شارك المقال
  • تم النسخ

أكاديميون وخبراء إسبان يتباحثون سبل تعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا وتجاوز الأزمة

نظمت رابطة الصحافة في مدريد أمس الثلاثاء، فاتح مارس الجاري، طاولة حوار في جامعة مدريد الأوروبية لبحث سبل تعزيز التقارب بين المغرب وإسبانيا والتعاون في مجالات متعددّة، وذلك بمشاركة أكاديميين وصحافيين وخبراء في العلاقات الدولية وخاصة الإسبانية-المغربية.

واعتبر المشاركون في الندوة التي اختير لها عنوان “المغرب وإسبانيا.. المصالح المشتركة”، أن الروابط بين البلدين تتجاوز السياسة إلى ما هو اجتماعي واقتصادي ومعرفي، مؤكدين على ضرورة تفعيل مزيد من الحوار لتجاوز الأزمة الحالية عبر مقترحات تذهب إلى ما هو معرفي وثقافي وتعليمي.

في هذا السياق، قالت جولييتا إسبين، الأستاذة في الجامعة الأوروبية، أن الجوار بين إسبانيا والمغرب الأكثر تعقيدًا مقارنة بباقي الدول، بسبب التناقضات القوية بين البلدين، غير أنه خلال العقود الماضية، أصبحت هذه العلاقات أكثر ترابطًا، لذلك، وفقًا للأستاذة، يجب تحديد مجالات التعاون وتكثيفها، خاصة في مكافحة الإرهاب أو الاتجار غير المشروع أو الهجرة.

من جهته، أشار بيرنابي لوبيز، أستاذ فخري في الجامعة المستقلة وخبير في الدراسات العربية، بشأن تطوير العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة، إلى دور لجنة ” Averroes”، الإسبانية المغربية المهتمة برأي المجتمع المدني في الاجتماعات رفيعة المستوى، والتي تأسست في منتصف التسعينيات.

وبالنسبة للوبيز فإن “الاختلاف بين الأنظمة يجعل التفاهم صعبًا”، ومع ذلك، شدد على أنه “اليوم أكثر من أي وقت مضى يجب أن نحتفل بمكملاتنا كجيران، مؤكدا أنه هناك قسمًا كبيرًا يبحث عن التقارب بين البلدين”.

من ناحية أخرى ، أكد الصحفي، خافيير فرنانديز أريباس، أن “العلاقات التجارية بين البلدين ممتازة، مشددا على أن “هذه الروابط لم تتأثر بالأزمة السياسية، مشيرا إلى أن إسبانيا تتمتع بتبادل اقتصادي أكبر مع المغرب مقارنة بجميع دول أمريكا اللاتينية، مشيداً بعمل الملك محمد السادس والتزامه برفاهية المواطنين المغاربة”.

المترجمة حنان بنسودة، كان لها رأي هي كذلك بشأن العلاقات بين البلدين مؤكدة أنها “تشهد حاليًا أفضل لحظاتها على المستوى الاجتماعي والاقتصادي”، مشيرة إلى أن إسبانيا حلّت محلّ فرنسا بالنسبة للمغرب،  وهي نقطة تشجع على “إقامة روابط سياسية واقتصادية وثقافية وحتى عسكرية قوية”.

وأَضافت: “كلا البلدين يحتاجان بعضهما البعض باعتبارهما شريكان أساسيان”، داعية إلى التعاون ومؤكدة أنه “هناك قلق بين الحكومتين، والحل ليس للسياسيين فحسب، بل للمجتمع أيضًا”.

من جانبه، اقترح الأستاذ والعميد السابق للجامعة الأوروبية بمدريد، خوان سالسيدو، عدة قطاعات لتعزيز التعاون بين البلدين وهي: “التعليم والنقل والبنية التحتية والطاقة، مشددا على أهمية التعاون وخطة العمل مع الجامعات والمؤسسات المغربية، قائلا: “يجب أن نعمل على قدم المساواة، فهناك العديد من الأشخاص الذين يمكنهم تعليمنا الكثير”، مذكّرا بأن إسبانيا “تعاني من نقص كبير في المعرفة بأفريقيا”.

اقتراحات سالسيدو ذهبت كذلك إلى التعاون مع المغرب –الذي ينمو بسرعة كبيرة- على تحسين بنيته التحتية للنقل، خاصة وأنه يريد أن يصبح بوابة لإفريقيا وهو ما لن يمكنه فعله في ظل ضعف الطرق السريعة، مشيرا إلى أن هذا مجال يمكن أن يستفيد فيه من التجربة الإسبانية.

وأضاف: “حقيقة أن التنمية السياسية والاجتماعية كانت مذهلة في العشرين سنة الماضية في المغرب”، كما أشار الصحفي إلى أن الانتخابات الأخيرة ضمت 5000 مراقب دولي لم يبلغوا عن أي نوع من المخالفات.

وبشأن القضايا الأساسية للمغرب، خاصة وحدته الترابية والصراع في الصحراء المغربية والتي وصفوها بـ”المقدسة في المجتمع المغربي”، أكد الحاضرون على أن إسبانيا عليها أن تتخذ خطوة إيجابية في هذا الملف، مذكرين باعتراف ترامب بمغربية الصحراء واستمرار هذا الاعتراف في عهد الرئيس الجديد جو بايدن.

وقال فرنانديس أريباس أن هذا الاعتراف شكّل نقطة تحول مهمة في الملف، غير أن إسبانيا لا تزال تحاول خلق “توازن معقدّ” وذلك بسبب الغاز الجزائري الذي تستفيد منه. لكن الصحراء، حسب أريباس لا يمكن أن تكون مستقلة أبداً، مشيرا إلى أن هذا الأمر وفي وجود الجزائر يمكن أن يمنح لروسيا منفذا إلى المحيط الأطلسي، وهو ما لن يسمح به الإتحاد الأوروبي. وفق المتحدّث.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي