شارك المقال
  • تم النسخ

إهدار الأسر المغربية للطعام مُستمر خلال شهر رمضان رغم الجفاف وارتفاع الأسعار.. وشتّور: الأرقام مخيفة جدّاً

نبه علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، المنضوية تحت لواء الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، إلى أهمية، تغيير العادات الخائطة للأسر المغربية، وعلى رأسها استمرار إهدار المواد الغذائية، بالرغم من الجفاف وارتفاع الأسعار الذي تعانيه البلاد.

وقال شتور، في تصريح لجريدة “بناصا”: “رغم الجفاف وارتفاع الأسعار وتدني القدرة الشرائية لدى المواطن المغربي، إلا أن ظاهرة هدر الطعام لا تتوقف طيلة السنة لدى العديد من الأسر، ويعتبر رمضان هو أكثر الشهور إسرافا على الرغم من أنه شهر الصوم عن ملذات كثيرة بينها الأطعم”.

وأضاف شتور أن “إهدار الطعام أو فقدان الغذاء، هو عبارة عن طعام يتم التخلص منه أو فقدانه، دون أن يكون قد تم تناوله كله”، متابعاً أن “إجمالي الطعام المُهدر بين الأسرة المغربية، حسب الإحصاءات، هو الثلث ما يتم طهيه، بحيث يُرمى في سلال القمامة”.

وأوضح أن نسبة الغذاء المُهدر في المناسبات الخاصة والأعياد والمهرجانات، تزداد “حيث يتم التخلص من 50 % على الأقل من الأطعمة الصالحة للأكل”، متابعاً أن “الشاهد على هذا، عمال النظافة الذين يحكون عن فظاعة ما يصادفونه من أكياس بلاستيكية مملوءة بأغذية متنوعة”.

ونبه شتور، إلى أن هذه الأغذية، “قد تكون في بعض الأحيان مازالت صالحة للاستهلاك، ويتم التخلص منها وهذا يعد استهتار واسرافا مبالغ فيه عوض التحلي بالاستهلاك المعقلن.”، مسترسلاً أن “نسبة 45.1 في المئة من الأسر المغربية تتخلص من أغذية تتراوح قيمتها بين 6 إلى 51 دولار شهريا”.

وأردف: “ويهدر الغذاء عندما يُرمى بسبب بلوغ تاريخ انتهاء صلاحيته، أو بسبب سوء التخزين في المنزل، وقد يرجع هذا إلى شراء كمية طعام تفوق حاجة الشخص اليومية”، مسترسلاً أن الخبز، يعتبر “أكثر الأطعمة هدرا، حيث تقوم كل أسرة برمي خبزتين في اليوم، وهو ما يعني، أن حوالي 17 مليون خبزة يتم إهدارها يوميا في المغرب، بالنظر إلى عدد الأسر البالغ حوالي 8.5 مليوناً، دون احتساب ماتبقى في المخابز”.

وأكد رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، على أن هذا الرقم، “مخيف جدا” في “الظروف الحالية”، منبهاً إلى أن الحكومة المغربية، تقوم باستيراد 60 في المائة من احتياجاتها من القمح بالعملة الصعبة، من أجل تعزيز أمن البلاد الغذائي والتصدي لتحديات الجفاف”.

وأبرز شتور، أنه بناء على الإحصائيات، فإن “استهلاك المغربي للخبز هو الأعلى مثلا في منطقة شمال إفريقيا، إذ يتم استهلاك 1250 خبزة للمغربي الواحد سنويا، مقابل 300 للمصري و700 للتونسي و500 للجزائري، بحيث إن قيمة الخبز في القمامة تعادل 11 مليار سنتيم، أي ثلث ما نقتنيه”.

وطالب شتور، المواطنين بوقف هدر المواد الأساسية، وبضرورة “تغيير العادات”، مشيراً إلى أن “المسؤولية ملقاة على عاتق البيت والمدرسة والإعلام السمعي البصري والمجتمع المدني، في التوجيه والتحسيس وترسيخ الثقافة الاستهلاكية لدى المواطن المغربي”.

ومن شأن هذه الحملات التحسيسية، أن تجعل المواطن، يعرف “ما له وما عليه في المجال الاستهلاكي للتغذية والابتعاد عن الإسراف والهدر الذي يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه تحقيق الأمن الغذائي، وتستلزم بذل جهود كبيرة لتوعية المستهلكين بضرورة تغيير العادات الشرائية والاستهلاكية، وخاصة خلال شهر رمضان المبارك”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي