أكد أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، عمر الفاسي الفهري، اليوم الخميس بالرباط، أن العلماء الأفارقة مدعوون إلى الاضطلاع بدور أساسي ليس فقط من أجل تنمية بلدانهم، وإنما أيضا من أجل القارة بأكملها.
وقال الفاسي الفهري، خلال افتتاح أشغال المؤتمر السادس للمجلس الإفريقي للبحث العلمي والابتكار، حول موضوع “العلوم، التكنولوجيا والابتكار من أجل التنمية”، إنه من الضروري، في سياق دولي يتسم بالمنافسة الشديدة، أن تقوم إفريقيا بتوحيد وتطوير مواردها وجهودها البحثية لدعم القدرة على الحد من تهميشها وتبعيتها في المجالين العلمي والتكنولوجي بغية ضمان تنميتها على نحو أفضل وتحقيق رفاه وأمن ساكنتها.
وأكد أنه “من خلال تبسيط المعرفة وإتقان التكنولوجيات الحالية والمستقبلية يمكن التوصل إلى أفضل الإجابات لمجموعة من التحديات التي تواجه إفريقيا”، معبرا عن قناعته بأن “القارة قادرة على خلق دينامية شاملة تعزز جميع الإمكانات العلمية والتكنولوجية، خاصة أنها تمتلك مقومات عدة، أبرزها ساكنتها الشابة ومواردها الطبيعية الهامة”.
وأشار، في هذا السياق، إلى أن المغرب يعمل اليوم على تطوير تعاون متعدد الأبعاد مع البلدان الإفريقية في جميع المجالات، لا سيما في مجال تكوين الأطر، والمشروع الضخم لخط أنبوب الغاز المغرب ونيجيريا.
من جانبه، شدد رئيس المجلس الإفريقي للبحث العلمي والابتكار، مصطفى بوسمينة، على أن المجلس، كمحرك للبحث والابتكار في إفريقيا، يعمل على تعزيز التشبيك بين مختلف البلدان من أجل إيجاد حلول للتحديات الحالية خدمةً لتنمية القارة.
وأورد أن 43 طالبا في سلك الدكتوراه من 17 بلدا إفريقيا يستفيدون حاليا من منحة دراسية بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، والتي تغطي جميع النفقات المتعلقة بأبحاثهم، مسجلا أن هؤلاء الطلبة الباحثين سيضطلعون بدور رئيسي في تشكيل مستقبل القارة بما يخدم العلوم والتكنولوجيا.
من جهته، قال المدير التنفيذي للمجلس الإفريقي للبحث العلمي والابتكار، أحمد حمدي، إن “المغرب نموذج في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار”، مشيرا على سبيل المثال إلى صناعة السيارات التي تسجل معدل إنتاج للكابلات في حدود 75 في المئة.
وأشار حمدي، أيضا، إلى أن المجلس يضم حوالي 12 ألفا من العلماء الأفارقة، الذين يسهرون على تقديم حلول للإشكاليات التي تعرفها القارة، مبرزا أن المنظمة تقود عددا من المشاريع الهامة، لا سيما في مجال مكافحة التهاب الكبد، وتدبير الكوارث الطبيعية.
ويروم هذا المؤتمر، الذي تنظمه أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، بمشاركة حوالي 60 شخصا من مختلف البلدان الإفريقية، إبراز التقدم المحرز في مجال البحث العلمي الإفريقي. كما يشكل مناسبة لإبراز التقدم المغربي في مختلف مجالات البحث العلمي، ودعم جهود الدبلوماسية العلمية للمملكة، علاوة على تسليط الضوء، بشكل خاص، على العمل الدؤوب الذي يقوم به صاحب الجلالة الملك محمد السادس لفائدة البلدان الأفريقية.
وتتوزع أشغال المؤتمر على جلسات علمية تناقش العديد من المواضيع والقضايا الراهنة، لاسيما “العلوم والتكنولوجيا والابتكار كمحرك لتنمية إفريقيا في القرن الحادي والعشرين”، و”الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي في إفريقيا”، و”العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في إفريقيا”، و”المشاريع الرئيسية للمجلس الإفريقي للبحث العلمي والابتكار”.
يذكر أنه تم، قبل يومين من انعقاد المؤتمر، عقد لقاءات لتقديم ورقات علمية حول مواضيع مختلفة من بينها العلوم الزراعية، والعلوم الصحية، والعلوم الهندسية، والعلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية، إضافة إلى العلوم الطبيعية.
تعليقات الزوار ( 0 )