شارك المقال
  • تم النسخ

“ابتسامة بوريطة” تجتاحُ مواقع التواصل الاجتماعيّ.. ونشطاء: مُستحقّةٌ.. ولا للاغترار

اجتاحت الابتسامة العريضة لوزير الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، خلال حفل افتتاح القنصلية الأمريكية بمدينة الداخلة جنوب المملكة، مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر نشطاء بأنها مستحقةٌ لشخص عاشت الدبلوماسية المغربية خلال فترة توليه حقيبتها، أفضل مراحلها في التاريخ.

وظهر بوريطة برفقة الوفد الأمريكي الذي يتقدمه مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، دافيد شينكر، وسفير واشنطن في الرباط دافيد فيشر وزوجته، وهو ابتسامة عريضة تعلو محياه، إلى جانب الانشراح الكبير البادي على ممثلي البيت الأبيض، الذين أكدوا خلال حفل افتتاح القنصلية بأن العلاقات مع المغرب في أفضل مراحلها.

وتفاعل نشطاء مغاربة مع الابتسامة العريضة التي اعتلت بوريطة خلال الحفل، ومع الضحكة التي اعترته بعد الكلمات التي توجه بها شينكر إليه، حيث حاول المدون هربز نبيل، تخيل ما دار بين وزير الخارجية المغربي ومساعد وزير خارجية واشنطن، وكتب: “إوا قلت ليك أخاي بوريطا حطو لينا شي تقوتات تماك شوية ديال التمر وشي كركاع قديم واحد الحلوة ماعندها ماذاق..”.

وأضاف نبيل في التدوينة التي أشار فيها إلى الاستقبال الباهت الذي حظي به شينكر خلال حلوله بالجزائر، قبل تعريجه على المملكة: “وقالو لي كون غير تراجعوا علي القرار واحنا لي تطلبوها منا نديروها!!؟….. اوا قلت ليهم الحكم الذاتي لي غادي يكون هو خونا بوقادوم لون ديال وجهو تبدل وعينيه غرغرو..”، وهو ما دفع، حسب التدوينة التخيّلية، بوريطة للانفجار من الضحك.

وكتب الناشط “الفيسبوكي”، محمد الرحاوي، تدوينةً معلّقاً على ضحكة بوريطة: “ضحكة غرست سهما سامّا في صدور الأعداء، وجعلت أعناقهم تنخر دما..”، مسترسلاً بسخرية: “إوا كيجاتكم حلقة اليوم من مسلسل بوريطة والمقص؟ واعرة ياكو ؟”، فيما قال آخرون إن ابتسامة بوريطة، مستحقة بعج مجهودٍ كبيرٍ، غير أنه لابد من مواصلة العمل بكلّ حزمٍ.

أما الفاعل السياسي عبد المنعم بيدوري، فقد علّق على الموضوع، بالقول، إنه “لا يجب أن يدفعنا الاعتراف الأمريكي أو لأي دولة أجنبية كيفما كانت قوتها إلى الغرور !”، متابعاً: “ما تزال القضية مغربية-مغربية في الدرجة الأولى، أرجو أن يوازن المغرب في جهوده الديبلوماسية ويكثف من تحركه على صعيد البوليساريو وساكنة مخيمات تندوف”.

وتابع الشخص نفسه، بأن هذه الجهود الدبلوماسية، لابد أيضا أن تشمل “جبهة العلاقات الجزائرية المغربية”، مختتماً: “أكبر عدو للمغرب في هذه المرحلة هو الغرور، يجب أن نبقي أرجلنا على الأرض ونسعى جاهدين إلى تحقيق نفس الانتصارات الديبلوماسية في الجبهات المباشرة”.

وأشاد نشطاء آخرون بالدور المهمّ الذي يلعبه بوريطة، في رئاسة الدبلوماسية المغربية، بعدما عرفت زخماً غير مسبوقٍ في تاريخها خلال فترة توليه حقيبتها، حيث تمكن في ظرف وجيز، تحت قيادة الملك محمد السادس، من إقناع مجموعة من الدول، على الوقوف جنب المملكة في النزاع المفتعل بخصوص الصحراء.

وكان بوريطة قد أكد بأن عدد القنصليات في الصحراء المغربية سيواصل الارتفاع ليصل إلى 30 قنصليةً، علماً أنها تبلغ حاليا، بعد افتتاح التمثيلية الدبلوماسية الأمريكية، 20، في انتظار التحاق عددٍ من الدول الكبرى التي يُتوقع أن تنسج على نفس منوال واشنطن، وعلى رأسها بريطانيا، ومعها أيضا فرنسا، إضافة إلى مصر، التي سبق وأعربت عن نيتها فتح قنصلية لها.

وفي سياقٍ متصلٍ، أشاد مجموعة من المتابعين والمراقبين، بهذا الحدث المهمّ الذي عرفته المملكة يوم الأحد الـ 10 من يناير 2021، حيث كتب عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط، الخبير الإستراتيجي، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”: “ويتحقق الانتصار الديبلوماسي الباهر على أرض الداخلة”.

وزاد الزرايدي: “كما كان منتظرا وتوقعناه من أمام معبر الكركرات، بأن النصر لا محالة قادم، ها هو اليوم المغرب ينتصر ديبلوماسيا بفضل الرؤية الملكية الثاقبة والاستشرافية، وبفضل الدينامية الديبلوماسية للمملكة المغربية الشريفة”، مردفاً بأن لقاء بوريطة والوفد الأمريكي، شكّل فرصة للمسؤولين للتباحث حول مختلف أوجه العلاقات الثنائية المغربية الأمريكية وفرصة لبحث سبل تعزيزها.

الصحافي المغربي بالسويد، مصطفى الحسناوي، قال في تدوينة عقب افتتاح القنصلية الأمريكية في الداخلة، إنه “بالرغم من كلّ ما يمكن أن نقول أو نسجل، وبالرغم من أي تحفظ أو اعتراض أو انتقاد.. إلا أن السياسة الخارجية المغربية والعلاقات مع مختلف الدول، متميزة ومختلفة عما تنهجه الكثير من الدول والأنظمة العربية والإفريقية”.

واعتبر الحسناوي بأن العلاقات الخارجية المغربية تتميز بـ”عدم الانجرار والانغماس في أوحال الحروب البعيدة عنه. أخذ مسافة أمان من خلافات وعداوات بعض الدول. طريقة التعامل مع الخصوم وعدم الانجرار وراء استفزازاتهم. طريقة التعامل مع الجيران. تحييد وسائل الإعلام وعدم الدخول معها في مناوشات”.

وتابع الصحافي: “رأينا ذلك في العراق، وسوريا، ومصر، والعلاقات مع إيران وتركيا، والعلاقة مع الإخوان، والخلاف الخليجي، والتعامل مع الجزائر وموريتانيا والبوليساريو، والأزمة الليبية، ودوره في ملفّ السودان، وعلاقته ببعض الصراعات في إفريقيا”، مسترسلاً: “كل هذا يؤهله للعب أدوار الوساطة، ويعفيه من الكثير من العداوات المجانية، والمشاكل المرتطبة بها”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي