بناصا – متابعة
بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في عملية نفذتها قوات خاصة أميركية بسوريا، تلوح أسئلة عمن سيخلفه في قيادة التنظيم، وعما تبقى من التنظيم أصلا ومن هيكله التنظيمي وإمكاناته.
وفي هذا السياق، تشير تقارير صحفية وبحثية إلى أن البغدادي لم يكن عند مقتله القائد الحقيقي للتنظيم وعملياته، بعد أن عمل على توكيل مهامه إلى لجنة مفوضة منذ ظهوره الأخير بمقطع فيديو في أبريل/نيسان الماضي.
والاسم الأكثر تداولا بصفته خليفة للبغدادي هو العراقي التركماني عبد الله قرداش الذي يعرف أيضا باسم حاجي عبد الله العفري وهو من قضاء تلعفر غرب الموصل بشمال العراق.
وقد وُصف قرداش بأنه خليفة البغدادي منذ أن أعلنت وكالة أعماق الذراع الإعلامية لتنظيم الدولة في أغسطس/آب الماضي أن البغدادي رشحه “لرعاية أحوال المسلمين”، حسب تعبير الوكالة.
ونقلت مجلة نيوزويك الأميركية عن مسؤول مخابرات إقليمي -اشترط عدم نشر اسمه أو بلده- أن قرداش سيقوم بدور البغدادي. وأشار المسؤول إلى أن البغدادي كان قد تحول إلى زعيم رمزي لا يتولى قيادة العمليات، وأضاف أن “كل ما كان يفعله البغدادي أن يقول نعم أو لا، لكن لا تخطيط”.
من هو عبد الله قرداش؟
وذكرت المجلة أن قرداش كان ضابطا بالجيش العراقي في عهد صدام حسين، وأضافت أن المعلومات بشأنه شحيحة.
ووفقا لما كتبه الخبير الأمني العراقي فاضل أبو رغيف على تويتر في وقت سابق، فإن قرداش كان معتقلا في سجن بوكا (بمحافظة البصرة) وسبق أن شغل منصبا شرعيا عاما لتنظيم القاعدة، وهو خريج كلية الإمام الأعظم بمدينة الموصل.
وأضاف أبو رغيف أن قرداش كان مقربا من القيادي أبو علاء العفري (نائب البغدادي الذي قتل عام 2016)، وأشار إلى أن والده كان خطيبا مفوها وعقلانيا.
وقال إن قرداش اتسم “بالقسوة والتسلط والتشدد”، وأشار إلى أنه كان أول المستقبلين للبغدادي إبان سقوط الموصل.
من ناحية أخرى، يرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية أن تنظيم الدولة بالرغم من هزيمته في العراق وسوريا ومقتل زعيمه البغدادي، فإنه لا يزال يتمتع بقوة ذاتية. وقال في برنامج على شاشة الجزيرة إن الظروف كفيلة بجعل التنظيم أقوى وتوفير زخم جديد له.
وأضاف أبو هنية أن لدى التنظيم قوة على صعيد صلابة الهيكل التنظيمي، مشيرا إلى عملية إعادة هيكلة للتنظيم منذ خسارته جيب الباغوز (بمحافظة دير الزور شرقي سوريا) في مارس/آذار الماضي. وكانت الباغوز آخر جيب من جيوب التنظيم بسوريا والعراق.
وأوضح أبو هنية أن التنظيم اعتمد اللامركزية لتسيير عملياته منذ ذلك الحين، وأشار إلى أنه يوجد الآن في ثمانية بلدان، ولا يزال يسيطر على مناطق شاسعة في أفريقيا.
ووفقا لتقديرات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، لا يزال للتنظيم ما بين 14 و18 ألف عنصر نشط في العراق وسوريا.
وقالت دانا ستراول المسؤولة السابقة في البنتاغون “كما أن مقتل بن لادن لم يؤد إلى نهاية تنظيم القاعدة، أتوقع ألا يكون التخلص من البغدادي نهاية لتنظيم الدولة”.
تعليقات الزوار ( 0 )