شارك المقال
  • تم النسخ

ظاهرة “النينيو” ومرض الـ”TR4″ و”الثوران البركاني”.. ثلاثة عوامل تؤثر على سوق الموز بالمغرب والعالم

استعاد المغرب وارداته من الموز في عام 2023 بعد تراجع كبير في العام السابق، وبحلول غشت 2023، استورد المغرب كمية من الموز أكبر مما استورده في عام 2022 بأكمله، عندما واجهت التجارة العالمية لهذا المنتج أزمة حادة بسبب الكوارث الطبيعية والظروف الجوية السيئة والتوترات الجيوسياسية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وحسب تقرير “East Fruit” (وهي منصة متخصصة في قطاع الفاكهة والخضروات)، فإن المغرب ليس منتجا أو مصدرا رئيسيا للموز، على الرغم من أن المنتجات المزروعة محليا لا تزال تهيمن على السوق المغربية.

وتنتج البلاد ما يصل إلى 350 ألف طن من الموز سنويًا، كما تستورد ما بين 22 و28 ألف طن من هذه الفاكهة من دول أمريكا اللاتينية وجزر في المحيط الأطلسي تابعة لإسبانيا والبرتغال.

وفي الفترة من يناير إلى أكتوبر 2023، أي في الأشهر العشرة الأولى، استورد المغرب 23 ألف طن من الموز، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 33٪ مقارنة بكامل العام المخيب للآمال 2022، ويتجاوز هذا الحجم أيضًا أرقام عامي 2019 و2020 ويشير إلى إمكانات نتائج قياسية لعام 2023.

وتجدر الإشارة إلى أن الانخفاض العام في واردات الموز إلى المغرب في عام 2022 كان مدفوعا بالأساس بالانخفاض الحاد في الإمدادات من الإكوادور، التي تراجعت بأكثر من 40% إلى 8,8 ألف طن.

ووفقا للمنصة ذاتها، فبعد مرور عام، انتعشت صادرات الموز الإكوادورية إلى المغرب جزئيا فقط، وتم استبدال بعض الكميات بفواكه من دول أوروبية حققت إمدادات قياسية للسوق المغربية في عام 2023.

وقام المستوردون المغاربة بتعويض النقص في الموز من أمريكا اللاتينية عن طريق جلب الفواكه من البرتغال وإسبانيا، ومع ذلك، في الحالة الأخيرة، لم يحدث هذا إلا في عام 2023، حيث تضررت مزارع الموز في جزر الكناري بسبب ثوران بركاني في سبتمبر 2021.

ونتيجة لذلك، استورد المغرب رقما قياسيا قدره 5.2 ألف طن من الموز من إسبانيا وإسبانيا، وهذا الرقم القياسي بلغ 1.6 ألف طن من البرتغال في الفترة من يناير إلى أكتوبر 2023.

يذكر أن إسبانيا والبرتغال وفرنسا تشكل الثلاثي من أكبر منتجي الموز في أوروبا، على الرغم من أن هذه الفاكهة لا تزرع في البر الرئيسي الأوروبي، وتنتج إسبانيا الموز في جزر الكناري، وفرنسا في المقاطعات والتجمعات الخارجية في منطقة البحر الكاريبي، والبرتغال في جزيرة ماديرا.

وكان عام 2022 عامًا مليئًا بالتحديات بالنسبة لصناعة الموز العالمية في معظم المناطق، حيث واجه المنتجون في الإكوادور وبلدان أمريكا اللاتينية الأخرى ظروفًا مناخية غير مواتية أدت إلى زيادة تكاليف زراعة الموز ومناولة ما بعد الحصاد.

كما ارتفعت أسعار الأسمدة، وانخفض الطلب الاستهلاكي بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي، وهي بعض الصعوبات، يضيف تقرير المنصة، التي كان على مصدري الموز التغلب عليها.

وفي منتصف عام 2023، حذر مزارعو الموز الإكوادوريون من التأثير المحتمل لظاهرة النينيو على محاصيلهمـ علاوة على ذلك، كان على المزارعين أن ينفقوا المزيد من الأموال كل عام لوقف انتشار مرض TR4، الذي يمكن أن يقضي على جميع أنواع الموز من نوع كافنديش.

ورجح تقرير “East Fruit”، أن عام 2023 كان صعبًا آخر بالنسبة لصناعة الموز العالمية، ولم يعوض انتعاش الطلب الاستهلاكي بشكل كامل خسائر العام السابق، وظهرت مشاكل جديدة بالإضافة إلى مخاطر الطقس المعتادة.

وأدى الحصار المفروض على البحر الأحمر إلى ارتفاع أسعار النقل البحري في مختلف أنحاء العالم، ومن الممكن أن يؤدي الحظر الجزئي الذي فرضته روسيا مؤخراً على الموز الإكوادوري إلى إعادة تشكيل شريحة كبيرة من سوق الفاكهة العالمية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي