شارك المقال
  • تم النسخ

اسليمي: على الإذاعات بث المحاضرات والدروس.. ونريد جامعات شعبية على الأثير في هذا الظرف

اضطرت الجامعات المغربية إلى تعليق الدروس والمحاضرات وذلك في إجراء وقائي لحماية الطلبة والأساتذة والإداريين من تفشي وباء كورونا، وأعلنت الجامعات أن المحاضرات والدروس تستمر عن بعد، حيث لوحظ أن أغلبية الجامعات المغربية لم تكن مهيئة لنشر الدروس بطريقة مرئية عن بعد، رغم أن الموضوع مطروح ومبرمج منذ سنوات واستهلك نقاشات طويلة في شعارات وخطابات رؤساء الجامعات ونوابهم بمناسبة عرض الميزانيات السنوية.

وأمام هذا الوضع بادر العديد من الأساتذة وعمداء الكليات للقيام باجتهادات في البحث عن كل الآليات الممكنة التي من شأنها إيصال الدروس إلى الطالبات والطلبة، ومن بين آليات التواصل التي طُرحت نجد الدعم الذي قدمته الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بوضع قناة الرياضية رهن إشارة الجامعات لاستخدامها في بث الدروس والمحاضرات عن بعد، لكن هذه الألية لا يمكن تعميمها لسبيين اثنين:

أولا، الشروط المطلوبة في صورة الفيديو يجب أن تصل إلى التلفزيون، ثانيا، لأننا دخلنا الآن فترة حالة الطوارىء الصحية، ومن الصعب أن نطلب من الأساتذة أن يتوجهوا إلى التلفزيون أو الجامعة لتسجيل محاضراتهم، لما في ذلك من خطر على صحتهم.

لذلك، يبدو أن الحاجة باتت ماسة في هذا الظرف الاستعجالي لكي تفتح الإذاعة الوطنية والجهويات والإذاعات الخاصة المجال أمام الجامعات باستقبال المحاضرات والدروس في تسجيل صوتي يتم نشره، فالراديو في المغرب جهاز فعال في التواصل نظرا لانتشاره وسهولة التقاطه في المدن والقرى، ويمكن التقاطه مباشرة أو عبر الهاتف، وهنا تكون فكرة المساواة بين جميع الطلبة المتواجدين في المدن والبوادي والجبال.

وقد سبق للإذاعة الوطنية في ظروف عادية أن عملت على نشر محاضرات، ويجب أن يتم تنظيم هذه المحاضرات بأن تصل إلى الإذاعات عن طريق عمادة الكليات في تواصل مباشر لكي لا تحدث اختراقات، فالعمداء يكونون هم جسر التواصل بين الأساتذة والإذاعات لكي تبث دروس سلك الإجازة وحدها، أكثر من ذلك، يمكن للكليات أن تتواصل مع الإذاعات الجهوية الموجودة في مناطقها.

وبالنظر إلى عدد الطلبة في الكليات ذات الاستقطاب المفتوح في سلك الاجازة، فإن الإذاعات ستكون أمام جمهور عريض من المستمعين، لأن الطلبة لن يكتفوا بالاستماع إلى محاضرة واحدة في المادة وإنما إلى محاضرات متعددة تذاع في إذاعات مغربية وطنية وجهوية وخاصة متنوعة، وسنكون بهذا الشكل أمام تحويل الكليات إلى كليات شعبية تصل للطلبة ولجميع المواطنين حتى غير المنتمين منهن ومنهم للجامعات، وستكون فرصة لنقل الجامعة إلى البيوت وتوسيعها لتصبح جامعة شعبية على الأثير، إننا في ظرف استثنائي وفي لحظات الأزمات يجب الإبداع لإحداث تحول في المجتمع تقوم به الجامعة والإذاعة التي تبث محاضرات الجامعة، فالإذاعة لها دور مهم في الأزمات، والجامعة يجب أن تعوض تأخرها في ترسيم الدروس عن بعد بمساعدة الإذاعة.

*أستاذ جامعي

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي