شارك المقال
  • تم النسخ

في ذكرى احتلالها.. إسبانيا تجدّد ترويجَ التّاريخ المزوّر لمدينة سبتة المحتلّة

جدّدت إسبانيا، الترويج للتاريخ المزور لمدينة سبتة المحتلة، زاعمةً أن المنطقة الواقعة في أقصى شمال غرب إفريقيا، كانت تابعة لها حتى قبل تأسيس المملكة المغربية، في إشارة منها لعدم اعترافها بكون المملكة في عهد العلويين، امتداداً لمن سبقها، وذلك بالتزامن مع ذكرى احتلال الثغر من قبل البرتغال، سنة 1415.

وقالت “إل إسبانيول”، إن مدينة سبتة المتمتعة بالحكم الذاتي تحتفل في الـ 2 من شتنبر، بيومها الكبير (ذكرى احتلالها)، مسلطةً الضوء على ما قالت إنه “ارتباط تاريخي لها بإسبانيا لأكثر من 400 سنة”، وهي الفترة التي عانى خلالها الثغر المحتل في شمال المغرب، لاحتلال المملكة الإيبيرية، الذي ما يزال مستمرّاً إلى الآن، في أقدم احتلال على الكوكب.

وأضافت اليومية، أن معهد الأمن والثقافة الإسباني، عمل على التذكير، خلال هذا اليوم بالروابط التي تجمع بين سبتة والمملكة الإيبيرية، موردةً أن “سبتة كانت جزءاً من إسبانيا لأكثر من أربعة قرون، قبل وقت طويل من وجود المغرب كدولة”، وهو الادعاء الذي تكذّبه الوثائق التاريخية، التي تؤكد أن المغرب، من أقدم الدول التي ما تزال قائمة إلى اليوم.

وجاء في مقطع الفيديو الذي نقلته الصحيفة، عن معهد الأمن والثقافة، أن مجموعة من الحضارات تعاقبت على حكم سبتة قبل فترة سيطرة إسبانيا عليها، ومن بينها العربية، وذلك بالنظر إلى أهميتها كموقع إستراتيجي ومكان مرغوب من طرف القوى الدولية، قبل أن تتوطّد المنطقة في القرن الـ 11، كطريق نحو الصحراء، التي كانت مصدرا للذهب والملح.

واسترسلت الجريدة الإسبانية، أنه قبل 4 قرون، كان لسبتة ملوك من المرابطين، الذين أخذوها في طريقهم إلى غزو شبه الجزيرة الإيبيرية، مضيفةً أن “البابا الأول البرتغالي، هو الذي أنهى قرونا من الهيمنة الإسلامية عند دخول سبتة سنة 1415، في إطار عملية الاسترداد، ودمج المدينة في التاج البرتغالي”.

ومع ذلك، تقول اليومية، “فإن وفاة سباستيان دي البرتغال، سنة 1578، دون أحفاد، دهل فيليبي الثاني يدمج مملكة البرتغال في تاجه، بحيث أصبحت سبتة منطقة لاتينية، وعندما انفصل التاجان الإسباني والبرتغالي مرة أخرى سنة 1640، اختار سكان المدينة البقاء جزءاً من إسبانيا، على حد تعبير “إل إسبانيول”.

وتعمل الصحف الإسبانية، في كلّ فترة، على تزوير تاريخ مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، والجزر المتواجدة في شمال المغرب التي ما تزال تخضع لسيطرة المملكة الإيبيرية، عبر ادعاء أن هذه الأراضي كانت ضمن نفوذها قبل تأسيس المغرب، وهو ما يفنده، وفق نشطاء، الفيديو نفسه، الذي يتضمن أن المدينة كانت خاضعة لسلطة المسلمين والعرب قبل فترة طويلة من وقوعها بيد البرتغال وإسبانيا.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي