شارك المقال
  • تم النسخ

هل تعمد بنيامين نتنياهو استفزاز المغاربة بخريطة مبتورة؟.. باحث سياسي يجيب: “لا شيء يترك للصدفة”

أثارت واقعة ظهور خريطة للمغرب، خلف رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، أثناء استقباله لرئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، يوم أمس (السبت) تتضمن فصل الصحراء الغربية عن المملكة جدلا واسعا بخصوص مدى صحة ومصداقية الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، فهل الأمر متعمد؟.

وقبل أشهر، عكست رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، وإعلان تل أبيب الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، تحوّلاً في تعاطي تل أبيب مع هذا الملف، وذلك بعد التردد والغموض الذي طبع المواقف الإسرائيلية من القضية، إلا أن الموضوع عاد إلى الواجهة مع تطور الأحداث الأخيرة بقطاع غزة.

وأعربت المملكة المغربية، قبل أسبوعين، عن “قلقها العميق” جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودانت “استهداف المدنيين من أي جهة كانت”، حيث اعتبرت الصحافة العبرية موقف المغرب “غامضا” وهو ما يفسره البعض بصورة بنيامين مع ميلوني تظهر خريطة المغرب مبتورة من صحرائه.

لا شيء يترك للصدفة

الباحث السياسي المغربي محمد شقير، قال إنه “من المعروف أن في السياسة لا شيء يترك للصدفة، فاستقبال بنيامين نتنياهو لرئيسة الوزراء على خلفية الخارطة المبتورة خصوصا في هذه الظرفية يحمل رسالة سياسية واضحة لصانع القرار المغربي”.

وأوضح الخبير السياسي في تصريح لجريدة “بناصا” الإلكترونية، أن “الاعتراف الإسراءيلي بمغربية الصحراء ما زال مطروحا، ولو بمنطق المساومة، خاصة بالنسبة لحكومة يمينية ترى أن موقف المغرب ما زال غير مطبع بالشكل التي ترغب به الحكومة الإسرائيلية”.

ووفقا للمصدر ذاته، فإن “المغرب ما زال متلكِّئًا في الرفع من مستوى التمثيل الدبلوماسي من مكتب اتصال إلى سفارة، وأيضا تشبث المغرب بموقفه الثابث من القضية الفلسطينية، وإرجاءه لعقد الاجتماع الثاني لمنتدى النقب”.

ويرى الشقير، أن “موقف المغرب كان واضحا جدا من خلاله تنديده المتواصل بانتهاكات السلطات الإسرائيلية العسكرية والأمنية لحقوق الشعب الفلسطيني، وتقتيله المدنيين من أطفال ونساء وهدم للمنازل وقصف المستشفيات، بالإضافة إلى الاقتحامات المتكررة لباحة المسجد الأقصى في مواصلة سياسة تهويد القدس”.

إسرائيل “تجرجر” المغرب

في المقابل، قال خالد البكاري، الأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي، إنه “بعد توقيع الاتفاق الثلاثي، “جرجرت” “إسرائيل” المغرب من أجل الاعتراف بمغربية الصحراء، ومن يتذكر حوار ديفيد غوفرين مع وكالة الأنباء الإسبانية سيكتشف أن “إسرائيل” كانت تريد المزيد من التنازلات ضمن إطار التطبيع، حتى يحصل هذا الاعتراف”.

وأوضح بكاري، في تدوينة فيسبوكية، أنه “في الوقت الذي كان فيه نتنياهو يعيش عزلة سياسية داخلية، وحتى خارجية (حتى إدارة بايدن كانت غير راضية عنه، طبعا ليس لاعتبارات أخلاقية أو إنسانية)، هاتف الملك محمد السادس، معلنا عزم حكومته الاعتراف بمغربية الصحراء، هذه المكالمة لم تعلن عنها إدارة نتنياهو، ولا وكالة انباء الدولة “العبرية”، بل أعلنها الديوان الملكي”.

إسرائيل قد تطالب المغرب الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية

ويعتقد خالد بكاري، أنه “بعيدا عن البروبغاندا، فالأمر ليس كذلك، لأنه يجب المصادقة على هذا القرار في “الكنيست”، الذي لم يبرمج أي جلسة لذلك لحد الآن”، مشيرا إلى أن “نتنياهو في مكالمته له مع الملك محمد السادس قال إن هذا الاعتراف سيتجسد في كل وثائق الحكومة، وسيتم إخبار الأمم المتحدة بالأمر، وسيتم فتح قنصلية بالصحراء، بصيغة الوعد، وكل هذا لم يتم بعد”.

وأوضح المصدر ذاته، أن “يعني أن إسرائيل ترغب في “جرجرة” المغرب لوقت أطول، لبرمجة التصويت في الكنيست، وإكمال باقي الخطوات، وخلال تلك المدة، سيواصلون ممارسة الابتزاز لتحقيق مكاسب، وربما قد يطلبوا الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية/اليهودية، وأن ما يحدث اليوم في فلسطين المحتلة، قد يغير الكثير من الأمور”.

وأشار، الأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي، إلى أن “الأخطر في الموضوع، هو أن الكنيست سبق أن صوت لضم أراض فلسطينية ومستوطنات موجودة فوق أراض فلسطينية بموجب القرارات الأممية، وبالتالي سيتم إعادة إنتاج المماثلة الخاطئة والظالمة بين قضيتي فلسطين والصحراء، باعتبار كليهما قضيتي تقرير مصير وتحرر من الاستعمار”.

وخلص بكاري إلى أن “من يضعون قضية الصحراء المغربية في اليد “الإسرائيلية”، ومن يروجون لذلك جهلا أو تزلفا، إنما يهيئوننا لهدية مسمومة، وأن من يعرف “إسرائيل” وحرصها على الرمزيات والإشارات، سيعرف أن بقاء الخريطة كما هي بعد المكالمة الهاتفية ليس سهوا”.

المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها

وتفاعل رواد شبكات التواصل بمختلف المنصات مع واقعة ظهور خريطة للمغرب مبتورة، خلف رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، أثناء استقباله لرئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، معتبرين أن “المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها”.

وفي هذا الصدد، علق أحدهم بالقول: “لم تكن الصور دليل على تغيير موقف الحكومات، ولا حرق الأعلام يُلغي الاتفاقات الدولية، فكل خرائط العالم بما فيها بعض الخرائط القديمة بالمغرب نفسه فيها بعض الخطوط التي تفصل الشمال عن الجنوب، لكن الصحراء المغربية سوف تبقى إلى الأبد مهما كانت خرائط جوجل أو المعلقة قديما على جدران بعض المكاتب”.

https://twitter.com/wardasky12/status/1715857177649271208

وأشار آخر: “نحن لسنا في حاجة إلى الكيان الصهيوني لكي يعترف بصحرائنا، الصحراء مغربية وستبقى مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وصحرائنا لا تفاوض فيها، وعليه لا نحتاج إلى اعترافات من أحد، أما الكيان الصهيوني لا يستطيع أن يحمي حتى نفسه، وهو كيان خائن يعطيك اليوم العهد وغذا ينقضه”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي