساهمين من الأقلية.

(مترجم عن africaintelligence)

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي