شارك المقال
  • تم النسخ

هل اقترض بنكيران لسان بلكبير لتصفية حسابات داخل “البيجيدي” أم أن هناك جهات أوعزت لليساري القديم وضع “القنبلة” داخل بيت الحزب الإسلامي؟

نور الدين لشهب

أحدثت تصريح عبد الصمد بلكبير قنبلة من العيار الثقيل في صفوف قيادات حزب العدالة والتنمية بخصوص “تنكر” القيادة للزعيم الذي قاد تجربة سياسية من داخل الحركة الإسلامية، استطاع من خلالها أن يتزعم نتائج الانتخابات لولايتين متتاليتين لأول مرة في تاريخ المغرب بعد الاستقلال.

وقدم عبد الصمد بلكبير صديقه عبد الإله بنكيران في صورة مغايرة لما يعرفها عموم الناس عن الرجل، حيث بلغ رئيس الحكومة السابق من الضعف والفاقة إلى درجة “لم يجد الحلوى والشاي كي يقدمها لضيوفه” وذلك بسبب السلوك الرجعي، كما يزعم بلكبير، هذا السلوك الذي استهدف بنكيران في كرامته، بل أراد أن يذل الرجل إلى درجة التفكير في سياقة سيارة الطاكسي حتى يطعم نفسه وأهل بيته !

 أما إخوته من القيادات في حزب العدالة والتنمية، فقد تنكروا له، بل أُمروا من جهة ما ألا يقدموا له يد العون والمساعدة، ولو براتب شهري لا يتعدى عشرة آلاف درهما!

فماهي أهداف هذه الخرجة الإعلامية للأستاذ عبد الصمد بلكبير؟ ولماذا في هذا التوقيت بالضبط؟ هل يتوخي بلكبير خدمة صديقه عبد الإله بنكيران وتقديمه في صورة “السياسي المظلوم” الذي تعرض للظلم كرتين: إزاحته من قبل “تيار الاستوزار” عن القيادة، ثم التنكر له ولم يتقوا فيه الله ولو “بشق تمرة”؟ هل تحدث عبد الإله بنكيران عبر لسان صديقه عبد الصمد بلكبير؟ هل يريد بنكيران أن يحول الصفعة لكمة في وجه من بغى وطغى وكان ظهيرا لمن أمر وتآمر إلى درجة أن “أمروا أن يمنعوا عنه من “بيت مال” الحزب ما يحفظ به كرامته؟

في حديثه إلى جريدة بناصا الإلكترونية، نفي الباحث بلال التليدي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، وهو القريب جدا من شخص عبد الإله بنكيران، الدوافع التي تقف وراء تصريحات عبد الصمد بلكبير، وقال: “أنا لا أعرف بالضبط الدوافع التي جعلت الأخ عبد الصمد بلكبير يثير هذا الموضوع في هذه الظرفية”.

وعن تآمر قيادة الحزب ضد شخص زعيم الحزب السابق، أكد التليدي بأن المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية قد “أصدر بيانا ختاميا تحدث في فقرة مهمة جدا عن دور الحيوي الذي قام به عبد الاله بنكيران في مسار الحزب ولاسيما في الخروج بالحزب من بعض المنعطفات الحرجة، كما تحدث البيان أيضا عن دور بنكيران الراهن والمستقبلي في قيادة الإصلاح الى جانب إخوانه.

 وهذه الفقرة، يضيف بلال التليدي، في تصريح هاتفي خص به جريدة “بناصا”، “يلتمس منها استعادة دور ابن كيران في الواقع وبذلك حديث عبد الصمد بلكبير في هذه الظرفية، وفي هذا السياق وإن كان الظاهر منه يريد أن يخلق رمزية ما، في سياق زمني خاطئ فإنه يشوش على الأقل من جهتين:

 من الجهة الأولى فإنه يعيد اللحظة الحديث عن التقاعد، وهو إثارة هذا الموضوع إعلاميا ومحاولة  لاستهداف بنكيران، ثم زرع التوتر بين مكونات الحزب وقياداته وهذا هو الجهد الذي أراد المجلس الوطني للحزب ان يقوم بمقاومته.

هل يمكن ان نقول هناك تقاسم أدوار بين عبد الصمد بلكبير وعبد الاله بنكيران واللعب على خطاب المظلومية؟ وهل يمكن لعبد الصمد بلكبير أن يتحدث في شأن حزبي داخلي دون ضوء أخضر من عبد الإله بنكيران نفسه؟

في الجواب على هذا السؤال، يقول بلال التليدي : “معرفتي بالأستاذ عبد الإله بنكيران تجعلني مقتنعا بأن بنكيران لا يرتضي أن يكون الآخر لسانا معبرا عنه، فهو يعبر عن نفسه أكثر مما يعبر عنه الاخرون.

 النقطة الثانية، يقول التليدي، هو أن إثارة موضوع التقاعد من جديد، مهما كانت الدواعي ومهما كانت  مستنداته والصيغة التي يندرج فيها، فالمقصود به إعادة هذه النقطة إلى النقاش الإعلامي العمومي والذي الهدف منه هو استهداف شخصية بنكيران، وضرب رمزية عبد الاله بنكيران، وأنزهه أن يكون من وراء كلامه أن يقوم بادوار ما لأني أعرف ذلك، ولكن مقاصد كلامه تنتهي إلى قضيتين:

– استهداف عبد الاله بنكيران من خلال إعادة موضع التقاعد إلى النقاش العمومي والإعلامي.

– ثم النقطة الثانية هو التشويش على المبادرة التي يعتزم القيام بها المجلس الوطني لإصلاح ذات البين ومقاومة الشرخ القيادي داخل العدالة والتنمية،

وهل تآمرت قيادة حزب العدالة والتنمية على بنكيران وكانت سندا وظهيرا لجهة ما التي أمرت القيادة بالامتناع عن المساهمة في دعم بنكيران؟

وجوابا على السؤال، استبعد بلال التليدي هذا الموضوع من الأساس بدليل البيان الختماي للمجلس الوطني، مضيفا كون “الحديث عن أن قيادة الحزب أمرت من جهة ما من عطاء حزبي مستحق، هذا من شأنه أن يزرع التوتر وأن يبدد مفعول هذه المبادرة المعتزمة”.

هل يبتغي بلكبير بناء رمزية لصديقه بنكيران بناء على خطاب المظلومية Victimisation؟

“من خلال موقفه من قضية التقاعد، فأظن أن هذا المقصد يبقى محدودا بالنظر إلى التشويش الذي أحدثه تصريحه” يجيب التليدي. 

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي