شارك المقال
  • تم النسخ

اتفاقيةٌ جديدة لجبهة العمل السياسي الأمازيغي مع حزب الحركة الشعبية تُثيرُ الجدلَ

أثارت الاتفاقية الجديدة التي وقعتها جبهة العمل السياسي الأمازيغي، يوم أمس الخميس، مع حزب الحركة الشعبية، الجدل، ودفعت مجموعةً من النشطاء الأمازيغ، لمهاجمة المشرفين على هذه المبادرة، معتبرين بأن ما يقومون به غير أخلاقيّ ولا يُمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يتم تقبله.

وأصدرت الجبهة وحزب الحركة الشعبية، بلاغاً مشتركاً جاء فيه بأن الاجتماع جاء بعد “مسار من الحوار الجادّ والمسؤول بين حزب الحركة الشعبية وجبهة العمل السياسي الأمازيغي”، مؤكداً تثمين الطرفين لـ”حصيلة ومخرجات الحوار ودعمهما الموصول لإستراتيجية انخراط فعاليات الجبهة الأمازيغية في العمل الحزبي كإحدى السبل الناجعة للترافع داخل المؤسسات”.

وأشاد الجانبان بهذه المبادرة “النوعية والخلاقة التي تفتح المجال لامخراط فعاليات الحركة الأمازيغية ومختلف فعاليات المجتمع المدني في العمل الحزبي كمدخل إستراتيجي لتعزيز خيار النضال تحت سقف المؤسسات”، معلنان “التزامهما بتنزيل مخرجات الحوار على المستوى المركزي وعلى مستوى الجهات والأقاليم المقرر انخراطها السياسي والتنظيمي داخل هياكل حزب الحركة الشعبية”.

وقال امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ، في تصريحٍ لوسائل الإعلام بعد الاجتماع، إن اللقاء جاء بعد مشاورات طويلة، واشتغال لجنة مشتركة، مضيفاً: “لاحظنا بسرور أن مكونات الحركة الأمازيغية اقتنعت جلها، بأن العمل اليوم للدفاع عن القضية الأمازيغية يجب أن يكون من داخل المؤسسات”.

وذكّر العنصر بأن الحركة الشعبية، وضعت القضية الأمازيغية ضمن أولوياتها منذ تأسيس الحزب، مشدّداً على أن الاستقطاب ليس نهاية العمل، بل الهدف هو تشجيع مكونات الحركة الأمازيغية على الانخراط في العمل السياسي والدفاع عن القضية الأمازيغية، منبهاً في الوقت نفسه، إلى أن القضية وصلت إلى مستويات مرضية، والآن هناك معركة لتنزيلها لتشمل جميع مناحي الحياة.

من جهته اعتبر محيي الدين حجاج المنسق الوطني لجبهة العمل السياسي الأمازيغي، بأن هذا الاجتماع هو بداية لمسار سيكون طويلاً، مشيراً إلى أن الجبهة تدشن حاليا مرحلة جديدة من العمل السياسي بما يعود بالنفع على الوطن أولاً، وعلى القضية الأمازيغية ثانياً، متمنياً بأن يكون الطريق الجديد مع الحزب ناجحاً، لأنه في آخر المطاف، تبقى البلاد لنا كلنا، وأي نجاح هو نجاح لها، وأي فشل هو فشل لها.

الاتفاق الجديد مع حزب الحركة الشعبية، الذي يُعتبر الثاني بعد التجمع الوطني للأحرار، والذي تعمل من خلالها الجبهة، على الانخراط في عددٍ من الأقاليم التي تم التوافق عليها مع الأحزاب، من أجل دعمها على أن يحظى المنتمون لها، بفرص تولي مسؤليات في تسيير وتدبيير الشأن المحلّي ولوج المؤسسة التشريعية، _ الاتفاق _ أثار لغطاً واسعاً في صفوف النشطاء الأمازيغ.

وكتب الناشط الأمازيغي أحمد الهلالي، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، معلّقا على الاتفاق الجديد للجبهة مع الحركة الشعبية: “شخصيا، لا إشكال لي أن يلتحق أحد المناضلين بحزب معين، فهو حرّ في قناعاته، ولا يحق لي بأن أمنعه من ذلك، فمن أنا ومن نحن كي نفعل هذا..”.

وأضاف الهلالي في التدوينة نفسها،: “ولكن أن يتم هذا الالتحاق بمبرر خدمة القضية الأمازيغية، ويتم استعمالها واستغلال هذه الأخيرة للتعبئة من أجل التسجيل في اللوائح الانتخابية”، والالتحاق بما أسماه “الدكاكين السياسية”، فهو، حسبه، “أمر مرفوض سياسيا من قبلنا، ومرفوض حتى أخلاقيا، وبالخصوص ممن كان في الأمس القريب يدعي الاقتناع بمواقف ومبادئ الحركة الثقافية الأمازيغية”.

وأوضح الشخص نفسه: “من كان يؤمن بالقضية الأمازيغية باعتبارها قضية تشمل هموم الشعب الأمازيغي، فهي قائمة ما دام التفقير والتجويع والإقصاء والتهميش والاستبداد… سارية في شرايين المساكين بالسلطة على مستوى البلاد. ومن أصابه العياء وأصبح يرى في استغلال قضيته مناصب جامعية، وسيارات جميلة، وزواج مبارك، ودفع للديون المتراكمة، فلا يسعنا إلا أن نذكرهم بالزيادة في رواتب المقادمية”.

وعن الموضوعِ نفسه، اعتبر الناشط الأمازيغي رشيد بوهدوز، في تدوينةٍ على حسابه بـ”فيسبوك”، بأن ما قامت به الجبهة، هو عرضٌ للحركة الأمازيغية للبيع لمن يدفع أكثر، مضيفاً بأن “من يتفاوض من أتباع أرحموش لا علاقة لهم بالحركة الأمازيغية، بل بعضهم كان حتى الأمس منتمي لتنظيمات يسارية ومعادية للأمازيغية”.

واسترسل بوهدوز: “من يريد أن يناضل سياسياً فالأبواب مفتوحة في وجه المغاربة أجمعين، ومناضلو الحركة الأمازيغية ناضلوا سياسيا ومنهم من وصل للظفر بمقاعد برلمانية وجماعية ولا ينتظرون من أرحموش أن يسوقهم كالعبيد بسوق النخاسة السياسية لمن يدفع أكثر”، متسائلاً: “أين هم مناضلو الحركة الأمازيغية من كلّ هذا العبث والمتاجرة باسمهم؟”.

وواصل الشخص نفسه، وهو إلى جانب كونه ناشطاً أمازيغياً، عضو في المجلس الوطنيّ لحزب الأصالة والمعاصرة: “إن تفاوضنا مع الأحزاب حول مناصب ريعية باسم الأمازيغية، ونلناها، فسنكون أخذنا أمكنة مناضلين ناضلوا وضحوا داخل الأحزاب وهم أولى بتلك المناصب، وسنكون كورم خبيث زرع عنوةً فيها، وسنجني عداء شباب الأحزاب ضد كلّ ترافع من أجل الأمازيغية”.

وتوقع بوهدوز بأن يأتي عمل الجبهة اليوم، بنتائج عكسية مستقبلا، بسبب استيلاء نشطائها على مناصب كان يُفترض أن ينالها مناضلون قضوا سنوات من النضال داخل الأحزاب، وبالتالي “ستنفدر الفقاعة وسيتم طرد الورم الخبيث (الجبهة) ولن نجني إلا مزيداً من معاداة الحقوق الأمازيغية”.

وشدّد بوهدوز على أن البديل “هو الانخراط في الأحزاب بشكل ديمقراطي من القاعدة ومحاولة توعية شباب الأحزاب بالقضية الأأمازيغية والترافع عنها مجتمعين”، منبهاً إلى أن هذا الأمر، كان موقفه الذي أبداه للجبهة، وهو ما لم يعجبهم، لأنهم حسبه يسعون لـ”قطف الثمار والاسترزاق لا النضال”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي